المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18061 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أدوات التشبيه  
  
2498   03:16 مساءً   التاريخ: 19-09-2014
المؤلف : محمود البستاني
الكتاب أو المصدر : دراسات في علوم القران
الجزء والصفحة : ص404-408
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /

 إن ما لاحظناه من الاستخدام الدقيق لأدوات التشبيه الثلاث : (الكاف ، كأن ، مثل ) يواكبها استخدام مماثل بالنسبة الى تعبيرات أخرى ، بمعنى ان النص القرآني الكريم قد يستخدم احياناً عبارات تقوم مقام هذه الادوات ، ويمكننا أن نستشهد بهذه الأدوات ومنها الأداة (كأن) حيث عوض بها القرآن الكريم اكثر من أداة بلاغية ، منها على سبيل المثال استخدام كلمة (حسبتهم) .

 

 

 

إن كلمة حسب ويخال و .. الخ . من الممكن ان يلاحظها في القرآن وفي النصوص الواردة عن المعصومين عليهم السلام ، ايضا تأتي هذه الأدوات او بالاحرى تأتي هذه العبارات بديلاً عن الأدوات المستخدمة في مجال التشبيه لأسباب سنوضح ايضا دلالتها بعد قليل إن شاء الله تعالى.

 

 

 

ولكننا نود ان نشير الى ان الأدوات التي يمكن ان تبدل او تعوض ، وأن العبارات التي يمكن ان تعوض عن الأدوات يتمثل بعضها بالنسبة الى الأداة (كأن) التي تمثل النسبة الضئيلة من التماثل بين ظاهرتين ، لنلاحظ قوله تعالى : {إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا } [الإنسان: 19] ، فهنا ايضا يتحدث عن الحور العين ، ويتحدث عن التشبيه بين الحور العين وبين اللؤلؤ المنثور تماماً كما لاحظنا باستخدامه لأداة (كأن) المستخدمة في سورة الواقعة ، القائلة : {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ } [الرحمن: 58] ، فالياقوت والمرجان يتمثلان مع اللؤلؤ النثور في كونهما مادتين تتسحبان على العنصر المتمثل في الحور .

 

 

 

من هنا نجد ان القرآن الكريم استخدم كلمة (حسب) بدلاً من كلمة أو بدلاً من (كأن) ، وطبعاً هنا سوف نتساءل لماذا استخدمت هنا (حسب) بدلاً من (كأن) ، هذا ما نؤجل الحديث عنه بعد أن نتحدث عن الأدوات الأخرى التي عوضت أيضاً بكلمات مماثلة لها ، فمثلاً نجد في موقع آخر من القرآن الكريم تعبيراً يتحدث ايضاً عن التشبيه باللؤلؤ والمرجان وما الى ذلك ، ولكنه لم يستخدم كلمة (كأن) بل استخدم كلا من (الكاف) زائدة كلمة (مثل) ، لنلاحظ قوله تعالى : {كأمثال اللؤلؤ المكنون} [الواقعة : 23] ، هنا قد يتساءل القارئ قائلاً : اذا كانت النسبة بين الحور وبين اللؤلؤ المكنون هي تلكم النسبة الضئيلة التي تكفلت الأداة كأن بها فلماذا هنا استخدمت الاداة (كاف) التي هي مجسدة للنسبة المتوسطة بالإضافة الى كلمة أمثال ؟ ألا يتناقض هذا مع ذهابنا في الاستشهاد السابق الى أن كان هي تمثل النسبة الصغرى من التماثل . هنا نقول أن كلمة (مثل) في الواقع تستخدم ايضاً استخداماً بلاغياً خاصاً ، نتعرض له في حينه إن شاء الله ايضاً .

 

 

 

إن كلمة مثل تستخدم عبر أكثر من دلالة وفي مقدمتها بمعنى أمثال أو النموذج ، فهنا نجد ان النص القرآني الكريم عندما شبه الحور العين بأمثال اللؤلؤ المكنون من خلال أداة الكاف إنما توكأ على الأداة مثل ، وهذه الأداة مثل هي في الواقع أداة ايضاً لا تمثل الواقع الحرفي بشيء ، وإنما تمثل ايضاً أنموذجاً واحداً من نماذج المماثلة بين الشيئين ، عندما نقول : هذا الشيء مثال

 

 

 

ذلك او هذا النموذج مماثل لذلك النموذج ، حينئذ فان المقارنة بين النموذجين يعتبران تشبيهاً دون أدنى شك ، من هنا عندما جاءت عبارة مثل في الواقع لتجسد نمطاً من التشابه الذي يتوافق تماماً مع تلك النسبة الضئيلة التي تقول (كأن) هي التي تتوكأ عليها . ويمكننا ملاحظة ذلك في عشرات النصوص القرآنية الكريمة التي تستخدم كلمة مثل ولنتقدم بعض هذه الأمثلة .

