المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



علي بن أبي بكر السقّاف  
  
3143   01:58 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص878-879
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو عليّ بن أبي بكر بن عبد الرحمن السقّاف بن محمّد مولى الدويلة ابن عليّ، و نسبه متّصل بجعفر الصادق، ولد في مدينة تريم (في حضرموت باليمن) سنة 818 ه‍ (1415-1416 م) . ثمّ توفّي والده (821 ه‍) فنشأ في رعاية أخيه عبد اللّه العيدروس. و كانت وفاته في تريم في الثاني عشر من المحرّم من سنة 895 ه‍ (6-12-1489 م) .

كان عليّ بن أبي بكر السقّاف جمّ المواهب كثير التحصيل للعلم برع في فنون كثيرة منها الفقه و الأصول و النحو و الفلك؛ ثمّ أصبح من الأئمّة المجدّدين و زعيم نهضة فكرية. و هو شاعر وجدانيّ مكثر. و أكثر شعره صوفيّ المنحى في التأمّل باللّه و في مدح الرسول. و له نثر أنيق لفظيّ في الأكثر و أدنى رتبة من شعره. و من مؤلّفاته: معارج الهداية - البرقة المشيقة في إلباس الخرقة الانيقة - الدرّ المدهش البهي في مناقب الشيخ سعد بن علي - كتاب في علم الميقات - كتاب النكاح.

مختارات من آثاره:

- قال عليّ بن أبي بكر السقّاف في معنى صوفيّ (1):

خليليّ، مرّا بي على بانة اللّوى... و حيث الخيام الحمر في شعب عامر

و شمّا شذا الأحباب إن هبّت الصبا... و شمّا بروقا في الليالي الدواجر (2)

قفا بي على ماء العذيب وجيرة... بسفح لوى وادي الفريط و حاجر

و ميلا الى نجد الغرام و رامة... لعلّ بها يشفى غليل ضمائري

- و قال في كتاب معارج الهداية: (و فيها معان صوفية أيضا) :

. . . . و لا تحصل المعرفة الحقيقية السامية إلاّ بتزكية النفس عن ظلمة أخلاقها و تخليتها عن أوصاف الرذائل و تحليتها بنور الفضائل و الارتقاء من حال الى حال حتّى يستوي سلطان الحقيقة على ممالك الخليقة و تطوى بأيدي الوجود (3) سرادقات الوجود.

______________________

1) أسماء الاماكن العامة و الخاصة (بانة اللوى، شعب عامر، ماء العذيب، حاجر، نجد، الخ) إشارات صوفية الى العزة الالهية و المعاني الدينية الروحية و لا صلة لها بالأماكن التي تدل عليها هذه الاسماء الجغرافية.

2) الدواجر غير موجودة في القاموس، و الشاعر يقصد «الدواجي» جمع داجية (مظلمة) . و الدجاجير (في القاموس) : الظلمات، و ربما جاز «دياجر» (قياسا على: مصابيح و مصابح) .

3) لعلها: الموجود (اللّه، بالاصطلاح الصوفي) . السرادق (هنا) المكان المسكون.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.