أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-2-2018
1957
التاريخ: 13-08-2015
3844
التاريخ: 7-2-2018
4158
التاريخ: 22-7-2016
1866
|
هو الحافظ تقيّ الدين أبو القاسم عليّ بن الحسن بن هبة اللّه ابن الحسين المعروف بابن عساكر الدمشقيّ، ولد في المحرّم سنة 499 (1105 م) .
في سنة 520 ه (1126 م) ذهب ابن عساكر إلى بغداد و قرأ علوم الحديث في المدرسة النظامية ثم حجّ (521 ه) فسمع من العلماء في مكّة و المدينة و الكوفة.
و في سنة 525 ه عاد الى الشام ثم استأنف الرحلة في طلب العلم إلى المشرق و سمع من العلماء في نيسابور و هراة و مرو الشاهجان و أبيورد و طوس و الريّ و سواها. و قد درّس الحديث أيضا في بغداد و مكّة و نيسابور و أصفهان. ثم إنه عاد إلى دمشق و استقرّ فيها و أصبح مدرّسا للحديث في المدرسة النورية إلى أن وافاه الأجل في حادي عشر رجب من سنة 571(26/1/1176 م) .
كان تقيّ الدين بن عساكر من أئمّة الحديث في وقته، و لذلك كان يسمّى «الحافظ ابن عساكر» . و هو مصنّف كتب كثيرة أثبتها ياقوت الحمويّ (معجم الادباء 3:77-83) مطوّلا. و أشهر هذه الكتب «تاريخ مدينة دمشق و أخبارها و أخبار من حلّها» ، على نمط ما كان الخطيب البغداديّ قد فعل في «تاريخ بغداد» .
مختارات من آثاره:
- من مقدّمة التاريخ الكبير:
الحمد للّه خالق الأرواح و بارئ الأجسام، و فالق الإصباح بالضياء بعد غسق الظلام (1)، و رازق الطيور و الإنس و الجنّ و الوحوش و الأنعام، و فاتق الأرض و السماء عن قطر الغمام، و الحبّ ذي العصف و النخل ذات الأكمام (2)، تبصرة لذوي العقول و تذكرة لأولي الأفهام. . . . . . أمّا بعد، فانّي كنت قد بدأت قديما -لسؤال من قابلت سؤاله بالامتثال و الالتزام-على جمع تاريخ لمدينة دمشق أمّ الشام-حمى اللّه ربوعها من الدثور و الانفصام، و سلّم جرعها من كيد قاصديها بالاهتضام (3) - فيه ذكر من حلّها من الأماثل و الأعلام (4). فبدأت فيه عازما على الإنجاز له و الإتمام، فعاقت عن إنجازه و إتمامه عوائق الأيّام من شدوة الخاطر و كلال الناظر (5) و تعاقب الآلام. . . . . . .
و رقي خبر جمعي إلى حضرة الملك القمقام الكامل العادل الزاهد المجاهد المرابط (7) الهمام أبي القاسم محمود بن زنكي بن سنقر الناصر الإمام أدام الله ظلّ دولته على كافّة الأنام (8) و أبقاه مسلّما من الأسواء منصور الأعلام. . . . . و بلغني تشوّقه إلى الاستنجاز له و الاستتمام ليلمّ بمطالعة ما تيسّر منه بعض الإلمام (9)، فراجعت العمل فيه للظفر بالتمام شاكرا لما ظهر منه من حسن الاهتمام مبادرا ما يحول دون المراد من حلول الحمام (10)، مع كون الكبر مطيّة العجز و مظنّة الأسقام و ضعف البصر دون الإتقان له و الإحكام (11)؛ سبحانه و تعالى المعين فيه بلطفه على بلوغ المرام.
و هو كتاب مشتمل على ذكر من حلّها من أماثل البريّة أو اجتاز بها أو بأعمالها من ذوي الفضل و المزيد من أنبيائها و هداتها (12)، و خلفائها و ولاتها، و فقهائها و قضاتها، و علمائها و دراتها (13)، و قرّائها و نحاتها، و شعرائها و رواتها - من أمنائها و أنبائها! و ضعفائها و ثقاتها- و ذكر ما لهم (14) من ثناء و مدح، و إثبات ما فيه (فيهم!) من هجاء و قدح، و إيراد ما ذكروه من تعديل و جرح (15)، و حكاية ما نقل عنهم من جدّ و مزح، و بعض ما وقع في رواياتهم و تعريف ما عرفت من مواليدهم و وفاتهم (16)! . . . .
___________________
1) بارئ: خالق. فالق الاصباح بالضياء: الذي شق الظلام عن نور الصباح. الغسق: ظلمة أول الليل.
2) الأنعام: البهائم من الغنم و الابل الخ. فاتق السماء عن قطر الغمام (عن المطر) و فاتق الارض عن الحب (كالقمح و الشعير) ذي العصف (التبن) و النخل ذات الأكمام (أوعية الطلع بفتح الطاء: غلاف القرط الذي يكون فيه التمر) .
3) الربع: المكان المسكون. الدثور: الامحاء. الانفصام: الانفصال. الجرع (بفتح ففتح) جمع جرعة (بالفتح) : القطعة من الارض (من رمل أو غيره، ذات نبات أو غير ذات نبات) . قاصديها: قاصدي دمشق (في الأصل: قاصديهم) . الاهتضام: سلب بعض الحقوق.
4) الأماثل جمع أمثل: أفضل (أفاضل القوم) . الأعلام جمع علم (بفتح ففتح) : المشهورون.
5) الشدو: القليل من كل شيء. و الشذوة (بالذال أخت الدال) : بقية القوة. لعل ابن عساكر يقصد بكلمة «شدوة» تشتت (شدوة الخاطر: تشتت البال) . الكلال: الضعف. و الشداه (بالضم) : الحيرة و الدهشة.
6) القمقام: السيد الجامع للسيادة الواسع الخير. المرابط: الساكن على أطراف البلاد الاسلامية لصد المغيرين عليها تطوعا من عند نفسه.
7) هو الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي ملك الشام و الجزيرة (أعلى العراق) و مصر، ولد سنة 511 ه، و جاء الحكم سنة 541 ه، و توفي سنة 569 ه(1174 م) . كان من أعاظم ملوك المسلمين و من أبطالهم في الحروب الصليبية.
8) الأنام: الناس. الأسواء جمع سوء.
9) ألم بالشيء: مر عليه مرا خفيفا.
10) الحمام (بكسر الحاء) : الموت.
11) مظنة: مكان، موضع. الإحكام: الدقة في العمل.
12) الهداة جمع هاد (الهادي) : المصلح، الدال على الخير.
13) الداري: العارف بالعلم الذي يمارسه، و ضدها الراوي: الذي ينقل عن غيره نقلا (من غير فهم ضرورة) . النحاة جمع نحوي (عالم بالنحو) .
14) أنبائها! (كذا في الأصل) . الضعيف (في رواية علم الحديث خاصة) : القليل العلم و الأمانة و التثبت مما يروى. الثقة ضد الضعيف. ما لهم من ثناء. . . (في الأصل: ما لهن) .
15) القدح: الذم. التعديل: اقامة الدليل على عدل الرأي و الأمانة. الجرح: اثبات ضعف في الراي (من ناحية العلم أو الأمانة) .
16) و وفاتهم (كذا في الاصل) و السياق يقتضي: . . . و مواليدهم و وفياتهم.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|