المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

طرق انتقال الصفات الوراثية
11-1-2016
سوسة طلع النخيل
8-1-2016
الأمراض والآفات التي تصيب الخوخ
2023-10-24
العنكبوت الأحمر الأوربي European Red Mite
6-4-2022
كاثود ضعيف الانبعاث dull-emitting cathode
29-9-2018
Continuity-Bounded Variation
25-4-2018


عوامل دفع الابداع في أدب الأطفال / مؤتمرات ودراسات أدب الأطفال  
  
2328   02:47 صباحاً   التاريخ: 30-10-2021
المؤلف : الاستاذ فاضل الكعبي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين التربية والثقافة
الجزء والصفحة : ص274 ـ 282
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

لا شك ان هناك العديد من العوامل الأساسية التي تعمل على دفع حركة الإبداع، وتوسيع دائرة نشاطه، وفعالياته في ميدان أدب الأطفال، وتساعد على الارتقاء الكبير بمستوى تقديم هذا الأدب وانتشاره، الذي يعني انتشار تجارب مبدعيه بشكل واسع وأكيد..

ومن بين أبرز هذه العوامل، مؤتمرات ودراسات أدب الأطفال..

وضمن هذا الاتجاه نلاحظ نشاطاً واضحاً لا يغيب عن البال، إذ لا يمر يوم إلا وتطالعنا الصحف والمجلات والفضائيات المختلفة بأخبار عديدة عن ندوة هنا أو ندوة هناك، ومؤتمر هنا أو مؤتمر هناك.. في هذا القطر العربي أو ذاك، لإثارة قضية من قضايا أدب الأطفال، أو إجراء النقاش حول محور من محاوره، أو التعرض إلى دراسة جانب من جوانبه في حلقة دراسية، أو في مناقشة خاصة، أو في لقاء خاص أو مشترك مع باحث أو أديب أو أكثر من شخصية ثقافية أو أكاديمية متخصصة في هذا المجال.. سواء داخل الأطر الثقافية لبعض الروابط أو الجمعيات أو الاتحادات الأدبية والثقافية.. أو داخل الأطر الأكاديمية لبعض الجامعات والكليات والمعاهد، وخاصة في مناقشة الأطروحات لرسائل الماجستير والدكتوراه في قضايا ثقافة الأطفال وأدبهم.. أو داخل الأطر الإعلامية لبعض الصحف والمجلات والإذاعات والقنوات التلفزيونية والفضائية.. إلى جانب قيام العديد من المجلات الأدبية والثقافية والفكرية في العديد من الأقطار العربية، بإصدار الإعداد الخاصة بأدب وثقافة الأطفال خلال السنوات الماضية، والتي لا يمكن حصرها هنا..

هذا بالإضافة إلى صدور العشرات، بل المئات من الدراسات والبحوث العلمية، والميدانية، والتحليلية، والأسلوبية، والتطبيقية، والـنـقـدية، وغير ذلك من الدراسات والبحوث الخاصة بأدب وثقافة الأطفال التي صدرت عن مختلف الجامعات ودور النشر المتعددة، وما زالت المطابع نشطة في إصدار المزيد من هذه الدراسات والبحوث في كتب متنوعة كل يوم..

ولكن؟.. ما هي النتيجة من وراء ذلك كله؟.. هل هذه النشاطات، وهذه الفعاليات، وهذه الجهود المبذولة، قد أوصلت أدب الأطفال إلى النتيجة التي يطمح الوصول إليها؟.

هذا هو السؤال الشائك، والمثير للجدل، الذي يدور في بالنا دائماً.. ويكاد يكون البحث عن جواب مقنع له، من بين الإجابات المتعددة التي يمكن الوصول إليها ببساطة، أكثر جدلاً.. ولا يوصلنا إلى النتيجة المقنعة، التي نسعى من خلالها إلى الارتقاء بالواقع المادي والعلمي والفكري والإبداعي لأدب الأطفال، ارتقاء واقعياً وملموساً، حتى على الواقع الحياتي والاجتماعي لمبدعي هذا الأدب.. إذ يتطلب من هذا الارتقاء – لكي يكون واقعياً وملموساً – ان ينقل المنطلقات النظرية كأفكار وقواعد في مجمل الدراسات والبحوث، من مجالها الفكري إلى المجال التطبيقي على أرض الواقع.. عند ذلك يمكن ان نحدد الجواب الصائب لذلك السؤال الشائك المثير للجدل.. تكون أكثر واقعية وجدية مما نحن عليه الآن في تعاملنا مع أدب الأطفال..

