أقرأ أيضاً
التاريخ: 25/9/2022
1900
التاريخ: 16/12/2022
2269
التاريخ: 24-4-2022
2032
التاريخ: 2024-05-09
739
|
مقا- أصل واحد يدلّ على لطافة وانتشار. ومن ذلك الذرّ ، صغار النمل ،
الواحدة ذرّة ، وذررت الملح والدواء. ومن الباب ذرّت الشمس ذرورا : إذا طلعت ، وهو
ضوء لطيف منتشر- لا أفعله ما ذرّ شارق. وعن أبى زيد : ذرّ البقل : إذا طلع من
الأرض ، وهو من الباب ، لأنّه يكون حينئذ صغارا منتشرا. فأمّا قولهم- ذارّت الناقة
وهي مذارّ ، إذا ساء خلقها ، فقد قيل انّه كذا مثقّل. فان كان صحيحا فهو شاذّ عن
الأصل الّذى أصّلناه ، الّا انّ الخطيئة قال- ذارت بأنفها- مخفّفا. وأراه الصحيح
ويكون حينئذ من ذئرت إذا تغضّبت ، فيكون على تخفيف الهمزة.
مصبا-
ذرّ قرن الشمس ذرورا : إذا طلعت ، من باب قعد. وذرّت الملح وغيره ذرّا من باب قتل
والذريرة ويقال أيضا الذرور : نوع من الطيب. والذرّ : صغار النمل ، وبه كنّى ، ومنه
أبو ذرّ وأمّ ذرّ ، والواحدة ذرّة. والذرّ النسل ، والذرّيّة : فعليّة من الذرّ
وهم الصغار ، وتكون الذريّة واحدا وجمعا ، وفيها ثلاث لغات ، أفصحها ضمّ الدال
وبها قرء السبعة ، والثانية- كسرها ويروى عن زيد بن ثابت ، والثالثة فتح الذال مع
التخفيف وزان كريمة وبها قرء أبان بن عثمان. وتجمع على ذرّيّات ، وقد تجمع على
الذراري. وبعضهم يجعل الذرّية من ذرء اللّه تعالى الخلق.
التهذيب
14/ 404- عن ابن الأعرابى : أصابنا مطر ذرّ بقله ، ويذرّ ، إذا طلع وظهر ، وذلك
أنّه يذرّ من أدنى مطر ، وذرّ الرجل يذرّ إذا شاب مقدّم رأسه ، وذرّ الشيء يذرّه
إذا بدّده ، وذرّ يذرّ إذا تجدّد. وقال الليث : الذرّ الواحدة ذرّة وهو صغار النمل
، والذرّ مصدر ذررت وهو أخذك الشيء بأطراف أصابعك تذرّه ذرّ الملح المسحوق على
الطعام. والذرور : ما يذرّ في العين أو على القرح من دواء يابس. والذرارة : ما
تناثر من الشيء الّذى تذرّه. ذرّية بعضها من بعض- أجمع القرّاء على ترك الهمز في
الذرّية. وعن يونس : أهل مكّة يخالفون غيرهم من العرب فيهمزون النبي والبريّة
والذريّة. وقال ابو إسحاق : الذريّة غير مهموز ، قال : وفيها قولان قال بعضهم : هي
فعليّة من الذرّ ، لأنّ اللّه تعالى أخرج الخلق من صلب آدم كالذرّ حين { وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ
بِرَبِّكُمْ } [الأعراف : 172]. وقال بعض : أصلها ذرّورة
على وزن فعلولة ، ولكنّ التضعيف لمّا كثر أبدل من الراء الأخيرة ياء فصارت ذرويّة
، ثمّ أدغمت الواو في الياء ، والقول الأوّل أقيس وأجود عند النحويّين. وقال الليث
: ذريّة فعليّة كما قالوا سرّيّة.
لسا-
ذرّ الشيء يذرّه : أخذه بأطراف أصابعه ثمّ نثره على الشيء. وذرّ الشيء يذرّه
إذا بدّده ، وذرّ إذا بدّد ، والذرّ مصدر ذررت ، والذرور :
ما ذررت
، والذرارة : ما تناثر من الشيء المذرور ، والذريرة : ما انتحت من من قصب الطيب
الّذى يجاء به من بلد الهند أو فتات منه. والذرّ : صغار النمل واحدته ذرّة ، قال
ثعلب : إنّ مائة منها وزن حبّة من شعير. وقيل :
الذرّة
: ليس لها وزن ويراد بها ما يرى في شعاع الشمس الداخل في النافذة ، ومنه سمّى
الرجل ذرّا وكنّى بأبي ذرّ. وذرّ اللّه الخلق في الأرض : نشرهم ، والذرّيّة :
فعليّة منه ، وهي منسوبة الى الذرّ الّذى هو النمل الصغار وكان قياسه ذرّيّة لكنّه
نسب شاذّ لم يجئ الّا مضموم الأوّل.
والتحقيق
أنّ
الأصل الواحد في هذه المادّة : هو النشر بالتدقيق والتلطيف ، أي نثره بالتصغير
والتدقيق. وأمّا مطلق مفاهيم- النشر والنثر والرشّ والتبديد والتلطيف والتصغير :
فليست بحقائق أصليّة ، والأصل ما أصّلناه.
وأمّا
طلوع الشمس وظهورها وطلوع البقل : فباعتبار انتشار هما نورا وخضرة فكأنّ الشمس قد
نشرت أضواءها بالتدقيق ، والبقل قد انتشر لطيفا.
