المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أهمية الكعبة
23-10-2014
علم الجغرافيا في مدارس الاستشراق - المدرسة الروسية
22-11-2017
Urokinase
3-9-2020
مكونات الغلاف الجوي
30-10-2021
هذه حقوقك فاعرفيها
16-1-2022
Alexander Weinstein
17-8-2017


المرأة في المجتمعات ما قبل الاسلام  
  
2237   10:06 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص144-147
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2016 2668
التاريخ: 31-1-2023 1444
التاريخ: 28-9-2017 2440
التاريخ: 19-1-2016 2121

أ‌- المرأة في المجتمعات القبلية :

كانت النظرة الى المرأة في الامم القديمة التي لم يقم نهجها الاجتماعي في الحياة على اساس القانون او الدين , بل على اساس الآداب والتقاليد القومية , انها ليست انسانا , بل تعامل في تلك المجتمعات على اساس انها حيوان اهلي , وفي الواقع ان الحافز الذي دفع الانسان منذ اليوم الاول الى تدجين الحيوانات الاهلية وحيازتها الواحد بعد الاخر , انما كان يتمثل بالاستفادة من لحوم هذه الحيوانات وجلودها وصوفها ووبرها ولبنها , ان يسخرها في الركوب عليها وحمل اثقاله وغير ذلك من الفوائد , وبالتالي فلم تكن الجهود التي بذلها الانسان حيال هذه الحيوانات والمشاق التي تجشمها في اعدادها والحفاظ عليها تعود الى انه ينظر اليها انها جزء من الانسانية او هي عضو في مجتمعه يعترف بحقوقها , لذلك كله , فان ما كان يبذله لها لتامين حياتها وديمومة بقائها من قبيل الطعام والسكن , لم يكن بدافع الرفق بها والشفقة عليها , بل كان لتامين منافعه , وفي هذا السياق كان الانسان يدافع عن حياة هذه الحيوانات , فلا يسمح بقتلها او اذيتها  واذا ما تعدى عليها احد فهو يبادر للانتقام منه , بيدَ انه كان يفعل ذلك بدافع ملكيته لها وحرصا للحفاظ على حقوقه , وليس بدافع ايمانه بان لهذه الحيوانات حقوقا تملي مثل هذا السلوك  وانسان تلك الامم كان يريد المرأة على هذا النسق ويستفيد منها كما يستفيد من الحيوان , فذاك الانسان كان يحافظ على المرأة ويدافع عنها ويعاقب من يعتدي عليها , بيدَ انه لم يكن يفعل ذلك لإيمانه بإنسانيتها او لاعتقاده انها عضو من اعضاء المجتمع يتمتع بالحقوق وهو جدير بالاحترام.

بل كان يريد بقاءها في الحياة لتكون متنفسا لشهواته , وخادمة تهيء الطعام لأهل البيت  وتمارس صيد الاسماك في المدن الساحلية ;تحمل الاثقال والاحمال , تمارس الخدمة داخل البيت , وفي مواقع الضرورة ولا سيما في اوقات القحط والضيافة يؤكل لحمها , كانت هذه الحالة تحيط بالمرأة قبل الزواج وهي في بيت ابيها الى ان تنتقل الى بيت الزوج , وزواجها لم يكن اختياريا بل كان يتم وفق ارادة الاب واوامرها التي تقترب من البيع وتخضع للربح الرخيص دون اللجوء الى تقديس عقد الزواج الذي يربط بين الاثنين وفق ارادة روحية منتظمة , كانت المرأة في بيت ابيها تابعة للاب وفي بيت الزوج تابعة للزوج , وهي في الحالتين تابعة لسلطة صاحب الدار ان يبيعها او يهبها للآخرين او يعيرها للغير بهدف اللذة او انجاب الطفل او للخدمة(قرضا ذلك او اجازة)(1) , واذا ما صدر عنها خطا كان له الحق ان ينزل بها العقاب الذي يشاء , بل كان يمارس معها معايير الضرب التي تصل احيانا للقتل دون اعتبار لأي مسؤولية اخلاقية او تحمل ادنى درجة من الشعور بالسلوك الواعي .

