أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-03
![]()
التاريخ: 14-12-2015
![]()
التاريخ: 10-12-2015
![]()
التاريخ: 4/9/2022
![]() |
مقا- نبذ : أصل صحيح يدلّ على طرح وإلقاء ، ونبذت الشيء أنبذه نبذا : ألقيته من يدي. والنبيذ : التمر يلقى في الآنية ويصبّ عليه الماء. والصبىّ المنبوذ : الّذى تلقيه امّه. ويقال : بأرض كذا نبذ من مال ، أي شيء يسير. وفي رأسه نبذ من الشَيب ، أي يسير ، كأنّه الّذى ينبذ لقلّته وصغره.
مصبا- نبذته نبذا من باب ضرب : ألقيته ، فهو منبوذ ، وصبىّ منبوذ : مطروح. ومنه سمّى النبيذ ، لأنّه ينبذ أي يترك حتّى يشتدّ. ونبذت العهد اليهم : نقضته. فانبذ اليهم على سواء : معناه إذا هادنت قوما فعلمت منهم النقض للعهد فلا توقع بهم سابقا الى النقض حتّى تعلمهم أنّك نقضت العهد. ونبذت الأمر : أهملته. ونابذتهم : خالفتهم. وانتبذت مكانا : اتّخذته بمعزل يكون بعيدا عن القوم.
ونهى عن المنابذة في البيع ، وهي أن تقول : إذا نبذت متاعك أو نبذت متاعي فقد وجب البيع بكذا ، وجلس نبذة : ناحية.
مفر- النبذ : إلقاء الشيء وطرحه لقلّة الاعتداد به ، ولذلك يقال نبذته نبذ النعل الخلق. فنبذوه وراء ظهورهم لقلّة اعتدادهم به. ونبذه فريق منهم ، أي طرحوه لقلّة اعتدادهم به. فانبذ اليهم على سواء ، فمعناه ألق اليهم السلم.
الفروق 245- الفرق بين النبذ والطرح : أنّ النبذ اسم لإلقاء الشيء استهانة به واستغناء عنه ، ولهذا قال- فنبذوه وراء ظهورهم. والطرح : اسم لجنس الفعل فهو يكون لذلك ولغيره.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو إلقاء شيء استغناء عنه ، وليس بمعنى الطرح أو الاستهانة أو الاعتزال أو النقض.
وسبق أنّ الطرح : رمى بلحاظ مطلق التبعيد.
والإلقاء : جعل شيء في مقابل شيء آخر مع إيجاد ربط.
والعزل : تنحية شخص أو شيء عمّا كان في جريانه.
{فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات : 145، 146] تدلّ الآية الكريمة على أنّ المادّة ليس فيها مفهوم الطرح والاستهانة ، فانّ يونس النبىّ ص بعد التخلّص من الابتلاء وهو سقيم وقد وقع في مورد رحمة ، بقرينة الإنجاء والإنبات عليه : لا معنى بأن يطرح وأن يستهان ، بل النظر الى مطلق إلقائه بالعراء. وقال تعالى في :
{لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ} [القلم : 49]. {نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} [البقرة : 101]. {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران : 187] أي ألقوا كتاب اللّه وراء ظهورهم ويحسبون أنّهم مستغنون عنه ، ويتوجّهون في هذا العمل الى منافع دنيويّة خياليّة قليلة.
{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ } [القصص : 40] أي ألقيناهم ، وليس المعنى رميهم وطرحهم في اليمّ ، بل المراد جعلهم في قبال جريان البحر.
{قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} [طه : 96] سبق في السمر : الظنّ بكون السامرىّ من السحرة الّذين آمنوا بموسى ، والساحر قد يرتبط بأمور ممّا وراء عالم المادّة ، وقد يبصُر بما لم يبصر الناس به ، ويتوسّل بوسائل وأسباب بعيدة عن أنظارهم ، ويُلقى في عمله أمورا مخصوصة.
وأمّا جزئيّات هذا الجريان وخصوصيّاته : فلا نستطيع المعرفة بها فانّ الجزئيّ لا يكون كاسبا ولا مكتسبا.
وأمّا التفسير بأنّه بصر من عالم الجبروت ما لم يبصروا به وأخذ قبضته من آثار تلك العالم : فغير صحيح ، فانه اعترف بتسويل نفسه في هذا العمل ، والمرتبط بعالم الجبروت لا يكون محكوما بهوى نفسه.
{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال : 58] أي ألق اليهم عهدهم ووفاقهم ، وانصرف عنهم ، وأن يكون ذلك النبذ بتوسّط واعتدال ، من دون تعصّب وحدّة وشدّة.
وهذا النبذ كما في :
{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة : 100] فنبذ العهد : إلقاؤه اليهم وجعله في مقابلهم استغناء عنه.
{كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} [الهمزة : 4] أي ليلقون ويجعلون في قبال محيط يكسر شخصيّتهم وعنوانهم وتزيل اعتباراتهم الّتى اكتسبوها بجمع المال ، وتحقير الناس وتعييبهم وتضعيفهم.
. {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ } [الهمزة : 1 - 3].
وهذه الحطمة عبارة عن محيط ابتلاء ومضيقة وشدّة المعبّر عنه بجهنّم.
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا } [مريم : 16]. {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ} [مريم : 22، 23] أي اختارت إلقاء نفسه الى مكان شرقيّ قَصىّ من البلد ، مستغنيا عن أهلها ، والانتباذ افتعال ويدلّ على اختيار الفعل استغناء.
وهذا الانقطاع عن الأهل والبلد والتوجّه الخالص الى اللّه المتعال ، أوجب نزول الروح اليها وهبة الغلام الزكيّ ، ثمّ تامين معاشها بجريان الماء وبأثمار النخلة اليابسة.
_________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|