المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02



مهام وواجبات زوجة الشهيد  
  
2632   09:37 صباحاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص177-181
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

ـ الاستعداد لأداء الرسالة :

الامومة مع بساطتها إحدى المهن الصعبة والممتعة والمحببة جداً،.... لكي تنجحي في تربية الطفل وإدارته، ولكي يحالفك التوفيق في ذلك، فأنت بحاجة الى قلب قوي، وإيمان محكم، ووجه بشوش، وتفاؤل بالمستقبل، والامتناع عن الاحزان والآهات الناتجة عن الحظ العَاثِر، فضلاً عن معرفة الفنون والمهارات المتعلقة بذلك.

إن عملك ورسالتك يتضمنان اكتشاف الطفل وتهذيبه وتعديله وتغييره، وهذا ليس بالأمر السهل، ولا يستطيع الجميع القيام به، يجب عليك اكتشاف الطفل والكشف عن قدراته والقيام بتغييره وتهذيبه، وإعداد وموازنة غرائزه، وتهذيب اخلاقه، وهذا الامر يحتاج الى استعداد كاف.

ـ ضرورات ولوازم البناء :

إن جميع الناس، وليس فقط انت، وفي أي مرحلة كانوا من الرشد والسن يحتاجون الى البناء، ومن الطبيعي انه كلما كانت المسؤولية اكبر كانت درجة البناء والرشد اكبر. يجب ان تقيمي مكانتك ووضعك بناء على كونك سيدة مسلمة وزوجة شهيد. انظري من أنت؟

وما الذي عليك فعله؟ وماذا يتوقع الآخرون؟ وماذا ينتظرون منك؟. وفي هذه الحالة سيتضح مقدار حاجتك الى العمل والسعي. هناك مجموعة من الاعمال والمساعي التي ينبغي ان تقومي بها وهي كالتالي:ـ

1.تحديد الواجب: إن الخطوة الاولى لكل انسان ملتزم ومسؤول هي ان يدرك ما الذي عليه القيام به، هل يجب علي أن ابكي في هذه الأيام واللحظات؟ هل يجب ان اضحك واكون سعيدة؟ ام يجب ان اختار الانزواء والابتعاد عن الآخرين؟ هل اكون اسرة اخرى؟ هل اشرف على ابني بنفسي؟ و.. الخ.

فتحديد الوظيفة والواجب من اهم وظائفنا، خصوصاً وان ذلك يؤدي الى تحول في الفكر والأسلوب والبرنامج، والذي لا يعرف وظيفته في كل الظروف والاحوال سيعيش حياة مضطربة، لأنه يسير دون ان يدري أين مقصده وهدفه.

2. توفير الامكانات اللازمة لأداء ذلك: الآن وبعد ان حددتي الوظيفة والواجب الملقى على عاتقك، عليك السعي الى توفير جميع الامكانات اللازمة لأداء تلك الوظيفة.

انظري الى ما تملكين في نفسك وفي محيط حياتك وفعاليتك؟ وما هي الفوائد التي تستطيعين الحصول عليها والتي تتوفر عند الآخرين ولكنك تفتقدين لها؟

استجمعي قواك واعدي نفسك واعرضي كل قواك وقدرتك في قالب أخلاقي، قوي إرادتك، واعقدي عزمك، واصمدي، وتقدمي بثقة وروحية عالية، واطمئني بأن الله سيقوي عزيمتك ونيتك، وسيعمل على توفيقك وتسديد خطاك.

3.السعي نحو المثالية والنموذجية : إنه لخطأ كبير ان نتعامل مع امورنا بإهمال، وأن نتغافل ونتسامح في المسائل التي ترتبط بوظيفتنا، يجب ان نتصرف وفقاً لهذه القاعدة، وهي إما ان لا نتصدى ابداً لهذا العمل، أو ان ننجزه على احسن وجه، ولهذا الامر اهمية قصوى بالنسبة اليك، لأنك تعتبرين النموذج المثالي والسلوكي لأولادك، والناس ايضاً يتوقعون منك ومن اسرتك شيئاً آخر. على الجميع ان يطمئن بأنك مَثَل ونموذج لائق لهم، وانك تهتمين وتنتبهين جيداً، في طريقة الكلام، والمشي، واللباس، والعادات والتقاليد الاخرى المقبولة.

4.تبني المواقف بشكل واع:ـ إنك بحاجة الى موقف محدد في الدين والايمان والاعتقاد، وفي الحقيقة إن من يتمسك بفكر ونظرية ما لا يمكنه ان يكون بلا موقف، والاحداث التي تجري في المجتمع من حولنا تدعونا الى اتخاذ مواقف واعية.

عليك الانتباه الى النقطة التالية، وهي ان موقفك هذا مثير للاهتمام، فانظار الآخرين قد تعلقت بك لترى كيف ستتصرفين؟ وما هو الاسلوب والطريق الذي ستسلكينه، لكي يستفيدوا منه، وفي سبيل ذلك فإنك بحاجة الى الالمام بالأحداث والوقائع والامور وإدراكها، فليكن لديك بصيرة حادة في الامور واتخاذ المواقف لتنجحي في عملية الاعداد والبناء.

5.صون النفس والحفاظ عليها:ـ انتبهي الى نفسك دائماً واحذري ان يصدر عنك خطأ او انحراف، لا تحاكمي نفسك خطأً ، بل واجهي نفسك، وتأسفي واستغفري الله سبحانه وتعالى عما فعلتيه، واطلبي العون منه لكي لا يتكرر ذلك. هذا الامر على قدر كبير من الاهمية بالنسبة اليك لأنك أم والأم مَثَل لأولادها، وطهارتها وحسن سيرتها وسلوكها الرزين فضلاً عن وقارها يعد درساً للطفل، فالأم تعد بالنسبة للطفل مثال الاخلاق والايثار والعفو والعفة والتقوى.

