المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28



التبني قبل الإسلام  
  
6415   01:31 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص240-245
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

لقد كان التبني موجوداً قبل الإسلام حيث كان الرجل يأخذ الولد من أبويه ويُعلنه ابنا له الى أن حصلت تلك المشكلة مع رسول الله (صلى الله عليه واله) في قضية زيد بن حارثة الذي أخذه رسول الله (صلى الله عليه واله) مذ كان طفلا ورباه الى أن جاء اليوم الذي أعلن فيه أنه رسول الله ودعا الناس للدخول في الإسلام فجاء حارثة ليطلب ابنه وقال لأبي طالب(عليه السلام) :اذهب لابن أخيك وقل له إذا أراد أن يبيعه فإني أشتريه , فذهب أبو طالب وعرض الأمر على رسول الله (صلى الله عليه واله) الذي أجاب عمه بأن زيدا ليس عبدا وهو حر , وإذا أراد فليختر ما يريد , وفي مجلس عام سئل زيد مع من تريد أن تكون مع أبيك أم مع رسول الله (صلى الله عليه واله) ؟ فقال: أريد أن أكون مع الرسول(صلى الله عليه واله) , فقام أبوه حارثة ووقف في مجمع من الناس وقال:(يا قوم اشهدوا أن هذا الرجل ليس ابني) . فقام رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال لهم:(اشهدوا انه ابني) . ومنذ ذلك الوقت صار يقال له زيد بن محمد وزوج الرسول (صلى  الله عليه واله) زيدا لزينب بنت جحش , ثم بعد فترة من الزمن حصل خلاف بين زيد وزوجته وأراد الرسول(صلى الله عليه واله) أن يتزوجها , ولكن كان دون ذلك مانع كبير وهو أن زيدا أمام الناس هو ابن الرسول بالتبني وكان في عرف الجاهلية أن زواج المتبني من زوجة من تبناه بعد وفاته , أو طلاقها له ممنوع وهو أمر غير شرعي في عرفهم , فالدّعي أي المتبني هو تماما كالابن , وكتم الرسول (صلى الله عليه واله) ذلك في نفسه الى أن نزل قول الله سبحانه وتعالى:{ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}[الأحزاب: 37] . والآية واضحة بأنه أولا : إن المتبنى ليس ولدا للمتبني فأنتم من يقول إنه ابنكم ولكنه عند الله هو فلان ابن فلان ابن فلانه , وثانيا : أنتم تتحرجون من الزواج من زوجاتهم على أساس أنه لا يحل أن يتزوج زوجة ابنه بعد طلاقها منه أو وفاته , ولكن هذا لا أقره ولا يحرم أن يتزوج المتبني من زوجة من تبناه بعد طلاقها لها أو وفاته .

ولأن قضية تحريم الزواج كانت مستحكمة في المجتمع الجاهلي بشكل كبير جدا , فعندما أراد الله عز وجل أن يلغي هذه الحالة , استعمل لذلك صدمة قوية جدا فجعل الرسول (صلى الله عليه واله) يقوم بذلك , فساعتئذ لا يجرؤ أحد أن يقول إن هذا الأمر عيب وفعله يوجب مهانة وانتقاص للفاعل , لأن أكرم البشر وأعظمهم أخلاقا رسول الله (صلى الله عليه واله) فعل ذلك وهذا كاف لكي يقبله الناس . وهذا ما نصت عليه الآية:{لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ}[الأحزاب: 37].

وعبارة زوجناكها في الآية على نسبة الأمر الى الله عز وجل , وذلك لعظم الأمر وكي لا يظن أحد من المسلمين ضعيفي الإيمان ان ذلك من رسول الله (صلى الله عليه واله) , بل إن رسول الله (صلى الله عليه واله) تحرج من الأمر وقرر في قرارة نفسه الترك , وهذا ما يظهره القرآن بقول الله سبحانه وتعالى:{وَتَخْشَى النَّاسَ}[الأحزاب: 37]، فجاء الأمر الإلهي بالفعل وليس الهدف زواج رسول الله (صلى الله عليه واله) منها بقدر ما هو إسقاط العرف القائم , وتحديد الحكم الشرعي الجديد الذي يجب أن يسري على جميع الناس , فلذلك كان الطلب بصيغة الأمر بالتزويج من الله عز وجل , وإنك يا محمد عليك أن لا تخشى الناس كما يخشى الناس من الناس  فكونك النبي عليك أن تتحمل الحرج والضريبة التي ستتعرض لها من كلام الناس واليهود وكلام كل من في المدينة من أعدائك من المنافقين والفاسقين وحتى الكافرين , ولذلك امرناك بزواجها والسبب لأمرنا بزواجك لكي لا يكون عند المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم .

إذا الهدف من الأمر ليس الرسول (صلى الله عليه واله) إنما الهدف هو إلغاء هذه السنة الباطلة كي يكون الموضوع بيد الله عز وجل وليس بيد الأعراف التي تبتدعها الناس .

