المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



المثقف مكتشف الحقائق العلمية  
  
2220   01:34 صباحاً   التاريخ: 25-1-2016
المؤلف : د. معن خليل العمر
الكتاب أو المصدر : علم اجتماع المثقفين
الجزء والصفحة : ص:39-40
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

مثل المنظّر الاستدلالي الذي يكتشف مشاكل جديدة لم يتم التعرف عليها سابقاً أو لم تظهر قبل اكتشافها. يعني مشاكل علمية وليست شخصية - ذاتية خاصة بفرد معين.

أي خلل نظري علمي يعاني من اضطراب منهجي أو نقص في الرؤية والتحليل، يراد معالجته بملاحق نظرية. غالبا ما يظهر ذلك من خلال الانتقادات التي توجه إلى النظرية في بنائها أو رؤيتها أو تحليلها الذي يكشف قصور النظرية وثغرات بنائها مثل هذه الانتقادات تعكس عمق النقاد ودرايتهم بالخلل التنظيري، وهذا يعني أن الناقد يمتلك ثقافة عميقة تؤهله لتوجيه سهام فقده للنظرية أي تكون السهام الفقدية بناءة وليس النقد من أجل النقد أو من أجل التقريض والتجريح. عندئذ يعد الناقد مثقفاً. (Alatas,1977,p.p.16-18)

نختم بابنا هذا بربط ما جاء به زينانسكي مع تحديدنا لمفهوم المثقف إذ لاحظنا معاً أن زينانسكي لم يقدم لنا مقومات المثقف بل انطلق من ممارساته الثقافية التي لا تمثل القاعدة الأساسية للانطلاق منها في ممارسة نشاطه الثقافي ويكتسب منها صفة المثقف. ولاحظنا أيضاً أنه بدأت بتحديد نشاطه من الممارسة الأقل التزاماً بمكونات المثقف، إذ بدأ بالتنظير المذهبي الذي لا يتحلى بالموضوعية والحياد الأخلاقي واحترامه للرأي الآخر والتحرر من القيود التقاليدية، انما يتميز بالوعي والذكاء والرغبة في المغامرة وخوض العوالم المجهولة من أجل التكسب المعنوي وانتهى بالمثقف المكتشف للمشاكل العلمية المتصف بمعظم ما ذكرناه من مقومات أساسية تمنحه صفة المثقف. أما باقي الممارسات فهي واقعية وتنطبق على معظم المثقفين بدء بالمساهمة مروراً بالكفاح والتنوير وانتهاء، بالاكتشاف.

والشيء الذي أراه ضرورياً ويجب على كل مثقف أن يتصف به هو الموضوعية واحترام الرأي الآخر وعدم التمحور حول الذات وعدم التصلب بالرأي التي أجدها تمثل مستلزمات تفاعلية - اجتماعية تكسب باقي الصفات اللامعة والاعتبار الاجتماعي المرموق والتميز الواعي والرغبة في المغامرة، وهي جميعها صفات مشتركة عند جميع المثقفين.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.