المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



سنن الاسلام في تربية الاولاد  
  
2628   11:15 صباحاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص242
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2020 3048
التاريخ: 13-9-2019 1926
التاريخ: 30-4-2017 10225
التاريخ: 18-4-2016 2076

لقد اولى الاسلام خيرا بالأولاد فامر بحبهم والوفاء بالوعد معهم , فقد جاء بالحديث عن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) قال:(احبوا الصبيان وارحموهم , واذا وعدتموهم شيئا فأوفوا لهم فانهم لا يرون الا انكم ترزقونهم)(1) , وجاء في حديث مأثور عن الامام الصادق(عليه السلام) في ثواب من يحب اولاده قال : ان الله يرحم العبد لشدة حبه لولده (2) , ومن الرحمة اتجاه الاولاد تقبيلهم الذي حرض عليه النبي (صلى الله عليه واله وسلم) حينما قدم عليه رجل وقال له : ما قبلت لي صبيا قط , فلما ولى قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): (هذا الرجل عندي من اهل النار)(3) , وفي حديث اخر عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) قال:(من قبل ولده كتب الله له حسنة)(4) , ومن ذلك المواساة بين الاولاد (عدم التمايز بينهم) فقد رأى رسول الله رجلا يقبل ابنيه وترك الاخر , فقال رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم):(فهلا سويت بينهما)(5) .

_______________

1ـ وسائل الشيعة ج7 ص201 الباب 88 الحديث 2 .

2- نفس المصدر ص2201 الباب 88 الحديث 4 .

3- نفس المصدر ص201 الباب 89 الحديث 1 .

4- نفس المصدر ص202 الباب 89 الحديث 2 .

5- نفس المصدر ص204 الباب 91 الحديث 3 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.