وقول الله سبحانه وتعالى:{وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}[النساء: 47]. معناه أن الذي هو ثابت, أو الذي يجب أن ينفذ هو أمر الله سبحانه وتعالى وهذا ما حصل فعلا وتزوج الرسول(صلى الله عليه واله) زينب بنت جحش , وبقي الحكم الى يومنا هذا بأنه لا يجوز للمدعي أن يكون ابنا للمدعي وفي نفس السياق ما دمنا نتحدث عن نفس هذا الموضوع فإن الله عز وجل يتحدث عن أمر كان موجودا في الجاهلية وكان من عاداتها المستحكمة فجاء الإسلام ليلغيه كعرف باطل لا قيمة له ويقيم مكانه حكما شرعيا واضحا وقد تعرض الله سبحانه وتعالى لذلك بقوله:{مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ}[الأحزاب: 4]. وهذه الآية تتحدث عن موضوعين كانا يحدثان في الجاهلية ألغاهما الإسلام وهما : الظهار والتبني .

والظهار هو قول الرجل لزوجته :(أنت عليَّ كظهر أمي) . فتحرم الزوجة على زوجها بحسب عادات الجاهلية . فجاءت الآية لتقول:{وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ} [الأحزاب: 4] فإذا قال أحدهم لزوجته : أنت علي كظهر أمي لا تصير بذلك أمه مثلا أو أمه ادعاءً أو عرفاً .

والموضوع الآخر هو التبني , قال الله سبحانه وتعالى:{وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ}[الأحزاب: 4], يعني الدعي لا يصبح ابنا فهو ابن أبيه وذلكم أي ادعاءكم في الظهار صيرورة الزوجة كالأم وفي التبني صيرورة الداعي كالابن الحقيقي هو قولكم بأفواهكم أي أنه كلام الناس وليس كلام الله عز وجل , والحق ما يقول الله تعالى وليس ما يقوله الناس , واختتم الآية بقوله:{وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ}[الأحزاب: 4] أي يدل على طريق الحق .

فما هو هذا الطريق ؟ إن هذا الطريق قد أوضحه الله سبحانه وتعالى في الآية التالية لآية تحريم الظهار والتبني بقوله:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الأحزاب: 5] . فالحل وطريق الحق هو أن عليكم أن تدعوهم لآبائهم لأبيهم وأمهم ولا يجوز أن تقول فلان ابن المتبني , حتى زيد بن حارثة فإنك يا محمد لا تستطيع أن تقول زيد بن محمد (صلى الله عليه واله) بل هو زيد بن حارثة .

ولذلك لم يذكر التاريخ زيد بن محمد (صلى الله عليه واله) بل زيد بن حارثة . وهذه المسألة أدت الى أن يعرف من هو زيد وإلا لكانت الأعراف مستحكمة ووصلت الى حد أن يقال إن للرسول (صلى الله عليه واله) ولد هو زيد ويرثه, ولو تشوهت الحقائق التاريخية المتعلقة بالأنساب . {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ }[الأحزاب: 5]. فالله عز وجل يعتبره أعدل , ولكن ماذا لو جهلتم من هم آباؤهم فما هو الحل ؟ والجواب على هذا السؤال توضحه نفس الآية بقوله تعالى :{فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ}[الأحزاب: 5], - كأن ترى ولدا على طريق لا تعرف له أهلا  {فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}[التوبة: 11], كأي علاقة لي مع أخ لي في الدين علاقة النصح والتناصح والإعانة , فهذا اللقيط مثلا هو ولد وجدته ولا أعرف له أصل وهو ضعيف لا أب له ولا أم , فأعامله كمعاملة الأخ في الدين , والأخ في الدين له علي حقوق كثيرة منها حق أن أعينه , وأساعده, واربيه إذا احتاج الى التربية , وأن أطعمه , وأن أكسوه , وأن ..... الخ . ولكن مع ذلك لا يجوز لي أن أقول إنه ابني  فلذلك يقول:{فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5], يعني أن الناس الذين تتولون أمرهم كأنكم أولياء أمورهم , وليس عليكم جناح في ما أخطأتم به سابقا أنكم كنتم تدعونهم أنه أبناء لكم لان الحكم الشرعي لم يكن موجودا في ذلك الوقت , إنما الجناح والمؤاخذة تكون على ما تعمدته قلوبكم , وفي هذا الفرض لا مجال للقول بالعمد على تكليف لم يشرع بعد إنما يصح فيما يأتي .

وهذا باختصار تبيان للحكم الشرعي ومسألة التبني في التاريخ الإسلامي ومن أين بدأت , ولعل حادثة زواج الرسول(صلى الله عليه واله)من زينب بنت جحش هي الإرادة الإلهية لتصحيح المسار الخطأ الذي كان أيام الجاهلية كما صححت أخطاء كثيرة وسرى منذ ذلك الوقت الحكم الشرعي الثابت المستمر والراسخ الى يوم القيامة لا يغيره إلا الله عز وجل وهو ان التبني حرام وغير جائز .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.