6.زيادة المعلومات والمعارف:ـ من دون شك فإنك تملكين المعارف والمعلومات الكافية في الامور والمسائل التي تحتاجينها، ولكن كلما ازداد اطلاعك ومعرفتك كان ذلك افضل، ولن تتضرري من ذلك، وإنه لمن الضروري ان تعتمدي بكثرة على المعارف التي تتعلق بحياتك الشخصية ورشدك، والتي ترتبط بحياة اطفالك، وما يتعلق بشهادة شريكك (الزوج)، وحفظ واستمرار قيمه الفكرية، ويرتبط بالإسلام وبعقائدك مما سينمي إمكاناتك فيما يتعلق بالحياة.

كما ان من الواجب عليك التدخل في امور طفلك المختلفة، وبناء دنياه وآخرته، والقيام بتلبية حوائجه ورغباته، وإزالة الموانع من طريقه والمحافظة على ذرية الشهيد من المرض والانحراف، وتعريف الطفل بمظاهر العالم والكون وقيمها واهميتها، وتعليمه فلسفة الحياة، واطلاعه على قواعد الحياة ورموزها، وكل ذلك بحاجة الى معرفة واطلاع.

فإن كانت الام جاهلة بمسائل الحياة وقوانين الرشد والابحاث المتعلقة بعلم النفس والتربية، فإن اهتمامها وتفكيرها بالطفل الدائم امر يُشك فيه، ويتحمل ابنها آثار مساوئ ذلك وربما تعرض الطفل الى صدمات يصعب معالجتها، وتصل احياناً صعوبتها الى حد الاستحالة.

7.الايمان والاعتقاد : كوني على صلة بالله تعالى خلال إعدادك لنفسك، ولا تقطعي صلتك به ابداً، واطلبي منه العون، وتوكلي عليه، وزيدي ثقتك به، واطلبي منه المساندة والمساعدة.

إن نور الايمان والعقيدة وضياءهما داخل وجود الانسان يعدان من امضى الاسلحة في مواجهة اسباب الهزيمة والحرمان، وفي الحقيقة فإن الايمان والعقيدة هما مفتاح الطريق، ومشعل نور الامل في القلب، وسبب إيجاد الجرأة والشجاعة للسير نحو المقصد والهدف الاسمى.

إن تجنب معصية الله وإطاعة أوامره، وذكره، والتوسل إليه، وإحياء القلب وإيقاظه شوقاً لرحمته ولطفه تعد من اهم مسائل الحياة، وتفجر اعظم القدرات في داخل الانسان.

8.الحزم والحيطة : ان طريق الحياة ليست بالطريق الممهدة دائماً، وإن مواقفنا واعمالنا تجاه الابناء لن توصلنا دائماً الى النتائج الصحيحة، وهذا الأمر يحدث بسبب تعقيد الحياة والجهل بأبعاد الانسان الوجودية، فأحياناً واثناء مسيرنا في الطريق، قد نواجه مطباً او حفرة، فإذا لم نكن يقظين ومنتبهين سنسقط فيها، وأحياناً نقوم بوضع حلول نظنها مناسبة لمعالجة المشاكل

وتلبية متطلبات اولادنا، مع انها تسبب ازدياد الامور سوءاً.

لا يجوز التفريط بالحزم والحيطة في طريق الحياة، حيث يجب ان نسخر الوعي والحذر والذكاء في هذه الطريق، وليكن مد نظرك في كل خطوة تخطينها كيفية الخروج والنجاة من ذلك في حالة الفشل او السقوط.

9.الثبات والاستقامة:ـ إن حددتي بأن مسيرك صحيح، وإن ادركتي بأن وظيفتك هي التي انجزتيها او تنجيزينها، فلا تسمحي للخلل بالتسرب الى ذهنك اثناء إنجاز ذلك، بل تقدمي بثبات وهمة عالية، لأنه لا يمكن إنجاز اي عمل بنجاح دون ثبات واستقامة.

كما ذكرنا فإن الحزم والحيطة يجب ان يتوفرا من بداية الامر، كما ان قوة التمييز والمحاكمة يجب أن تعمل بشكل سليم، وعند ذلك سيتوفر الثبات والاستقامة، يجب ان تتجنبي التشاؤم والأوهام في ثباتك واستقامتك، لان ذلك قد يمنع احياناً من الحركة والتقدم.

10.التفكير المستمر:ـ إن احداث الحياة ليست ثابتة وبالوتيرة نفسها، وليست مترابطة، فالتغيير والتحول يعدان من أصول وضوابط الحياة في هذا العالم، فنحن دائماً عرضة للتغيير والتحول، فحياة هذا العالم ومسائلها دائماً في حالة تبدل وتغير، ولأجل اتخاذ مواقف جديدة علينا الاستفادة من فكر جديد ايضا.

نحن لا نريد القول بأن تصرف الام كل وقتها لطفلها، بل نطلب منها ان تفكر لنفسها ولأبنها، ولتسعى دائماً وتتخذ تدابير معينة في طريق رشدها ورشد ابنها، ولتخطط لذلك.

ادركي الامور من كل جوانبها، واعملي على فهم قاعدة وأسرار كل امر ومسألة، لتدركي ماذا تفعلين، والى أي مدى كانت مواقفك واعية ومدروسة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.