ان واقعية التعامل، وجدية العمل لا تعني بأي حال من الأحوال كثرة الندوات والمؤتمرات، وازدياد سعة الدراسة والبحث العلمي.. إنما تعني التطبيق العلمي الصائب للنتائج العلمية التي تصل إليها هذه الكثرة، وهذه السعة في مساعيها الجديدة، وجهودها المتواصلة لتطوير وتحسين نوعية البنية العامة لواقع أدب الأطفال.. وإلا ما هي الفائدة المتوخاة من هذه الندوات وهذه المؤتمرات، في مجمل ما تطرحه من أفكار ومبادئ ومقترحات، ما لم تأت بجديد، يضيف إلى القديم - ويجدده بشكل جذري وواقعي.. ودون هذا الهدف، وتحققه في الوصول إلى غايته الأساسية على أرض الواقع.. تصبح هذه الندوات وهذه المؤتمرات لا معنى لها، وفارغة من المحتوى الجدي، الذي يعبر عن قيمتها العلمية..

فلو رجعنا قليلاً إلى الوراء، وراجعنا العديد من المؤتمرات والندوات التي أقيمت على مدى السنوات الماضية، ودققنا جيداً في طروحاتها الفكرية وخططها العلمية لتحسين واقع أدب الأطفال، وواقع مبدعيه على كافة المستويات، سنجد الكثير من الأفكار والخطط والمقترحات والنتائج والتوصيات والدعوات التي تدعو جميعها إلى جعل مكانة أدب الأطفال في المرتبة الأولى من أدب المجتمع، وان هذا الأدب هو العامل المهم في بناء الإنسان واتساع وعيه، وفاعليته في المستقبل، الذي ينطلق من الطفل، فيكون هذا الطفل الإنسان الذي يترتب عليه المستقبل في تطور المجتمع.. وان أدب الأطفال يشكل حاجة ضرورية من حاجات الطفل، وتأثيراته الايجابية ونتائجه المفيدة لا تقل أهمية عن تأثيرات المدرسة ونتائجها في شخصية الطفل.. وان أدب الأطفال، لكي يؤدي مهامه، ويقوم بوظائفه الأساسية في حياة الطفل، يجب دعمه دعماً كبيراً من كل النواحي، وان على الدولة ان تتوجه إليه بمقدار توجهها إلى (التسابق العسكري).. أو بمقدار واحد بالمائة من هذا التوجه!! أو على أقل تقدير تنفق عليه بمقدار ضئيل جداً مما تنفقه كل يوم من الإنفاق الكبير على (التسليح العسكري).. أو غيره من الإنفاق المالي الطائل في بعض الجوانب التي لا تزيد من وعي المجتمع وتطوره الثقافي!!. وان أدب الأطفال يحتاج من الدولة ان توجد له المؤسسات الطباعية والثقافية والاجتماعية الواسعة، على ان لا تقيدها بسياستها الخاصة التي تربط الطفل بهذه السياسة وتحد من انطلاق المبدع بشكل خلاق.. وان أديب الأطفال كائن مقدس لأنه يتعامل مع البراءة والنقاء والنمو الإنساني.. وان هذا الأديب يحتاج من الـدعـم اللامحدود الذي يرفع عنه التفكير في مستلزمات العيش، ومتطلباته، (البسيطة والصعبة) وان تتوفر له كل الإمكانيات المادية والمعنوية التي تجعله في مأمن من معاناة الحياة، ومتفرغاً لقضايا الإبداع والطفل.. وان!!.. وان.. من ذلك الكثير.. الكثير.. الذي طرح، وقيل.. وتمت مناقشته، والاتفاق عليه، وصياغته في التوصيات والمقترحات والنتائج، التي خرج بها هذا المؤتمر أو تلك الندوة، وشكلت لجان، ولجان لمتابعة تنفيذه وجعله واقعاً حقيقياً.. جعل من أدب الأطفال مملكة جميلة، لا تضاهيها مملكة في العالم كله، وجعل من أديب الأطفال (ملكاً) باسلاً لهذه المملكة !!.. وما على المؤتمرين وأصحاب (السمو) و(القول الجميل) في هذا المؤتمر، أو تلك الندوة، إلا ان ينهضوا ليتوجوه بتاج (الملوكية) ويقودوه إلى (مملكته) في (أدب الأطفال)!!.. ولكن؟.. أين ذلك من الواقع؟.. وهل رأينا من ذلك شيئاً، أو بعض شيء قد تحقق على أرض الواقع؟..

