المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



فقدان الأب وخطورة حياة الأبناء بعده  
  
1868   05:04 مساءً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص75
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016 2116
التاريخ: 9-1-2016 2366
التاريخ: 12-6-2018 1788
التاريخ: 6-8-2022 1200

تعدّ وفاة الأب أو شهادته صدمة كبيرة للباقين في أسرته ، وعاملاً مساعداً على ظهور فراغ عند أفراد العائلة. وفيما يتعلق بالسلطة والنظام فإن بعض الأطفال ، وخصوصاً من كان مكبلاً بقيود سلطة الأب منهم ، الآن، وعندما اقتربوا من نهاية فترة الطفولة ، وبداية فترة الشباب أو المراهقة والبلوغ باتوا يشعرون بالحرية والاستقلال والخلاص من القيود ، بعدما فقدوا المشرف والمسيطر والناظر على حياتهم. وهناك خطر آخر هنا يتعلق بالدلال المفرط ، والتوقعات الزائدة عن حدها ، وهذا الخطر يرتبط بالإفراط في المحبة ، والدعم الزائد ، والتغذية ، والعناية الفائقة التي تسبب لهم مشاكل متعددة.

ويقع بعض هؤلاء الأطفال في مطبّات وانحرافات كثيرة ، وخصوصاً عندما يلتف حوله رفاق السوء ، مسببين له مشاكل عديدة من الناحية الأخلاقية ، إذ تسبب هذه المطبات والانحرافات بحسب شدتها – وغالباً ما تكون شديدة – ضربة لشرف العائلة ، ويجب العمل على منعها وإزالتها فوراً.

على الأم باعتبارها المسؤولة عن تربية الطفل بعد الأب اتخاذ إجراءات مناسبة وتدابير عقلانية في هذا المجال، من خلال ترسيخ الأسس الأخلاقية والدينية عنده وتعريفه بمركز ومكانة عائلته ، ومراقبة العلاقات والارتباطات المختلفة لديه ، وعن طريق العطف والحنان وتقديم النصيحة تستطيع الأم إرشاده الى الطريق الصحيح والمنهج القويم في الحياة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.