أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
10592
التاريخ: 8-06-2015
6134
التاريخ: 2024-04-15
926
التاريخ: 14-12-2015
6658
|
صحا- البين : الفراق ، بان يبين بينا وبينونة ، والبين : الوصل ، وهو من الأضداد. والبون : الفصل والمزيّة- بانه يبونه ويبينه ، وبينهما بون بعيد وبين بعيد ، والواو أفصح. والبيان : الفصاحة واللسن ، وفلان أبين من فلان : أفصح منه وأوضح كلاما ، والبيان : ما تبيّن به الشيء من الدلالة وغيرها ، وبان الشيء بيانا : اتّضح ، فهو بيّن ، والجمع أبيناء. وأبان الشيء فهو مبين وأبنته أنا أي أوضحته ، واستبان الشيء : ظهر ، واستبنته أنا : عرّفته. وتبيّن الشيء وتبيّنته.
يتعدّى هذه الثلاثة ولا يتعدّى. والتبيان مصدر وهو شاذّ ، ولم يجئ بالكسر إلّا حرفان وهما التبيان والتلقاء ، والباقي على تفعال.
مقا- بين : أصل واحد ، وهو بعد الشيء وانكشافه. فالبين الفراق ، بان يبين بينا. والبيون : البئر البعيدة القعر. والبين قطعة من الأرض قدر مدّ البصر. وبان الشيء وأبان : اتّضح وانكشف.
مصبا- بان الأمر يبين فهو بين ، وجاء بائن على الأصل. وأبانَ إبانة وبيّن وتبيّن واستبان ، كلّها بمعنى الوضوح والانكشاف ، والاسم البيان ، وجميعها يستعمل لازما ومتعدّيا إلّا الثلاثي ، وبان الشيء : انفصل فهو بائن. وتباينوا تباينا :
إذا كانوا جميعا فافترقوا.
والتحقيق
أنّ المعنى الحقيقي فيها هو الانكشاف والوضوح بعد الإبهام والإجمال ، بواسطة التفريق والفصل. يقال : استخرجته فتبيّن ، وفرّقت الأجزاء فبانت وانكشفت ، وبيّنت ذلك الموضوع بعد ما كان مبهما. ففيه جهتان : التفريق ، والانكشاف.
فليس معناها البعد المطلق ولا الظهور المطلق ، بل بالقيد المذكور.
وأمّا معنى الوصل : ففي مورد يتوقّف التبيّن على الفصل ثمّ الوصل ، كما في البيان بمعنى الفصاحة ، فلا بدّ فيه من استخراج كلمات ثم وصلها ونظمها بالنسق البديع.
وأمّا قولهم يتعدّى ولا يتعدّى : فانّ الانكشاف والظهور له حيثيّتان كالنور ، فانّه ظاهر في نفسه ومظهر لغيره ، فمن حيث ظهوره في نفسه فهو لازم ، ومن حيث مظهريّته لغيره وكشفه عنه فهو متعدّ ، فكلّ باعتبار.
{وْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} [الكهف : 15].
أي ظاهر منكشف مستخرج قاهر.
{آيَةٍ بَيِّنَةٍ...} [البقرة : 211] ، {بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ...} [الأنعام : 157] ، {مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ } [الأنفال : 42].
أي آية منكشفة ومستخرجة من بين امور اخرى متداولة معمولة جارية.
{آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ...} [البقرة : 99] ، {جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} [الأعراف : 101] *.
أي امور منكشفة واضحة مستخرجة.
{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} [آل عمران : 138] ... ، {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } [الرحمن : 4]... ، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة : 19].
الانكشاف والوضوح والفصل عمّا أبهم وخفى أو أضمر.
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل : 89].
التبيان مصدر يدلّ على المبالغة والشدّة ، أي فيه كمال انكشاف عن المجهولات.
ثمّ إنّ الإبانة والتبيين هو الكشف متعدّيا إلّا أنّ النظر في الأوّل الى نسبة الفعل الى الفاعل وفي الثاني الى نسبته الى المفعول به- كما هو مقتضى هيئتهما.
{ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف : 52].
أي لا يقدر أن يوضح مراده ويكشف عمّا في ضميره.
{إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ...} [البقرة : 168] ، {إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ } [القصص : 15].
أي مضافا الى عداوته وإضلاله : إنّه يظهر ويوضح عداوته وإضلاله ويعلن بها. وكذلك قوله تعالى : {لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ...} [آل عمران : 164] ، {نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ...} [المائدة : 15] ، {إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ...} [المائدة : 110] ، {عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ...} [المائدة : 92] ، {نَذِيرٌ مُبِينٌ...} [الأعراف : 184] ، {ثُعْبَانٌ مُبِينٌ...} [الأعراف : 107] ، و{سُلْطَانٌ مُبِينٌ...} [الصافات : 156] ، {بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ...} [التكوير : 23] ، و{إِثْمًا مُبِينًا...} [النساء : 50] ، {فَتْحاً مُبِيناً}.
