المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أساس قاعدة الجنائي يوقف المدني وخصائصها
9-5-2017
الشفاعة فوق الشبهات
9-8-2017
احتياجات الاطفال الاستثنائيين (العموميات)
21/12/2022
الرشيد والعلويون
23-5-2018
نزاهة الحكم والعدالة.
2024-02-01
Cube’s Apparent Rotation
13-7-2016


الأدفوي  
  
3727   10:19 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص759-762
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-7-2019 1754
التاريخ: 12-08-2015 2269
التاريخ: 30-9-2019 2287
التاريخ: 29-3-2021 2963

هو كمال الدين أبو الفضل جعفر بن تغلب (أو ثعلب) بن جعفر الأدفويّ، ولد في شعبان من سنة 685 ه‍ (1286 م) في أدفو بصعيد مصر. سمع الحديث في قوص و في القاهرة، و كان تلميذا لابن دقيق العيد و أبي حيّان الغرناطيّ. و قد أقام في بستان له بجوار القاهرة. و كانت وفاة الأدفويّ في القاهرة، في عاشر صفر من سنة 748 ه‍ (23/5/1347 م) ، و دفن في مقابر الصوفية.

كان الأدفويّ فقيها و لغويّا، و كانت له خبرة في النظم و النثر، كما كان مؤلّفا مشهورا، له الطالع السعيد الجامع لأسماء نجباء الصعيد-البدر السافر و تحفة المسافر (تراجم لرجال من القرون الخامس و السادس و السابع، و أكثرهم الشعراء) -الإمتاع بأحكام السماع-فرائد الفوائد و مقاصد القواعد (في فروع الفقه) -المفتي في معرفة التصوّف و الصوفي.

مختارات من آثاره:

- للأدفويّ أبيات يشكو فيها من حال العلم و حال رجال العلم في أيامه:

إنّ الدروس بمصرنا في عصرنا... طبعت على غلط و فرط عياط

و مباحث لا تنتهي لنهاية... جدلا، و نقل ظاهر الأغلاط

و مدرّس يبدي مباحث كلّها... نشأت عن التخليط و الأخلاط

و فلانة تروي حديثا غالبا... و فلان يروي ذاك عن أسباط

و الفاضل النحرير فيهم دأبه... قول أرسطوطاليس أو بقراط

و علوم دين اللّه نادت جهرة... هذا زمان فيه طيّ بساطي (1)

- و قال الأدفوي في مقدّمة «الطالع السعيد» :

. . . و لمّا كان صعيد «قوص» الموضع الذي فيه نشأتي و المكان الذي إليه نسبتي و المحلّة التي فيها عشّي الذي منه درجت و خشّي الذي منه خرجت (2)، و أرضه الأرض التي هي أول أرض مسّ جلدي ترابها و لذّ لطرفي آكامها و ظرابها و حلا لقلبي أرجاؤها و رحابها (3)، و التي أمطر الرزق عليّ سحابها و وضعت عنّي بها التمائم و أقمت بها الى أن طار من رأسي غرابها (4)، و هي التي فيها أقول:

أحنّ إلى أرض الصعيد و أهلها... و يزداد شوقي حين تبدو قبابها (5)

و تذكرها في ظلمة الليل مهجتي... فتجري دموعي إذ يزيد التهابها

و ما صعبت يوما عليّ ملمّة... و شاهدتها إلاّ و هانت صعابها (6)

بلاد بها كان الشباب مساعدي... على نيل آمال عزيز طلابها (7)

و قضّيت صفو العيش في عرصاتها... لذلك يحلو للفؤاد رحابها (8)

مواطن أهلي ثمّ صحبي و جيرتي... و أوّل أرض مسّ جلدي ترابها

فأحببت أن أحيي ما مات من علم علمائها و أنشر ما انطوى من فضل فضلائها، و أظهر ما خفي من نثر بلغائها و درس من نظم شعرائها، و أذكر ما نسي من مكارم كرمائها و كرامة صلحائها؛ فالمرء يكرم بكرامة أهله كما يعظم بنبله و فضله.