ب – المرأة في المجتمعات الامبراطورية المتقدمة :

عندما نعود الى المجتمعات الملكية المتمدنة مثل بلاد فارس ومصر والهند والصين التي كانت تحكم بإدارة الملوك وتدار وفق رغباتهم وكذلك المجتمعات المتمدنة مثل الكلدانيين الروم واليونان التي كانت تعيش في اطار سلطة القانون , نجد ان وضع المرأة وان كان احسن مــــن وضعها في المجتمعات الاخرى بحيث انها لم تحرم من الملكية بشكل كلي , ولكنها لم تكن تحظى مع ذلك بالحرية الكاملة , وكان لرب البيت الذي تعيش فيه , كالأب او الاخ الاكبر او الزوج  السلطة المطلقة عليها , بحيث كان بمقدوره ان يزوجها من يريد او يعطيها عارية او يؤجرها او يهبها , كما كان بوسعه ان يقتلها بالأخص في حال ارتكاب الجرم او يطردها من البيت , وفي بعض البلدان لم يكن للمرأة قرابة طبيعية والرجال ينكحون المحارم من نسائهم , وفي بلدان اخرى لم تكن المرأة تعد في دائرة القرابة من الوجهة الرسمية والقانونية فتحرم من الارث  وفي بعضها الاخر كان للمرأة الواحدة عدد من الرجال , وفي الجاهلية كان بعض العرب يئدون بناتهم , كانت النظرة الى المرأة انها شؤم , واذا ما تعرضت الى الظلم والعدوان فلا يحق لها اللجوء الى المحكمة وتقديم الشكوى او الدفاع عن نفسها , كما لم يكن لها حق الشهادة , وفي الحصيلة الاخيرة كانت النظرة الى المرأة في هذه المجتمعات انها عضو ضعيف وناقص العضوية تحتاج الى قيمومة الرجل .

ج- المرأة قبل الاسلام :

ولم تتمتع المرأة قبل الاسلام بإرادة مستقلة ولا يحق لها اتخاذ القرار او التمتع بحرية في العمل بل كانت تعامل كما يعامل الطفل غير الراشد الذي ينبغي ان يكون تحت الرقابة والوصاية حتى يصل حد البلوغ , ولكن المرأة تختلف عنه بانها لم تكن تصل حد البلوغ ! . كما كانت المرأة مثل الأسير الحربي , فما دام في الاسر فعليه ان يمكث في عبودية العدو ويكبل بأغلاله ما لم يتحرر ; وان يستفاد من عمله وجهوده وان يصار على حذر مما يقوم به , ولكن مع استثناء ان المرأة لم تكن تحلم بالحرية من هذا الاسر ابدا ! ..

د‌- المرأة في المجتمعات الدينية :

لم يكن حظ المرأة في المجتمعات الدينية اوفر كثيرا من حظها في المجتمعات الاخرى من زاوية الحقوق التي تتمتع بها والمكانة التي تحظى بها في تلك المجتمعات , فعندما نعود الى التوراة الذي بين ايدينا وهو كتاب اليهود نجده يصف المرأة انها اكثر مضاضة من الموت  وتسجل يأسها من كمالها , وفي المجمع الكنسي الذي عقد في فرنسا قبل بعثة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بسنوات , وصل المجمع الكنسي المسيحي بعد بحث مستفيض في وضع المرأة , الى اصدار الحكم التالي : المرأة انسان بيد انها خلقت لخدمة الرجل ! .. وفي جميع هذه المجتمعات كان الطفل تابعا للاب وليس للام , وان مصدر النسب واساسه يصح من خلال الاباء وليس الامهات , باستثناء بعض مناطق الهند والصين حيث كان يسود تعدد الازواج , فكان الطفل يتبع الام , وكانت الامهات مصدر النسب وأصله .

_________________

1ـ كتاب تاريخ الجزيرة العربية – الدكتور احمد الساعدي العراقي .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.