المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التضخم والانبساط
2023-08-09
الصفات الثبوتية لله تعالى
2-4-2018
قوة الملاحظة.. وكيف تنميها؟
2024-09-14
اجتماع الأمر والنهي
8-9-2016
Lobachevsky,s Function
10-8-2019
Reaction Stereochemistry: Addition of H2O to a Chiral Alkene
23-5-2017


علي بن الحسين بن هندو (أبو الفرج الكاتب)  
  
2884   04:18 مساءاً   التاريخ: 29-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج4، ص71-76
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015 2499
التاريخ: 28-12-2015 4383
التاريخ: 29-12-2015 3974
التاريخ: 25-12-2015 6418

أبو الفرج الكاتب الأديب المنشئ الشاعر. من ذوي البراعة ومستخدمي اليراعة وأعيان أهل البلاغة له رسائل مدونة وفضائل متعينة مختارة يفضله أهل بلده على كثير من أقرانه. قال أبو علي التنوخي كان أحد كتاب الإنشاء في ديوان عضد الدولة قال وشاهدت عدة كتب كتبها عنه بخطه وقال أبو الفضل البندنيجي الشاعر هو من أهل الري قال وشاهدته بجرجان في سني بضع عشرة وأربعمائة كاتبا بها وأنه مشهور في تلك البلاد بجودة الشعر وكثرة الأدب والفضل.

 قال أبو جعفر أحمد بن محمد بن سهل الهروي: كان أبو الفرج ابن هندو صاحب أبوة في بلده ولسلفه نباهة بالنيابة وخدمة السلطان هناك وكان متفلسفا قرأ كتب الأوائل على أبي الحسن الوائلي بنيسابور ثم على أبي الخير ابن الخمار وورد بغداد في أيام أبي غالب بن خلف الوزير فخر الملك ومدحه واتفق اجتماعي معه وأنسي به وكان يلبس الدراعة على رسم الكتاب وأنشدني لنفسه: [البسيط]

 (لا يؤيسنك من مجد تباعده ... فإن للجد تدريجا وترتيبا)

 (إن القناة التي شاهدت رفعتها ... تنمي وتنبت أنبوبا فأنبوبا)

 قال أبو الفضل البندنيجي سمعته ينشد لنفسه: [الكامل]

 (يا سيف إن تدرك بحاشية اللوى ... ثارا أكن لمديح طبعك ناظما)

 (أجعل قرابك فضة مسبوكة ... وأصغ عليك من الزبرجد قائما)

 (ما أرضعتك صياقلي ماء الردى ... إلا لترضعني الدماء سواجما)

 قال: وحضرت معه في مجلس أبي غانم القصري الناظر كان في الدواوين بجرجان على البريد فعمل بديها ما دفعه إلى المغني فغنى به: [مخلع البسيط]

 (يا هاجرا لي بغير جرم ... مستبدل الوصل بالصدود)

 (أضنيت جسمي فلم تغادر ... مني دليلا على الوجود)

وله أيضا: [الرمل]

 (كل مالي فهو رهن ماله ... من فكاك في مساء وابتكار)

 (ففؤادي أبدا رهن هوى ... وردائي أبدا رهن عقار)

 (فدع التفنيد يا صاح لنا ... إنما الربح لأصحاب الخسار)

 (لو ترى ثوبي مصبوغا بها ... قلت ذمي تبدى في غيار)

 (ولقد أمرح في شرخ الصبا ... مرح المهرة في ثني العذار)

 وله أيضا: [السريع]

 (ضعت بأهل الري في أهلها ... ضياع حرف الراء في اللثغه)

 (صرت بها بعد بلوغ المنى ... أحمد أن تبلغ بي البلغه)

 وله أيضا: [الطويل]

 (إذا ما عقدنا نعمة عند جاحد ... ولم نره إلا جموحا عن الشكر)

 (رجعنا فعفينا الجميل بضده ... كذاك يجازى صاحب الشر بالشر)

 هذا عكس قول ابن الرومي الكامل

 (أحسن إليه إذا أساء فأنتما ... من ذي الجلال بمسمع وبمنظر)

 وله أيضا: [مخلع البسيط]

 (وكافر بالمعاد أمسى ... يخلبني قوله الخلوب)

 (قال اغتنم لذة الليالي ... وعد عن آجل يريب)

(ضل هداه وجاء يهدي ... طب لعينيك يا طبيب)

 (أأخطأ العالمون طرا ... وأنت من بينهم مصيب)

 وله أيضا: [الطويل]

 (كدأبك كل لا يرى غير نفسه ... فعش واحدا واضربهم بفراق)