فالتعبير بهذه الكلمة دون كلمة بيّن : للإشارة الى شدّة البيان والمبالغة في الانكشاف ، بحيث إنّها كالنور ظاهرة ومنكشفة في نفسها ومظهرة لأنفسها ولغيرها.
فلا وجه في تفسير هذه الكلمة بالبيّن اللازم- كما في التفاسير وغيرها.
{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} [البقرة : 160].
وكشفوا طريق سعادتهم.
{يُبَيِّنْ لَنٰا مٰا هِيَ} ، {نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ} [المائدة : 75] ، {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} [آل عمران : 187] ، { يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ} [البقرة : 230] ، {يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً}.
أي الكشف والتفصيل والتوضيح.
والتبيّن التفعّل وهو لمطاوعة التفعيل ، يقال علمته فتعلّم وبيّنته فتبيّن.
{إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الحجرات : 6].
{ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} [النساء : 94].
كونوا على حال الانكشاف وتكون الوقائع والأمور منكشفة عندكم.
فلا وجه في تفسير هذه الكلمة بالتبيين متعدّيا ، مع أنّ التبيّن لازما أبلغ ، فإنّ التبيّن نتيجة التبيين ومحصوله ، والمبالغة فيه أشدّ.
وهذا التعبير كما في : {بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى... } ، {حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ...} [البقرة : 187] ، {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ...} [فصلت : 53] ، {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا} [التوبة : 43].
إشارة إلى لزوم ظهور هذه الأمور وانكشافها ، بمعنى حصول اليقين بها.
وأمّا الاستبانة : فهو استفعال ، وهذه الصيغة لطلب أصل الفعل ، يقال خرج زيد واستخرجته. والطلب إمّا إرادي- استخرجت الوتد. وقد يكون الطلب من النفس- استكبر. أو بالطبع- استحجر الطين.
{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام : 55].
الطلب هنا طبيعي ، أي نفصّل الآيات ونوضح الدلائل ونبيّن الحقائق الى أن يكون سبيل الضلال منحطّا مبهما ، حتّى يطلب الانكشاف والهداية بالطبع.
وهذا غاية الضلال والانحراف والاعوجاج في الطريق.
وأمّا البين : فقلنا إنّ هذه المادّة تدلّ على الانكشاف بواسطة الفرق والفصل. فالبين مصدر يدلّ على الانفصال والبعد ثمّ الانكشاف والوضوح ، ثمّ جعل اسما يدلّ على ما تحصّل من الانفصال ، من البعد المتحقّق للشيء.
ولمّا كان البعد للشيء غير محدود وأمرا مبهما ، ومن شأن هذه المادّة أن تدلّ على الانكشاف ورفع الإبهام : فيذكر منسوبا الى شيئين فيدلّ على البعد الواقع بينهما ، فيفهم منه مفهوم التوسّط.
{لِمٰا بَيْنَ يَدَيْهٰا...} ، { عوان بَيْنَ ذٰلِكَ...} ، { بَيْنَ السماء والْأَرْضِ...} ، { أَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ ...} ، {بَيْنَ قُلُوبِهِمْ...} ، {يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ...} [الزخرف : 38] ، {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ...} [النساء : 141] ، { سَوٰاءٍ بَيْنَنٰا وبَيْنَكُمْ ...} ، { شقاق بَيْنِهِمٰا...} ، { يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ }.
وفي كليا- بين : كلمة تنصيف وتشريك ، حقّها أن تضاف الى أكثر من واحد ، وإذا أضيف الى الواحد وجب أن يعطف عليه بالواو ، لأن الواو للجمع ، تقول المال بين زيد وعمرو ، وبين عمرو قبيح ، وأمّا بيني وبينك : فبين فيه مضاف الى مضمر مجرور ، وذلك لا يعطف عليه إلّا بإعادة الجارّ وقد جاء التكرير مع المظهر. وإذا أضيف الى الزمان كان ظرف زمان- بين الظهر وبين العصر ، وإذا أضيف الى المكان كان ظرف مكان- بين الدار.
وفي مفر- بين : موضوع للخلالة بين الشيئين ووسطهما ، قال تعالى : { وجَعَلْنٰا بَيْنَهُمٰا زَرْعاً } ، يقال بان كذا أي انفصل وظهر ما كان مستترا منه ، ولما اعتبر فيه معنى الانفصال والظهور : استعمل في كلّ واحد منفردا.
____________________
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- كليّا = كليّات أبي البقاء الكفوي ، طبع إيران ، 1286 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع - ١٣٣٤ هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|