المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Phonological features
2024-06-12
محتوى الخطابات أو الإعلانات
3/9/2022
Radical Chain-Growth Polymerization
21-7-2019
Cerebellar Cortex
6-8-2016
الوزن الظاهري وانعدام الوزن
10-2-2016
Acceleration in mass spectrometer
22-2-2020


ضرورة حضور الأب في الأسرة  
  
2240   01:56 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص299
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

...إن تقويم الأسرة وانسجامها يقوم على ركنين أساسيين هما تواجد الاب والام وحضورهما في محيط الأسرة لانهما يمثلان كفتي الميزان فلا يمكن تحقيق التوازن إلا بهما.

ولو انعدم التوازن في محيط الأسرة لأثر ذلك سلبا على تربية الطفل ونشأته. لذا لا بد من تواجدهما معا في البيت.

إن للأم حضورا دائما في البيت وينبغي ان يشعر الطفل بان الاب يمكنه الحضور متى يشاء او انه موجود في البيت بشكل فعلي في الصباح او المساء او بعد الظهر، ويقوم بالمراقبة المطلوبة وينفذ القوانين والضوابط.

فمن الخطأ ان يفكر الاب بان الأم تتمكن لوحدها من الاشراف على الأولاد ورعايتهم بسبب تواجدها في البيت وحضورها الدائم فيها، ولا توجد اية ضرورة لحضوره شخصياً.

ان وظيفة الام تختلف عن وظيفة الاب، وان حضوره او غيابه مؤثران حتما. ويسعى الآباء الملتزمون للحضور في البيت والتواجد فيه رغم تأثير ذلك على عملهم والتقليل من أرباحهم، وذلك من اجل توفير اكبر اهتمام بالأولاد وتربيتهم وأخلاقهم وعقائدهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.