المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التحليـل الداخـلي Internal Analysis (مـوارد المنظمة)
7-4-2022
إدارة التطوير الوظيفي
16-10-2016
Free Connective Tissue Cells-Eosinophilic Granulocyte
10-1-2017
فضل قراءة سورة النحل في كل شهر.
2023-11-05
عشق يزيد لأرينب
9-7-2017
ما بعد الخيال العلمي
22-1-2023


الأبوة مهمة لا تنتهي  
  
2136   12:38 صباحاً   التاريخ: 8-1-2016
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص272-273
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

القاعدة تحديدا تنص على انه لا نهاية للأمر؛ فانت كوالد متميز قمت بصياغة علاقة على اروع ما يكون مع شخص اخر رائع. علاقة لا تماثلها علاقة اخرى، وهي التي ستجلب عليكما الراحة والسعادة لبقية حياتكما، وهذا هو الجزاء الرائع الذي تتلقاه بعد كل تلك السنوات المليئة بالعمل الشاق وتغيير الحفاظات والشجار والفوضى وثورة المراهقة والليالي التي قضيتها بلا نوم وخلافه، وانا اعدك ان الامر يستحق الجهد المبذول فيه وأكثر.

وفجأة ستجد ان لديك ابناء بالغين يرغبون في قضاء الوقت معك، ويستمتعون بصحبتك ويرغبون في سماع ارائك، وهم في داخلهم لا يزالون يرغبون في ان يحظوا منك بالقبول، حتى وان كانوا لا يريدون نصائح صريحة كما رأينا، لكن لا ضير في هذا؛ لأنك ستكون فخورا بحق بالطريقة التي يرون بها حياتهم مهما كانت. وأفضل الاباء الذين اعرفهم – ممن لديهم ابناء بالغون – وكيف انهم يتمنون لو انهم كانوا على نفس القدر من الثقة بالنفس والتنظيم ورباطة الجأش والتفكير الصافي الذي عليه ابناؤهم الان. وهم يقولون هذا دون ادنى احساس بالحسد او الغيرة. ان الاباء المتميزين يقولون عبارات كهذه والفخر يملؤهم.

حسنا، حين تصل الى هذه المرحلة وتجد نفسك تفكر كيف ان اولادك اشخاص رائعون مدهشون، فلا تنس ان تهنئ نفسك على ما نجزت. فلم يكنوا ليصلوا الى ما هم عليه الان لولاك.

وأحد المباهج التي تدرها عليك عملية اتقانك لأصول التربية السليمة هي ان اولادك سيحبونك على الدوام، وستعلم هذا دون ادنى شك، وحين يأتي الوقت الذي تحتاج فيه للاعتماد على شخص ما، حسنا، ستجد اولادك مستعدين لان يردوا لك الحب الذي منحته اياهم على مر السنين. ليس لانهم مضطرون لهذا، وليس لانهم يدينون لك به، وليس لأنك طلبت هذا منهم، وليس لشعورهم بانهم مجبرون عليه؛ بل لانهم يرغبون في هذا من أعماق قلوبهم.

ان اولادك سيحبونك على الدوام، وستعلم هذا دون ادنى شك.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.