أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2018
2228
التاريخ: 2023-04-19
1270
التاريخ: 19-6-2016
1716
التاريخ: 2024-04-15
1021
|
إن فترة المراهقة هي مرحلة التحول والتغير . إن عجز الشخص عن التطابق مع شروط النمو أو عجزه عن إيجاد التوازن في مختلف أبعاد حياته، من شأنه أن يعرضه الى الإصابة باختلالات عضوية ونفسية كثيرة .فالآلام العضوية وأحيانا الشعور بالأم في الجهاز الهاضم، على الرغم من أنها تبدو اعتلالات فسيولوجية في ظاهر الحال، الا أنها تعود في جذورها في معظم الأحيان الى اسباب نفسية.
وبحسب رأي أحد العلماء، يمكن أن يرافق مرحلة المراهقة تغييرات نفسية عميقة. أو أن يختل خلال ذلك تعادل قوى الشخص الثلاث، أي قوة العقلية، والقوة الغضبية، والقوة الشهوية. وتتطور أمنيته السابقة في كسب ود الآخرين الى نوع من الشعور الملموس.
في الواقع أن النمو يترك آثارا على الجهاز العصبي للمراهق ويزيد في حساسيته، الأمر الذي يحد من مقاومته أمام الأمراض النفسية، كالهستيريا والتوترات العصبية، ويجعله عرضة للإصابة بمختلف الأمراض النفسية التي نلاحظ نماذج منها في الأسرة والمدرسة وعند الفتيات.
ـ التوتر العصبي :
يلاحظ الكثير من أولياء الأمور لدى الفتيات المراهقات سرعة التأثر والانزعاج والتوتر العصبي عند أبسط خلل يواجهنه في حياتهن. ويعود السبب في ذلك الى أنهن يواجهن موانع تحول دون تحقيق إرادتهن خلال سعيهن الى الاستقلال بشؤونهن والتحرر من القيود الأسرية والمدرسية والاجتماعية.
كما وقد أرجع البعض حالة التوتر العصبي الى العقد النفسية التي تتولد نتيجة لعوامل مختلفة يعجز الشخص عن تجاوزها بمفرده من جهة ولا يجد من يعينه على التخلص منها من جهة أخرى. فتبرز على شكل نوبات من الغضب والعصبية العاصفة .
ـ مرض العصاب وأنواعه :
من الاختلالات المهمة خلال فترة المراهقة، يمكن الإشارة الى مرض العصاب الذي يشمل مجموعة من التوترات النفسية أبرزها حالة القلق والاضطراب. وطبقا للدراسات يقسم العصاب لدى المراهقين ، خصوصا الفتيات، الى أربعة أنواع وكما يلي :
1ـ العصاب الهستيري : وقد يتجلى على شكل السعال العصبي، والشعور بالجفاف في الحنجرة، والبحة في الصوت، والانخداع الجنسي والخشية من الافتضاح.
2ـ عصاب الخوف : وتعود جذوره في الغالب الى الحسد ، حيث يلاحظ الشخص يتفوه بكلام خاطئ وغير مبرر ، ويسعى الى إخافة الآخر.
3ـ عصاب الوسواس : وتعود اسبابه في الغالب الى الخوف والصعوبات الشديدة، والشعور بالعذاب والاغتمام على اثر فقد شخص عزيز.
4ـ العصاب المختلط : تعود اسبابه الى مجموعة عوامل منها... الضغوط النفسية، والمخاوف والكوابيس، وعمليات الضرب والعقاب المفرطة، والمنغصات المفاجئة و ... ويتجلى على شكل قلق واضطراب ووسواس وانفعالات عصبية مختلفة.
وبكلمة جامعة ، فإن السبب الأساس للعصاب يعود الى أن الشخص يواجه خلال حياته مسائل
تتعارض ظروفه النفسية فتتحول الى تراكمات يكبتها في داخله ، فتبرز على سلوكه على شكل العصاب بمختلف أنواعه.
ـ الميل الى الانزواء :
في بعض الحالات يتولد لدى المراهق الضجر من الحياة ، وقد يكون هذا الضجر تصنعا أو حقيقيا، ويعود ذلك في أسبابه الى الشعور بتفاهة الحياة أو بالضلال والانحراف، فالمراهق يميل الى تمثيل دور الإنسان الضجر، الا أن هذا التمثيل يلقنه الشعور بالتفاهة شيئا فشيئا.
عادة يميل المراهقون الى الوحدة والانزواء، والسبب في ذلك يعود الى أنهم يجدون فوارق كبيرة بين تصوراتهن عن الحياة وبين مجريات الواقع الملموسة، الأمر الذي يدفعهم الى النأي بأنفسهم عن الواقع أو التردد في التعامل مع قضاياه. إن العيش في الوحدة والنأي عن الحياة الاجتماعية، شانه شأن الحمى السارية، يقض مضجع المراهق وينخره من الداخل شيئا فشيئا ليجد نفسه بالتالي في وضع لا يحسد عليه.
إن من شأن حياة الوحدة والانزواء أن تشغل بال المراهق بعشرات الأفكار والخيالات، حيث ثبت بالتجربة أن الشخص يلجأ في وحدته الى نسج الأساطير والخيالات الواهية، حول نفسه وحتى لقد يبادر الى جلد ذاته في بعض الحالات كتنفيس عن رتابة حياة الوحدة.
ـ انسداد الشهية :
تتعرض الفتاة المراهقة أحيانا الى الإصابة بنوع خاص من المرض يعبر عنه بانسداد الشهية ، ويبرز في الوهلة الأولى على شكل الإدبار عن الطعام والتقليل من تناوله ، ومن ثم يتطور في المراحل اللاحقة الى الامتناع كليا عن تناول الطعام ، الأمر الذي يؤدي بالنتيجة، في ظل الإجهاد، الى الانهيار المفاجئ . وقد يتسبب ذلك أيضا في انقطاع الدورة الشهرية وزوال الميول الأنثوية لدى الفتاة.
ومع أن سن المراهقة هي سن النشاط والحركة، الا أن الملاحظ ، في ظل مرض انسداد الشهية، إن الكثير من الفتيات يعانين من الكسل والخمول ولا يبدين رغبة بالعمل، وحتى أنهن يواجهن صعوبات في مجال التحصيل الدراسي، وفي كل مرة يؤجلن عمل اليوم الى غد، وغدا الى بعد غد وهكذا.
لقد طرحت آراء كثيرة حول أسباب وعوامل استفحال التوترات العصبية والاختلالات النفسية لدى الفتيات المراهقات ، ونذكر هنا أيضا بعضا آخر منها على النحو الآتي :
ــ أوامر ونواهي أولياء الأمور والمربين التي كلما زادت، زادت معها باطراد الاختلالات العصبية والنفسية.
ــ ظروف الحياة الشخصية غير الطبيعية، وتشمل الفوضى النفسية، والاعتلال في المزاج وفي معامل الغدد.
العوامل المقلقة في الوسط الاجتماعي، مثل الازدواجية والنفاق، والمهاترات، وعمليات
الشجار.
ــ الأساس التربوي الخاطئ في مرحلة الطفولة خصوصا في سن الخامسة والسادسة.
ــ الاتهامات، والشعور بالخطايا والذنوب والخشية من ترتب أخطار عليها.
ولابد من طرح هذه المسألة وهي أن الاختلالات النفسية تشتد وتستفحل في الغالب نتيجة لظروف الحياة السيئة . فقد لا تتجلى هذه الاختلالات بوضوح في بداية الأمر ، لكنها تظهر في
المراحل اللاحقة وتبرز بوضوح على سلوك الشخصية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|