حقيقة، ان الواقع شيء، وما تطرحه وتدعو له المؤتمرات والندوات والدراسات والبحوث، شيء آخر تماماً.. فالأقوال والطروحات تبني لنا (عمارات) شاهقة من الكلام الذي تتبناه هذه المؤتمرات في أروقتها.. وتتلاشى هذه (العمارات الكلامية) وتصبح محض خيال، أو (أضغاث احلام) بمجرد انتهاء هذه المؤتمرات وسكوتها عن الكلام، حيث يتوقف القيل والقال، عن الواقع والخيال، في أدب الأطفال!..

كنا دائماً نتوسم بكل مؤتمر أو ندوة جديدة ان تؤثر في واقع أدب الأطفال، وترتقي بمستوى أديب الأطفال، غير إننا نعود إلى حيث بدأنا.. حيث ان أدب الأطفال كما هو، وأديب الأطفال على حاله، لم تتحقق له أبسط الأحلام، والطموحات التي يطمح تحققها، بعد تكرار طرحها ومناقشتها وتبنيها من قبل العديد من المؤتمرات والندوات، والتي من بينها طموحه بإيجاد (تجمع عربي لأدباء وكتاب الأطفال)، أو (إصدار مجلة فكرية متخصصة بأدب الأطفال).. وغير ذلك الكثير.. وقد كنا مراراً وتكراراً نطرح ذلك، ونلقى الوعود، ولكن دون استجابة حقيقية للتطبيق.. إذاً ما فائدة هذه المؤتمرات، وما هي أسباب عدم الإيفاء بوعودها، والاستجابة لتوصياتها ومقرراتها؟.. التي تظل دائماً (حبراً على ورق)، ولم يترجم الكلام فيها إلى فعل على أرض الواقع؟..

اعتقد ان صدق النوايا، وتوافقها مع القدرات والإمكانيات، والمتابعة الجادة، والحرص على دقة التنفيذ، سبل أساسية لتحقق ما هو مطروح في المؤتمرات على أرض الواقع، ونقله من الأقوال إلى الأفعال.. ومتى ما أصبحت لدينا النظرة الجادة إلى أدب الأطفال، تكون عندنا النوايا الصادقة لتحقيق ما يصبو إليه هذا الأدب.. ومتى ما سعينا بجد لعقد هذه المؤتمرات والندوات بنوايا حقيقية تنطلق من نوايا الإخلاص لهذا الأدب والارتقاء بمستواه، سنعمل عندها بجدية على متابعة وتنفيذ ما تقره هذه المؤتمرات والندوات، بعيداً عن تسييس النوايا باتجاه معين وتغليب المصالح الذاتية والفئوية على المصالح العامة.. وعلينا دائماً التفكير والعمل على إخراج أدب الأطفال من الدائرة الضيقة - الموضوع فيها - إلى الدائرة الواسعة التي نتأمل انطلاقته الصحية والصحيحة منها..

لعلنا لا نجافي الحقيقة إذا قلنا : ان أبرز المؤتمرات التي أقيمت لأدب الأطفال تلك التي أقامها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، على هامش مؤتمراته العامة، والتي ناقشت أهم القضايا المعاصرة والشائكة لأدب الأطفال، حيث أتخذ الاتحاد تقليداً ثابتاً، وهو إقامة مؤتمر أو ندوة خاصة بشؤون أدب الأطفال، ضمن أعمال مؤتمره العام، ويصار في العديد من المؤتمرات إلى إصدار كتاب خاص يتضمن ما طرح من أفكار وبحوث حول أدب الأطفال مثلما حدث – على سبيل المثال - مع مؤتمر الاتحاد الثاني عشر الذي عقد في عمان عام ١٩٩٢، الذي خصص ندوته المهمة عن (أدب الخيال العلمي). . والتي كانت - باعتقادنا - من أغنى الندوات وأكثرها أهمية في مجال أدب الأطفال، وعبرت بصدق عن نوايا الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الصادقة والجادة مع أدب الأطفال..

