المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الام وتنفيذ القواعد الانضباطية  
  
2183   07:55 صباحاً   التاريخ: 9-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص224-226
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

ـ اسلوب في تنفيذ الانضباط :

يحتاج تطبيق الانضباط وتنفيذ كل برنامج تربوي بشكل عام إلى الاسلوب والطريقة، وهنا ايضاً فإن امر التربية لن يعطي النتيجة المطلوبة دون اتخذا اسلوب معين، على الام ان تعرف في اية حالة يجب ان تدعم الطفل وتؤيده، وفي أي حالة يجب ان تلومه وتقرعه، ولو توقف إصلاح الطفل وإعداده على مقاطعة الطفل، فعلى الام ان تعرف :ـ هل تقاطعه لمدة قصيرة ام طويلة ؟ وما هي المدة المحددة لخصامها ومقاطعتها له، وكيف ومتى ستوفر المناخ المناسب للمصالحة ؟

فمسألة الطريقة والاسلوب مسألة مؤثرة وبناءة تربوياً، فهي تحدد للأم واجباتها تجاه الطفل من جهة، وتعين للطفل ما الذي عليه فعله من جهة اخرى، فلو ادرك الطفل بأن الام لا تكترث لعناده وإلحاحه، وأنه لا يصل الى نتيجة من عناده هذا، سوى الصداع الناتج عن البكاء فسيكف عن ذلك.

يجب على الام ان تختار اصولاً ومعايير مناسبة في هذا المجال وتقوم بتطبيقها بأسلوب بناء بعيداً عن المخاطر.

ـ اصول ترتبط بالتطبيق :

إن اساس الانضباط وتطبيقه يصبان في صالح الطفل بشكل تام، وفي ظل ذلك تتمكن الام من الاستفادة من اوقاتها وفكرها، وعلى هذا يكون الانضباط امر لصالح الطفل يقيده بالتزامات ومقررات معينة، ويمكنه من الوصول الى مرحلة النضج، وعلى هذا الاساس ينبغي على الام ان تأخذ بعين الاعتبار عدداً من القواعد في طريق تطبيق الانضباط وتنفيذه واهمها:ـ

1.الهداية والإرشاد: إن الهدف من تطبيق الانضباط وإجرائه هو إرشاد الطفل وهدايته، وأن يدرك لماذا يجب عليه فعل هذا دون ذاك؟، وتتجلى فائدة البرنامج الانضباطي في تنظيم الطفل والعمل على جعله اكثر تمسكاً وتقيداً بالأصول والضوابط. والهدف هو انتظار اعماله، وتمكنه من نيل الاستفادة القصوى من عمره.

عندما تغدقين الحنان والحب على ابنك بحب ان يصب ذلك في صالح هدايته وإرشاده، لذا وجهي الطفل وارشديه نحو جادة الصواب، وإلا فإن هذا الحنان والعطف ربما تحول الى عامل مضر للطفل.

2.الصرامة والحزم: يجب ان يتمتع اسلوبك في الانضباط باللين والمداراة والصرامة والحزم في آن واحد، فعلى الام ان لا تمتنع عن استعمال الاسلوب الجدي والصارم، وأن لا تظهر الكثير من اللين والتسامح الزائد عن حده، فقد يؤدي التردد والضعف واللين الزائد في إجراء ذلك الى خلق المناخ المناسب للفوضى؛ ومع انه طفل إلا انه من الواجب عليك معاملته كإنسان بالغ، وإياك والخطأ، فهو ليس في مرحلة يدرك ويفهم فيها كل شيء، ولكن اسلوبك في التعامل معه سيعمل على توعيته تدريجياً، وستصبح قابلياته وقدراته على وشك التقبل.

يجب ان تكون مواقفك حازمة وحاسمة لتجتث جذور الفوضى وتكون عبرة ودرسا، ويجب ان تكون قراراتك صريحة وواضحة للطفل، فضلاً عن كونها صارمة وحازمة، ليعرف الطفل ما عليه ان يفعل وكيف عليه ان يطبق ذلك.

3.مراعاة العواطف: في النهاية أنت ام، ويتوقع الطفل منك الامومة والمحبة والحنان، فلا تعامليه احياناً بمنتهى الجفاء والخشونة، بحيث تجعليه يتذمر وييأس من الحياة، او يتصور بأنه في ضائقة ومشكلة عظيمة، فليكن لديك القليل من الصبر والحلم، ولا تحاولي حل كل العقد والمشاكل بشكل فوري باستعمال حزمك وصرامتك دفعة واحدة.

الامومة تعني العشق والمحبة، إن بكى الطفل احياناً لمدة طويلة فحاولي السؤال عن حالته بحجة ما لتعرفي لماذا يبكي، ولماذا يريق الدموع، فربما كانت دموعه امر متجذر ولها سبب واضح، ولكنك تجهلينه، فعليك إخراج ذلك من قلبه وإزالة غمه وحزنه هنا.

4.مراعاة الاخلاق والآداب: يجب ان تؤخذ مسألة الاخلاق والآداب عند تطبيق الانضباط وإجرائه بعين الاعتبار، فالكلمات والاصطلاحات التي تستعملينها يجب ان لا تتنافى مع الاخلاق والضوابط الاخلاقية، فربما ادت الكلمات البذيئة وغير المناسبة التي تتفوه بها بعض الامهات عند الغضب والاضطراب الى تهدئتها وتسكينها وإيصالها الى هدفها آنياً، ولكن لا تنسي، بأن الطفل سيتعلم منها وسيودع تلك الكلمات في حافظته ليحين يوم وساعة استعمالها.

وكذلك يجب مراعات حدود العقاب والتنبيه في هذه الناحية الاخلاقية، فلو صدر خطأ ما عن الطفل فلا تمزجي ذلك بالأمور الاخرى، ولا تضاعفي له التأنيب والتنبيه، لأن في ذلك درس خاطئ وسيء له، فلكل خطأ عقوبة ما، وليس عدة عقوبات.

5.تحقير العمل اللا مناسب: يجب ان نلتفت ونركز على امر اساسي خلال تطبيق الانضباط وإجرائه، وهو ان نقوم بتحقير العمل الذي قام به قبل ان نحقر الطفل نفسه، وأن نسعى لعدم تكرار ذلك.

علينا مواجهة عمل الطفل غير المناسب وحديثه غير اللائق باشمئزاز ونفور، لتحطم في نفسه الرغبة في تكرار ذلك، وليكن من الواضح له ان تحقيره وتقريعه عند ذلك هو بسبب قيامه بهذا العمل او الكلام السيء الذي جرى على لسانه.

يجب تقبيح الكذب في نظر الطفل، ويجب تفهيمه ان السرقة والتطاول امر غير لائق.

وهكذا بالنسبة للخيانة والغش، وجعله يؤمن بقبح هذه الاعمال الى درجة ان تعتبر نفسه اسمى من ان يقوم به.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.