المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تأثير موت الاب على الطفل  
  
3042   01:48 صباحاً   التاريخ: 17-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص42-43
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

إن الموت حق على الجميع لا محالة، على المرأة والرجل، والشيخ والشاب والصغير والكبير، كل منهم سيشرب من هذا الكأس يوماً، ولا يعلم الا الله اي منا سيموت اليوم، واي سيموت غداً، ودور من مقدم على الاخرين.

الطريق الذي سار عليه المتوفى في حياته يتعلق به شخصياً، صحيحاً كان ام خاطئاً، حسناً كان ام سيئاً، وما زرعه في حياته سيحصده فيما بعد، فإن كان عمله صالحاً او قام بجهادٍ او استشهد، فسينعم بنعم الله وألطافه الربانية، وان كان عمله خاطئاً وشراً لظلم قام به، او خيانة، او فساد فسيذوق مرارة العقوبة الالهية دائماً وابداً.

المهم هنا ما يتعلق بالباقين والاحياء وإحساسهم الفخر او الالم الذي يحل بهم، ما اكثر تعداد الوفيات التي تسعد الآخرين وتفرحهم، وما اكثرها تلك التي تجرح قلوب الباقين وتدميها، وهذان الشعوران، أي الفخر والألم يرتبطان بشدة العلاقة والحب التي كانت تربطهم بالمتوفى، وكيف كانت نظرتهم اليه.

وفيما يتعلق بالألم والعذاب الذي يحل بالباقين لموت أعزاءهم يمكننا القول:ـ بأن موت الاب او الام اشد الماً واكثر عذاباً، فالجرح والمرض يستطيعان اذابة الانسان واحراق قلبه واسالة دموعه بغير قصد، وهذا الالم والعذاب يحصل للأطفال الذين استأنسوا بالمتوفى وتبروا وترعرعوا في احضانه، خاصة وان الطفل بحاجة دائمة الى اب يشعر بالعزة والافتخار في ظله، وليمسح بيده العطوفة على رأس الطفل.

ـ موت الاب ومصيبته :

ان موت الاب ــ مصيبة وبلية كبرى كل افراد العائلة يصعب جبرانها، وخصوصاً عند الاطفال، وهذه المصيبة هي اشد اثراً عند الطفل المميز. وتشير الابحاث بأنه في العائلة العادية حتى الطفل ذو الاشهر الستة يحزن لعدم رؤية الاب، الحل الوحيد لإزالة هذا الحزن هو ان يرى اباه، اي يعود الى الحياة مجدداً.

ان آثار هذه المصيبة شديدة جداً، وفي بعض الاحيان ربما ادت الى انحراف في السلوك او الى مرض نفسي.

فما اكثر الاطفال الذين يصعب عليهم نسيان حزن الموت او ازالة آثار الحزن والاسى، وبمجرد رحيل الاب يغوص الطفل في مأساة كبيرة، وتتعرض حياته للخطر فيشعر بأن العالم ليس المكان المناسب له، وأنه غير قادر على الشعور بالطمأنينة والسكون، طبعاً وجود الأم يقلل من آثار ذلك، بشرط ان تتقيد الام بالأصول والضوابط والامور المهمة في هذا المجال ....




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.