و كان شيخي. . . . أثير الدين أبو حيّان محمّد بن يوسف الأندلسيّ الغرناطيّ (9). . . أشار عليّ أن أعمل تاريخا للصعيد مرّة و مرّة و راجعني في ذلك كرّة بعد كرّة، فرأيت امتثال اشارته عليّ متعيّنا حتما و الإعراض عن إجابته غرما لا غنما (10). فشرعت في هذا التأليف مرتّبا على الأسماء (11)، و لم أجد من تقدّمني فيه فأكون تابعا: و لا من أسأله فأكون لما يورده جامعا. فأنا مبتكر لهذا العمل ملجأ الى الفتور و الكسل متحر الى حصول الخلل (12) متصد لما أنا منه على وجل. لكنّي أبذل فيه جهدي (13) و أورد منه ما عندي. و أخصّ به «قوص» و ما يضاف إليها من القرى و البلاد، و أقصره على أهلها و من ولد بها و من أقام بها سنين حتّى دفن بها و نسب إليها من العباد، أو تأهّل بها و له بها نسل أو من له منها أصل (14). و لا أذكر إلاّ من له علم أو أدب، أو صلاح بلغت رتبته فيه غاية الرتب، أو من سمع حديثا فأصيّر ما قدم من ذكره حديثا (15). و لا أذكر الأحياء إلاّ في النادر لغرض أو لأمر عرض: إمّا لقلّة الأسماء في الحرف أو من احتوى على مكارم أو حوى كمال الظرف (16)، أو من كان له إحسان عليّ و برّ ساقه إليّ، فشكر المحسن متعيّن و الاعتراف به من الحقّ البيّن. . . . . و سمّيته «الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد. . . . .»

_____________________

1) طوي بساطه: بطل الاهتمام به.

2) الصعيد: مصر العليا )جنوبي مصر) . العش )بضم العين) بيت العصفور المبني في الشجر. الخش: الشق )في الجدار و نحوه) . درج الصبي )الصغير) : مشى )بدأ مشيه) . «ليس هذا بعشك فادرجي» مثل معناه: ليس لك في هذا الأمر حق )يضرب هذا المثل لمن يرفع نفسه فوق قدرته و لمن يتعرض لما هو ليس منه أو لا يتصل به أو لا يقدر عليه) . و خشي الذي منه خرجت: البلد الصغير الذي جئت منه.

3) الطرف: العين، البصر. الظراب )بالكسر) : الظرب )بفتح فكسر) : ما نتأ من الحجارة )كناية عن الارض الضيقة القاحلة) . الارجاء جمع رجا )المثنى رجوان) : النواحي. الرحاب )جمع رحبة بفتح الراء) : البقعة الواسعة من الارض.

4) وضعت عني التمائم )جمع تميمة: حرز، شيء يعلق على الاطفال لدفع العين و الأذى) : نشأت، جاوزت حد الطفولة. طار عن رأسي غرابها: أصبح شعري الاسود أبيض.

5) حين تبدو )لي) قبابها: حينما أكون قادما من سفر فأرى رءوس بيوتها من بعيد.

6) الملمة: النازلة الشديدة )المصيبة العظيمة) .

7) عزيز: صعب. الطلاب: الطلب، محاولة الوصول الى المراد.

8) قضيت صفو العيش )يقصد: عاش أحسن أيام حياته) . العرصة )بفتح العين و سكون الراء) : قطعة من الارض لا بناء فيها، و الباحة المكشوفة أمام البيوت.

9) أبو حيان الغرناطي (ت 745 ه‍) من علماء النحو.

10) متعينا علي حتما: واجبا علي أنا و ملزما. الغرم: الخسارة.

11) شرعت: بدأت. على الاسما-على الأسماء: على ترتيب الأحرف الأولى من الاسماء )أحمد، بدر، جعفر، حاتم، الخ) .

12) ملجأ. . . الخلل )المعنى غامض) .

13) متصد له: أحاول القيام به. وجل: خوف. الجهد )بضم الجيم) : أقصى طاقة الانسان.

14) أقصره على أهلها: أجعله قاصرا (مخصوصا بهم لا يتعداهم الى غيرهم) . تأهل و ائتهل: تزوج. من له منها أصل: من يرجع أصل (آبائه) اليها.

15) من سمع حديثا (درس فيها أحاديث رسول اللّه) . حديث «الثانية» : جديد، أو موضوع حديث بين الناس.

16) لقلة الاسماء في الحرف (اذا لم يكن هنالك أحد مشهور في حرف الضاد أو الظاء مثلا أو لقلة الاسماء في ذلك الحرف)

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.