 (زمان تجافى أهله فكأنهم ... سياة قسي ما لهن تلاقي)

 وله أيضا:

 (تعانقنا لتوديعٍ عشاءً ... وقد شرقت بمدمعها الحداق)

 (وضيقنا العناق لفرط شوق ... فما ندري عناق أم خناق)

 وتحدث أبو الفضل البندنيجي الشاعر قال كان بابن هندو ضرب من السوداء وكان قليل القدرة على شرب النبيذ لأجل ذلك واتفق أنه كان يوما عند أبي الفتح بن أبي علي حمد كاتب قابوس بن وشمكير وأنا معه على عادة كانت لنا في الاجتماع فدخل أبو علي إلى الموضع ونظر إلى ما كان بأيدينا من الكتب وتناشد هو وابن هندو الشعر وحضر الطعام فأكلنا وانتقلنا إلى مجلس الشراب ولم يطق ابن هندو المساعدة على ذلك فكتب في رقعة كتبها إليه: [الخفيف]

 (قد كفاني من المدام شميم ... صالحتني النهى وثاب الغريم)

 (هي جهد العقول سمي راحا ... مثل ما قيل للديغ سليم)

 (إن تكن جنة النعيم ففيها ... من أذى السكر والخمار جحيم)

 فلما قرأها ضحك وأعفاه من الشرب. وأنشد أبو الفضل له: [البسيط]

(قالوا اشتغل عنهم يوما بغيرهم ... وخادع النفس إن النفس تنخدع)

 (قد صيغ قلبي على مقدار حبهم ... فما لحب سواهم فيه متسع)

 وحدث أبو الفضل البندنيجي قال أنشدت يوما أبا الفتح بن أبي علي حمد قول ابن المعتز: [البسيط]

 (سعى إلى الدن بالمبزال يبقره ... ساق توشح بالمنديل حين وثب)

 (لما وجاها بدت صهباء صافية ... كأنما قد سيرا من أديم ذهب)

 ومثله قول ابن سكرة: [السريع]

 (ثم وجاها بشبا مبزل ... فاستل منها وترا مذهبا)

 فقال قول ابن هندو أحسن: [المتقارب]

 (وساق تقلد لما أتى ... حمائل زق ملاه شمولا)

 (فلله درك من فارس ... تقلد سيفا يقد العقولا)

 قال فجاذبت ابن هندو من بعد وقد اجتمعت معه الأبيات وقلت له إن قولك ((حمائل الزق)) فيه بشاعة وما رأيت أحدا تقلد زقا فقال أهل العراق يصرفون الكلام ونحن نورده على أصله.

 وحدث أبو الفضل البندنيجي قال: كان ابن هندو يشرب يوما عند أبي غانم القصري واقتصر على أقداح يسيرة ثم أمسك فسأله الزيادة فلم يفعل وقال: [الطويل]

 (أرى الخمر نارا والنفوس جواهرا ... فإن شربت أبدت طباع الجواهر)

 (فلا تفضحن النفس يوما بشربها ... إذا لم تثق منها بحسن السرائر)

وله أيضا: [الطويل]

 (تعرض لي الدنيا بلذة مطعم ... وزخرف موشي من اللبس رائق)

 (أرادت سفاها أن تموه قبحها ... على فكر خاضت بحار الدقائق)

 (فلا تخدعينا بالسراب فإننا ... قتلنا نهانا في طلاب الحقائق)

 وحدث البندنيجي قال: كان الناس يظنون بمنوجهر بن قابوس ما كان في أبيه من الأدب والفضل ولم يكن كذلك فلما انتقل الأمر إليه قصد بما يقصد به مثله وكان لا يوصل إليه إلا القليل ولا يتقبل ما يمدح به ولا يهش من هذا الجنس لتباعده عنه وكان مع هذه الحالة فروقة قليل البطش فمدحه ابن هندو بقصيدة وتأنق فيها وأنشده إياها فلم يفهمها ولم يثبه عليها فقال: [البسيط]

 (يا ويح فضلي أما في الناس من رجل ... يحنو علي أما في الأرض من ملك)

 (لأكرمنك يا فضلي بتركهم ... وأستهينن بالأيام والفلك)

 فقيل لمنوجهر: إنه قد هجاك لأن لقبه كان فلك المعالي فطلبه ليقتله فهرب إلى نيسابور وانفلت منه

 وله: [المتقارب]

 (حللت وقاري في شادن ... عيون الأنام به تعقد)

 (غدا وجهه كعبة للجمال ... ولي قلبه الحجر الأسود)





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.