المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



محي الدين الشهرزوري  
  
2666   02:03 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص399-401
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-08-2015 2425
التاريخ: 25-7-2019 2011
التاريخ: 10-04-2015 2574
التاريخ: 22-06-2015 2366

هو أقضى القضاة محيي الدين أبو حامد محمّد بن محمّد بن عبد اللّه ابن القاسم بن المظفّر بن عليّ الشهرزوريّ، ولد في الموصل في سنة 510 ه‍ (1).

سمع محيى الدين الشهرزوريّ من عمّ أبيه أبي بكر بن القاسم، و دخل بغداد فتفقّه على أبي منصور بن الرزّاز (462-539 ه‍) تلميذ الغزّالي (505 ه‍) و تولّى القضاء في الموصل. ثمّ إنّه انتقل إلى الشام و تولّى قضاء الشام نيابة عن والده. و كذلك تولّى القضاء في حلب (رمضان 555) (2) نيابة عن والده أيضا.

و بعد موت والده علت منزلته و عظم نفوذه عند الملك الصالح اسماعيل بن نور الدين صاحب حلب ففوّض اليه الملك الصالح تدبير مملكة حلب، في شعبان 573 ه‍ (1178 م) . بعدئذ وشي به إلى الملك الصالح فلزم بيته ثمّ فارق حلب راجعا الى الموصل؛ و في الموصل تولّى القضاء و درّس في المدرسة التي كان والده قد أنشأها، و في المدرسة النظامية أيضا. ثم بلغ مرتبة سامية عند عزّ الدين مسعود بن قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل (572- 589 ه‍) ففوّض عزّ الدين اليه النظر في جميع الأمور.

و كانت وفاة محيى الدين الشهرزوريّ في 14 جمادى الأولى سنة 586 0- (3)(20-6-1190 م) .

محيى الدين الشهرزوريّ شاعر محسن بعض الإحسان، و يبدو أنّه شاعر مكثر. أما فنونه فهي الوصف و الزهد، و له شعر في التوحيد (في اللّه) و في مدح الصحابة، و قد رثى أباه بقصيدة طويلة. و كذلك كان كاتبا مترسّلا مجيدا.

مختارات من شعره:

- سقط الثلج في بغداد يوما (بكثرة) فقال محيى الدين الشهرزوري:

و لمّا شاب رأس الدهر غيظا... لما قاساه من فقد الكرام

أقام يميط عنه الشّيب عمدا... و ينشر ما أماط على الأنام (4)

- و قال في الحفاظ على الصديق:

إن تبدّلت بي سواي فإنّي... ليس لي ما حييت (5) منك بديل

لي أذن-حتّى أناجيك-صمّاء...  و طرف-حتّى يراك-كليل (6)

- و قال في الصّحابة رضي اللّه عنهم:

شموس إذا جلسوا في الدسوت... بدور إذا أظلم القسطل (7)

غيوث إذا ضنّ قطر السماء... ليوث إذا زحف الجحفل (8)

_______________________

1) قيل سنة 519 ه‍.

2) قيل في شعبان سنة 556.

3) في الوافي بالوفيات (1:210) أن وفاته كانت في جمادى الآخرة من سنة 584.

4) ماط و أماط: أبعد، نحى الأنام: الناس (صبغ الدهر شعره بالسواد حزنا على فقد الكرام، فألقى بياض شعره على الناس فغطى هذا البياض جميع الدنيا!) .

5) ما حييت: ما بقيت حيا.

6) أناجيك: أخاطبك (و لو سرا) . طرف: عين، بصر. كليل: ضعيف، مريض (لا يرى) .

7) الدست: مجلس ذوي المصائب (مجلس الوزير مثلا) . القسطل: الغبار. (هم أهل لأن يملئوا المناصب العالية ثم هم ينقذون الناس من المناصب و الشدائد-إذا أظلم القسطل) .

8) غيوث: أمطار (كرماء) . ضن: بخل. ليوث: أسود (شجعان) . الجحفل: الجيش الكثير في الحرب.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.