 

 

 

يقول تعالى : {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ} [البقرة: 261] ، هنا نلاحظ ان الاستشهاد او المقارنة بين الانفاق وبين الزرع يمثل نسبة صغيرة لأن الانفاق يختلف عن الزرع بصفته ايضاً مادة كاللؤلؤ او كسواها ، من المواد التي تتباين مع طبيعة الانسان ، فالإنفاق عملية معنوية والزرع عملية مادية كما هو واضح . ولذلك فإن التماثل يظل مجسداً للنسبة الصغيرة . بيد ان (الكاف) زائداً (المثل) هي التي اجتمعتا لتعوضنا عن الاداة (كأن) من حيث مماثلة كل منهما لتمثيل النسبة الضئيلة التي أشرنا اليها . يبقى ان نتساءل لماذا جاءت عبارة (مثل + الكاف) تساوي (كأن) ؟ هذا ما نبدأ بتوضيحه الآن .

 

 

 

إن المثل يريد أن يقول ما يلي : إن نموذج الأشخاص الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ، كنموذج الحبة التي أنبتت سنابل ... الخ .

 

 

 

إذن : (الكاف) التي تمثل النسبة الوسطى من التقريب بين الطرفين ، جاءت في سياق النموذج ، ولا تجيء في سياق مباشر مع الظاهر التي تمثل الطرف الثاني ، لذلك قالت بأن النموذج الذي يجسد هؤلاء الأشخاص يشبه النموذج الذي يجسد السنبلة ، فالتشابه هنا أو بالأحرى استخدام كلمة (الكاف) إنما جاءت في مرحلة ثانية من مراحل التماثل بين الطرفين ، فالمرحلة الأولى وهي التي تمثل التماثل الصغير الحجم هو التماثل بين  الحبة وبين الانفاق ، ولكن بما أن كلا من الحبة والانفاق يمثل نموذجاً فإن التشبيه جاء لتجسيد هذا النموذج أو هذا التمثيل للنموذج وليس للنموذج نفسه ، إذن : لاحظنا كيفية الدقة البلاغية التي استخدمها النص القرآني الكريم من حيث العبارات التي عوضت عن الأداة (كأن) .

 

 

 

وإذا تركنا هذه الاداة واتجهنا الى ما يضادها وهي الاداة التي تستخدم لتجسيد النسبة الكبيرة من التماثل ، ونعني بها الاداة (مثل) حيث استشهدنا بنموذج واحد فحسب ، وهو النموذج القائل على لسان أحد ولدي آدم : {يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ} [المائدة: 31] ، لقد قلنا ان استخدم كلمة (مثل) بالقياس الى (كأن) يظل أقل حجماً ، وأن كلا من استخدم (كأن) و(مثل) يظل أقل حجماً بالنسبة للأداة (كاف) ، وسنوضح ايضاً اسباب ذلك لاحقاً ان شاء الله بيد اننا الان في صدد ان نتحدث عن الألفاظ التي تعوض عن الاداة (مثل) . وهذا ما نجده ايضاً في اكثر من اسلوب يتبعه القرآن الكريم من حيث البعد البلاغي ، حيث يستخدم في الكثير من الحالات (المصدر) ، كتعبير مماثل تماماً للأداة (مثل).

 

 

 

لنلاحظ قوله تعالى على سبيل المثال وهو يتحدث عن الكفار : {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ } [الواقعة: 55] ، لنلاحظ ان (شرب) تماثل تماماً الأداة (مثل) حيث ان الطرفين : (الهيم) التي تشرب الماء بنهم ، والكفار الذين يشربون  الحميم بنهم أيضاً ، لنلاحظ التماثل في عملية الشرب ، كما لاحظنا التماثل في عملية المواراة بين الغراب وبين أحد ابني آدم .

 

 

 

فالتماثل بين الجنس البشري والجنس الحيواني يظل من الوضوح بمكان كبير ، كذلك هنا نلاحظ تماثلاً بين الجنس الحيواني والجنس البشري ، من خلال عملية الشرب ، ومن خلال عملية المواراة هناك ، إذن : (الجنس البشري + الحيوان) وهناك ايضاً ( الجنس البشري + حيوان) ايضاً ، هذان الجنسان اللذان يتمثلان في طبيعة عضويتها الحيوانية ، نجد أن النص القرآني الكريم يتخذ لهما ظاهرة مماثلة هي ظاهرة (الشراب) او ظاهرة (المواراة) وما الى ذلك ، وهي بهذا طبيعياً تختلف عما لاحظنا بالنسبة الى التشبيه بين الكافر وبين الحيوان من حيث انعدام العقل ، بل الملاحظ في السمة المشتركة بينهما ، بينما هنا ليس هو انعدام العقل ، بل الملاحظ هنا هو عمليات مادية خاصة يشترك فيها البشر مع سواه ، بينما نجد انعدام العقل هو ظاهرة معنوية تتمثل في انحطاط الذهنية لدى الكافر .

 

 

 

المهم يمكننا أيضاً ان نلاحظ أمثلة متنوعة لهذا الجانب . ولكننا نكتفي من ذلك بما تقدم ونشير بعبارات سريعة جداً هو أن النص القرآني الكريم عندما يستخدم أدوات التشبيه أو الكلمات المعوضة عنها ، إنما يستخدمها وفق اسلوب دقيق جداً ، لم تتوفر التعبيرات البشرية على صياغته كما هو مألوف لمن يقرأ عشرات أو مئات النصوص الموروثة والحديثة حيث تستخدم الأدوات فيه بشكل اعتباطي لا يخضع للموازين التي لاحظناها سابقاً .

 

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .