المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24



ابن معتوق الواعظ الواسطي  
  
2945   09:01 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص777-779
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-06-2015 2459
التاريخ: 19-06-2015 4116
التاريخ: 30-12-2015 4942
التاريخ: 22-2-2018 3522

هو علاء الدين عليّ بن إبراهيم بن معتوق بن عبد المجيد بن ورقاء الواسطيّ و يعرف بابن الثردة، أصله من واسط، و كان مولده فيها (!) في 22 من شعبان 697 ه‍(1/6/1298 م) . نشأ في بغداد ثمّ انتقل إلى دمشق و سكنها و سمع فيها الحافظ الذهبي (راجع، فوق، ص 609) . و قد تولّى الوعظ مدّة في دمشق في الجامع الأموي.

و خولط ابن معتوق الواسطيّ و انتابته أوهام كثيرة، و لكنّه ظلّ مدّة حسن الوعظ جيّد القول في الشعر. و في آخر أيامه زاد تخليطه فأدخل المارستان فتوفّي فيه في ربيع الآخر من سنة 750 ه‍ (مطلع الصيف من عام 1349 م) .

كان ابن معتوق الواسطيّ معدودا في عقلاء المجانين، و كان شاعرا رقيقا حسن القول في الغزل خاصّة.

مختارات من شعره:

- قال ابن معتوق الواعظ الواسطيّ في النسيب:

أضحى جمالك للورى أعجوبة... كلّ الورى قد قيّدوا بقياده

فو حقّ من سوّاك، يا بدر الدجى... ما أنت إلاّ فتنة لعباده

- و له قطعة عليها شيء من النفس الصوفيّ:

لي حبيب خياله نصب عيني... أينما كنت وجهه مرآتي

يتجلّى لطور سيناء قلبي... فتراني أخرّ من صعقاتي (1)

ليتني ما عدمته من حبيبٍ... أ تراءاه من جميع الجهات

و إذا لاح أو تجلّى لعيني... كدت أقضي من شدّة الحسرات

هو ناري و جنّتي و مماتي... و حياتي في السرّ و الخلوات

لست مهما حييت أنساه أصلا... لا و لا ساعة من الساعات

- كان ابن معتوق الواسطيّ يتخيّل أنّ الناس يسرقون كتبه و لا يدفعون إليه أثمانها و لا يردّونها إليه. و تجسّم هذا الوهم في خياله في حتّى أصبح راسخا في تفكيره و سلوكه فكتب إلى نائب الشام (حاكم الشام من قبل السلطان) يشكو حاله (من قصيدة) . ثمّ هو يعرّض بنائب السلطان فيها:

يا نائب السلطان، لا تك غافلا... عن قتل قوم للظواهر زوّقوا (2)

ما هم تجار بل لصوص كلّهم... فأمر بهم أن يقتلوا أو يشنقوا (3)

و أراك لا تجدى إليك شكاية... حتّى كأنّك حائط لا ينطق (4)

لا تعف عن قوم سعوا بفسادهم... في الأرض بغيا منهم و تخرّقوا (5)

و اكشف ظلامة من شكا من خصمه... فالحقّ حقّ واضح هو مشرق

- و له في مثل ذلك:

يا دار علوة، لا عداك غمام... منّي عليك تحيّة و سلام (6)

فلقد تقضّت لي بربعك عيشة... زمن الصبا إذ لست فيك ألام (7)

مع فتية حلّوا ببطحاء الحمى... و لهم بقلبي مربع و مقام (8)

يحمون بالبيض النزيل حميّة... و من استجار بهم فليس يضام (9)

انظر اليهم كيف تضرم نارهم... للطارقين إذا ألمّ ظلام (10)

ترهم إذا ما الليل جنّ عليهم... و همُ سجودٌ في الدجى و قيام (11)

لولاهم ما كان يعرف ما الهوى... كلاّ و لا بيع النفوس يسام (12)

___________________

1) في البيت اشارة الى الآية التالية في سورة الأعراف: «و لما جاء موسى لميقاتنا و كلمه ربه، قال: رب، أرني انظر اليك. قال: لن ترني؛ و لكن انظر الى الجبل، فان استقرّ مكانه فسوف تراني. فلما تجلى ربه للجبل جعله دكّا؛ و خر موسى صعقا (بفتح الصاد و كسر العين؛ مغشيا عليه) . فلما أفاق قال: سبحانك، تبت اليك، و أنا أول المؤمنين» (7:143) .

2) للظواهر زوقوا: زينوا مظاهرهم (ثيابهم و أعمالهم الظاهرة) ليخدعوا بها الناس.

3) التجار (بكسر التاء و فتح الجيم المهملة) : التجار (بضم التاء و تشديد الجيم) .

4) في الاصل: الا كأنك حائط. . .

5) البغي: الظلم. تخرق (الكذب) : اختلق الكذب. -كذبوا على الناس.

6) لا عداك غمام: لا مرت بك غيمة )من غير أن تمطر) .

7) لست فيك (كذا في الأصل) ، اقرأ: اذ لست فيه (في زمن الصبا لا يلام الشاب على ما يفعل!)

8) هم يسكنون في البطحاء (الارض المستوية، في مكة) في الحمى (الارض المحمية) . و لكنهم يسكنون في قلبي (لأني أحبهم) .

9) البيض: السيوف. يضام: يظلم.

10) الكرماء يشعلون في الليل نارا حتى يراها الطارقون (الغرباء الآتون ليلا) فيأتون اليها و ينزلون ضيوفا على على أصحابها. ألم ظلام: بدأ نزول الليل.

11) جن عليهم الليل: سترهم، غطاهم. اذا أظلم الليل. قيام في الليل للعبادة و سجود (ساجدون: يقضون الليل بالصلاة) .

12) يسام: يطلب. لو لا حب (أهل التصوف للّه) لما كان في الارض حب، و لا كان أحد يهب نفسه لمحبوبه (غير اللّه) .





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.