المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



منشأ الحسد عند الاطفال  
  
3284   01:51 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص322ـ324
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

ينشأ الحسد من جراء شعور الطفل بأن مكانته وشخصيته باتتا في خطر بسبب تغلغل الآخرين الى ساحته ولا يستطيع الاحتفاظ بمكانته السابقة، وبسبب رغبته العارمة بالتفرد بالمحبة والحنان فإنه يمتطي امواج الحسد دون ان يستطيع مقاومتها ويظن ان الدنيا قد انتهت بالنسبة إليه ولا يمكنه مواصلة حياته بعد الآن.

يشعر الطفل بأنه اعز المخلوقات لدى والديه ولذا حينما يرى من شاركه بهذه المحبة يستاء ويفقد ثقته بنفسه ويقع في شباك الشك بشأن مكانته الجديدة خاصة وانه يرى بأن الوضع هذا صار يدل على ان الوالدين يحبون المولود الجديد بشكل اكبر وانهما نسوه.

من الاسباب الأخرى لنشوء الحسد، العداء وحب الذات والشعور بالفوقية والتعجب من تمتع الناس بالنعم والخوف من عدم تحقيق الأهداف وحب الرئاسة وضيق الافق والخباثة و..

وبطبيعة الحال إن حماية وتضحية الوالدين من أجل احد الأولاد وترك الآخر، والاهتمام بالابن وإهمال البنت، وإظهار المحبة لطفل موهوب وعدم الاعتناء بالمتخلف سيساهم بنشوء الحسد وتفاقمه.

ـ الأضرار :

لقد تسبب الحسد ومنذ القدم في ارتكاب جرائم القتل وإراقة الدماء ونشوب صراعات مؤلمة ومؤسفة، والذهن الذي من المفترض أن ينشغل بالإختراع والابداع صار يخطط لأذية المحسود وما أكثر الجرائم التي شهدها التاريخ انطلاقاً من هذه السمة.

يكون الطفل الحسود دوماً في حال تخطيط وشعور بالعداء، فيتأثر كلما رأى الآخرين ينعمون أو يتمتعون بنعمة ما ويبعد نفسه عن تلك النعم بالحرمان والانعزال والإنضواء على النفس وتصبح حياته كلها متأثرة بهذا الأمر، ويكون شخصاً سريع الانهزام وغير مرن وعقبة في طريق الآخرين.

لا يفكر الحاسد إلا بالتخطيط للانتقام وتضليل الآخرين مع اتسامه بالعداء، علماً ان استمرار الحسد فيه يمهد لتقوية الشعور بالإستعلائية وبالتالي الإحساس بأنه أهم من الباقين بل وحتى يلجأ الى العراك والتنازع من أجل أشياء تافهة.

ـ بداية الحسد :

يرى علماء النفس ان الحسد يظهر في الطفل في (سن 15-16) شهراً ويبلغ ذروته في السنتين أو الثلاث سنوات الأولى من حياته، حتى يمكن القول بأن الشعور بالحسد لدى الأطفال اكبر بكثير من الكبار أو ان الكبار يظهرون حسدهم بصورة غير ملحوظة.

إن اشد حالات الحسد تكون في مرحلة الخمس سنوات ذلك ان الطفل يكبر اعتماده على الوالدين في هذه المرحلة وتصغر علاقته بمن هو خارج هذا الحيز ولذا فكل ما يريده يطلبه من الوالدين، ويستاء ويضجر إن رأى شخصاً آخر بدأ يزاحمه في دائرة حياته.. على ان هذا الأمر نواجهه أيضاً عند الكبر بنسب مختلفة. إن الطفل لينفجر حينما يرى ان امه تقوم باحتضان طفل آخر ويود قتل منافسه هذا من فرط غضبه.

ـ إمكانية المعالجة :

يمكن ان يكون الحسد أمراً عرضياً حيث يرى البعض ان له جذوراً فطرية وذاتية وقد يكون هذا الرأي نابعاً من عدم إمكانية القضاء على الحسد من جذوره وأن المساعي يجب أن تنصب على تقليله الى الحد الادنى.

إن الطفل ليشعر بالعجز امام الحسد ويتألم لعدم تمكنه من توفير راحة البال والطمأنينة لنفسه، ولو توفر له الحد الادنى من المحبة فإنه سيهدأ ويستقر نفسيا الأمر الذي يدل على إمكانية المعالجة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.