وأمّا
التبديد والتجديد : فباعتبار نتيجة النشر الحاصلة.
وأمّا
الذرّ بمعنى النمل الصغار : فانّها تنتشر في الأرض خارجة من مساكنها بصورة منثورات
دقيقة ، كالذرّات المنتشرة في الهواء ، فهي من مصاديق الأصل الّذى أصّلناه.
وأمّا
الذريّة : فالحقّ أنّها أيضا من هذه المادّة ومن مصاديق الأصل ، فانّ النسل
المنتشرة من شخص في بدء ظهورها ذرّات لطيفة تخرج من بين- الصلب والترائب منثورة في
الرحم.
والذريّة
منسوبة الى الذرّة أي ما يذرّ وينشر ، والياء للنسبة ، والتاء للتأنيث باعتبار
الكثرة والجماعة.
وأمّا
الوجوه الاخر المذكورة في ذيل هذه المادّة ومادّة الذرء : فلا تخلو عن التكلّف
والتحرّف.
فظهر
الفرق بينها وبين مادّة الذرء ، وقد اختلطت معاني المادّتين وكذا مادّة الذرّ وفي
تفسير هذه الموادّ ، ولا بدّ من دقّة النظر لئلّا يلتبس بعضها بعضا ثمّ تلاحظ
القيود والخصوصيّات المأخوذة في كلّ منها.
راجع-
الذرو.
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء : 40] -. {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ
مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} [يونس : 61] -. {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة : 7] - أصل الذرّة فعلة ، مصدر للمرّة ، ثمّ يستعمل في ما
ينشر أي في واحدة من الأجزاء المنتشرة في الهواء دقيقة. وهذا الإطلاق للمبالغة ، وهذه
الواحدة من مصاديق الذرّ المتحقّقة في الخارج.
{مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ}... [مريم : 58] ، {مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ...} [الأنعام : 133] ، { وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْرَائِيلَ...} [مريم : 58] ، {وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا...} [البقرة : 128] ، {وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ...} [العنكبوت : 27] ، {حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ ...} [يس : 41] ، {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ ...} [الصافات : 113] ، {قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ...} [البقرة : 124] - قد أفردت
الذرّيّة في التثنية والجمع فانّ حكمها واحد ، ويجمعها نسبة واحدة ، وهذا بخلاف ما
إذا كانت مختلفة فيه ، كما في قوله تعالى. {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ...} [الأنعام : 87] ، {وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ
وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ...} [الرعد : 23] ، {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا
وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان : 74] - فجمعت لأنّ النظر الى من
كان مجتبى وصالحا وقرّة أعين من بينهم ، فحكمها مختلف.
فظهر
أنّ مفهوم الذرّيّة عامّ ، وهو من ينسب الى ما يذرّ وينشر بالتدقيق ، ولا يناسب
أخذ الكلمة من مادّة الذرء الدالّ على البسط ، فانّ الذرّيّة ليست بمظهر بسط وجود
الأشخاص في المتفاهم العرفي ، بل انّهم ممّا يذرّ وينشر ، مضافا الى عدم مساعدة
الكلمة ظاهرا واحتياجها الى حذف وقلب.
وأمّا
عالم الذرّ- فحقيقته انّ ذرّيّة آدم بأجمعها وقاطبتها من لدن آدم الى انقراض
العالم ، منطوية ومتجمّعة بالإجمال فيما ذرّ من صلبه ، وكلّ افراد بنى آدم من جهة
سجاياهم وصورهم وطبائعهم مندرجة في تلك المرتبة ، وجميعهم متوارثون عمّا فيها ، وهذا
المعنى ثابت اليوم في العلوم الطبيعيّة.
ويمكن
أن يراد من الذرّ : ما ينشر من الأرواح الجزئيّة المختصّة بالأبدان الحادثة
الجسمانيّة ، وذلك في عالم المثال ، فتكون الأبدان ظلالا لها ومرايا وانعكاسات من
تلك الأرواح.
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي
آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا} [الأعراف : 172] - أي في مقام عال من
الزمان والمكان ، و فوقهما ، فانّ بعد الزمان والمكان أي بعدي الطول والعرض ، في
مقام علمه وحضوره وإدراكه وتوجّهه منتفيان ، والماضي والمستقبل عنده سيّان ، وليس
مكان عنده أقرب من مكان آخر ، وهو محيط قيّوم على ما في الزمان سابقه ولاحقه وعلى
ما في المكان قريبه وبعيده ، في لحظة واحدة.
ولمّا
كان ما في عالم الملك والطبيعة ظهورات وتنزّلات وتجليّات عمّا في عالم الملكوت
والمثال ، وكلّ ما فيها تجلّيات وصور وظهورات عمّا في عالم الجبروت والعقول ، وكلّ
ما فيها ، من تجلّيات اللاهوت ومن مظاهر الأسماء والصفات :- فأخذ الربّ من ظهور
بنى آدم ما يذرّ منهم : انّما يتحقّق في تلك العالم الملكوتي فوق الزمان والمكان ،
ولعلّ في الظهور اشارة لطيفة الى هذا العالم.
وأمّا
الإشهاد والشهادة : اشارة الى صفاء الطبائع وخلوص الطينات ونقائها عن كدورات الكفر
والشرك- يولد على الفطرة. واللّه هو أعلم.
فينطبق
الذرّ على ما يذرّ في العالمين ، الملكوت والملك.
وفي هذا
المقدار من البيان المحدود كفاية- راجع- الظهر ، الشهادة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|