الإسلام شرط في وجوب القضاء‌ ، فلو فات الكافر الأصلي شهر رمضان ثم أسلم ، لم يجب عليه قضاؤه بإجماع العلماء ،  لقوله عليه السلام : ( الإسلام يجبّ ما قبله ) ⁽¹⁾.

ولو أسلم في أثناء الشهر ، فلا قضاء عليه لما فات ، عند علمائنا أجمع ، وهو قول عامة العلماء ⁽²⁾ ... ولقوله تعالى {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: 38].

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام  ، في رجل أسلم في نصف شهر رمضان : « ليس عليه قضاء إلاّ ما يستقبل » ⁽³⁾.

ولأنّ ما مضى عبادة خرجت في حال كفره ، فلا يجب قضاؤها ، كالرمضان الماضي.

وقال عطاء : عليه القضاء ⁽⁴⁾. وعن الحسن كالمذهبين ⁽⁵⁾.

وأمّا اليوم الذي أسلم فيه ، فإن كان قبل طلوع الفجر ، وجب عليه صيامه ، ولو أفطر ، قضاه وكفّر ، وإن كان بعد الفجر ، أمسك استحبابا ، ولا قضاء عليه ، ولا يجب عليه صيامه ، لما تقدّم من أنّ الصوم لا يتبعّض. وكذا كلّ ذي عذر.

وللشافعي وجهان ⁽⁶⁾. وبقولنا أفتى مالك وأبو ثور وابن المنذر ⁽⁷⁾.

وقال أحمد : يجب عليه الإمساك ويقضيه ⁽⁸⁾.

وليس بجيّد ، لأنّ عيص بن القاسم روى ـ في الصحيح ـ عن  الصادق عليه السلام  ، قال : سألته عن قوم أسلموا في شهر رمضان وقد مضى منه أيام ، هل عليهم أن يقضوا ما مضى منه أو يومهم الذي أسلموا فيه؟ قال : « ليس عليهم قضاء ولا يومهم الذي أسلموا فيه إلاّ أن يكونوا أسلموا قبل طلوع الفجر » ⁽⁹⁾.

__________________

(1) مسند أحمد 4 : 199 ، مشكل الآثار 1 : 211 ـ 212 بتفاوت يسير‌

(2) المغني 3 : 95 ، الشرح الكبير 3 : 16.

(3) أورده المحقق في المعتبر : 313 ، وبتفاوت يسير في الكافي 4 : 125 ـ 2 ، والتهذيب 4 : 246 ـ 729 ، والاستبصار 2 : 107 ـ 350.

(4) المغني 3 : 95 ، الشرح الكبير 3 : 16.

(5) المغني 3 : 95 ، الشرح الكبير 3 : 16.

(6) المهذب للشيرازي 1 : 184 ، المجموع 6 : 256 ، حلية العلماء 3 : 173.

(7) المغني 3 : 95 ، الشرح الكبير 3 : 16.

(8) المغني 3 : 95 ، الشرح الكبير 3 : 16.

(9) التهذيب 4 : 245 ـ 246 ـ 728 ، الاستبصار 2 : 107 ـ 349.