إلا ان الاتحاد على الرغم من جهوده الواضحة في هذا الاتجاه، عجز عن تلبية العديد من الطموحات الملحة لأدب الأطفال العرب..

والتي يبرز من بينها (عقد مؤتمر عام وشامل لكافة الأدباء والكتاب والمعنيين بأدب الأطفال لتدارس قضاياهم الأساسية بشكل دقيق).. وكذلك (إصدار مجلة فكرية دورية متخصصة بقضايا أدب الأطفال) مثلما يقوم بإصدار مجلته الخاصة باسم (الكاتب العربي).. وكذلك يبرز من بين تلك الطموحات طموح أدباء وكتاب الأطفال وحلمهم الدائم بإصدار (معجم عربي شامل لكتاب وأدباء الأطفال العرب)، وحلمهم أيضاً بتأسيس اتحاد أو رابطة أو منظمة عربية خاصة لأدباء وكتاب الأطفال لها كيانها الخاص، ونظامها الداخلي، ونشاطها التخصصي بعيداً عن التبعية والتهميش داخل الاتحادات والمنظمات الأخرى التي يعمل العديد منها على تهميش دور أدب الأطفال، وتغيب فاعليته في الحياة الثقافية.

فـهـل يـقـوم الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بـتـحـقـيـق هذه المطالب، والاستجابة لها بصدق واهتمام بالغ، وهي باعتقادنا من صميم مسؤولياته وواجباته الأساسية التي يفترض ان يضطلع بها، ويؤديها بشكل كامل..

وفي المحصلة النهائية، يبقى أدب الأطفال في المواقع الخلفية، ولا يأخذ دوره الحقيقي في حياة الطفل خاصة، وفي الحياة الثقافية عامة، ما لم يتم الانطلاق لدعمه وتعزيز دوره بالممكنات الحقيقية الساندة له، والتي تتمثل بضرورة الاهتمام الواسع بكتاب الأطفال، وطباعته ونشره وتوزيعه على نطاق واسع ليصل إلى جميع الأطفال.. ففي الواقع الحالي - برغم التطور الحاصل في كافة الميادين - نجد ان هناك أعداد كبيرة من الأطفال، خاصة في القرى والأرياف وفي المدن الصغيرة، وفي كافة الأقطار العربية على حد سواء، لا تدرك معنى (أدب الأطفال)، ولم يصلها أي كتاب من كتب هذا الأدب.. واعتقد ان هذه المشكلة، من المشاكل الكبيرة والخطيرة التي تتطلب المعالجة السريعة والحازمة.. فعدم إدراك هؤلاء الأطفال بإعدادهم الكبيرة التي تتجاوز الآلاف بل الملايين لمعنى أدبهم، يعني إصابتهم بالفقر الثقافي، ويعني ذلك أيضاً تخلفهم عن أقرانهم من الأطفال الآخرين في المدن الأخرى.. مع ان هناك إعداد أخرى من الأطفال في المدن المتطورة، لا يدركون معنى أدب الأطفال.. ولو سالت بعض الأطفال في تلك المدن عن كتاب قرأه، سيجيبك على الفور – مثلما سألت أحدهم وأجابني -: انه لم يقرأ سوى كتب المدرسة، ولم يقرأ كتاب قصة أو شعر أو مسرحية من كتب أدب الأطفال.. والسبب هو غياب الوعي بأدب الأطفال وأهميته للطفل من قبل الآباء اولاً، وغياب الوعي بأدب الأطفال لدى الكثير من إدارات المدارس ثانيا، وضعف طباعة ونشر وتوزيع كتاب الأطفال على نطاق واسع ثالثاً..

لذلك يشكل هذا الجانب عاملاً أساسياً وضرورياً لدعم أدب الأطفال في مهمة وصوله إلى الطفل.. إلى جانب العامل الثاني، الخاص بتحفيز الكتاب والأدباء والـرسـامـيـن على مواصلة الإبداع والارتقاء به عبر تشجيعهم ودعمهم بالجوائز والمسابقات اللازمة لجهودهم.. مع دعم هذه الجهود بالمؤتمرات والندوات والدراسات العلمية وتفعيلها على أرض الواقع... 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.