أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-06-2015
2261
التاريخ: 29-12-2015
2882
التاريخ: 24-06-2015
2369
التاريخ: 24-3-2016
4448
|
هو أبو القاسم عبد الصمد بن منصور بن الحسين بن بابك من أهل غمى! (1) في اصفهان، و لعلّ مولده كان في حدود 240 ه. و ليس في ما بين أيدينا من المصادر إشارة الى أحداث حياته سوى أنه كان متّصلا بالصاحب بن عبّاد (ت 385 ه) يألفه و يمدحه، فيشتي مع الصاحب في ريف جرجان و يصيف في موطنه من أرض أصفهان. و في سنة 394 ه (1003 م) كان في الرّي؛ و لعلّه جاء إليها قبل ذلك أيضا لمّا مدح أبا عليّ الحسن بن أحمد الضبيّ الذي تقلّد الوزارة لفخر الدولة سنة 385 ه (2). أما وفاته فكانت ببغداد في حدود سنة 410 ه (1019 م) .
عبد الصمد بن بابك شاعر مفلق مجيد (القاموس 3:293) مكثر. يجمع الجزالة و المتانة اللتين في الشعر القديم إلى السلاسة و الحلاوة اللتين في شعر المحدثين المولّدين. و هو حسن السبك جميل الرصف بارع الوصف حلو الألفاظ سهل التراكيب. و فنونه الوصف و هو أحسنها ثم الخمر و الأدب و المدح. و قد عمل مجموعا مختارا من شعره كان قد طلبه منه أبو نصر سهل بن المرزبان من بغداد. و يبدو أن ديوان شعره قد وصل إلينا (بروكلمان، الملحق 1:445) .
و لمّا قدم عبد الصمد بن بابك على الصاحب بن عبّاد (2:561) قال له الصاحب: «أنت ابن بابك؟» فقال له: أنا ابن بابك!» فاستحسن الصاحب منه هذا الردّ.
مختارات من شعره:
- قال عبد الصمد بن بابك في وصف الطبيعة و في النسيب و الخمر:
ربّ ليل مرقت من فحمتيه... أنا و العيس و القنا و البروق (3)
و رقاد كخفقة النّبض يغشى... مقلة راعها الخيال الطروق (4)
و استهلّت لمصرع اللّيل ورق... ثاكلات حدادها التطويق (5)
فتضاحكت شامتا و كأنّ الصّبـ...ـح جيب على الدّجى مشقوق (6)
سبك الشرق منه تبرا مذابا... لفرند الشّعاع منه بريق (7)
و تمشّت على الرياض النّعامى... و ثنى قدّه القضيب الرطيب (8)
إنّما العيش رنّة من حمام... و سلاف يشجّه معشوق (9)
و مهبّ من الشّمال عليل... و وشاح من الرياض أنيق (10)
و ملاء من الشباب جديد... و رداء من النسيم رقيق (11)
لا ترد مشرع الصبابة، فاليأ... س رفيق اذا استقلّ الفريق (12)
شافه الهمّ، إن طغى، بحريق... سلّه من زناده الراووق (13)
صفّقته يد كأنّ عليها... صدفا فيه لؤلؤ و عقيق (14)
______________________
1) ؟
2) راجع يتيمة الدهر 3:349 ثم قارن ذلك بما في زامباور 326.
3) مرق: مر خلال الشيء و لم يتأثر به (يمرق السهم من الرمية-الحيوان-من غير أن يعلق به دم) . من فحمتيه (التثنية هنا للمبالغة في شدة سواد لليل) و كنت (وحدي) راكبا العيس (النياق) و القنا (الرماح، استعدادا لقتال الاعداء و اللصوص) و البروق (كثرة البرق و الأمطار، كناية عن هول الليل و مشقة السفر فيه) .
4) رقاد (اغفاء، نوم) كخفقة النبض (خفيف جدا لا يكاد الانسان يشعر به، كما لا نشعر بضرب النبض الا اذا أمسكنا بموضع أحد العروق الرئيسة في الجسم) ، يغشى (يأتي مرة بعد مرة و قليلا قليلا) مقلة (عينا) راعها (أخافها) الخيال الطروق (الوهم، التخيل بأن عدوا أو لصا سيطرقها-سيأتي فجأة في ذلك الليل، و لذلك تظل تلك المقلة يقظى إلا ما يغشاها من غفلة النعاس مرة بعد مرة) .
5) استهلت: بدأت بالصدح و التغني. لمصرع الليل: لانتهاء الليل و مجيء الصباح. ورق جمع ورقاء: حمامة. ثاكلات: مات أحد أهلها (حزينات على الليل!) . حدادها: ثيابها السود الدالة على الحزن. التطويق الطوق الموجود في عنقها (الطوق للحمامة: ريش حول العنق لماع كثير الألوان من الاخضر و الازرق و البنفسجي خاصة. حتى الحمام الاسود يكون له طوق يختلف من سائر الريش باللمعان.
6) شامتا بذهاب (انهزام الليل أمام الصباح) . الصباح جيب على الدجا مشقوق: ظهور شعاع من النور لا يزال الظلام يحيط به من ثلاث جوانب.
7) سبك (صاغ، صنع) الشرق تبرا مذابا (ذهبا سائلا) . منه (أبرزه من نفسه عند الافق الشرقي) لفرند الشعاع (يشبه الشاعر ألواح الشعاع البارزة من الشرق قبيل طلوع الفجر بفرند أي بنصال سيوف محمرة أطرافها من النور الطالع قبيل الفجر) .
8) النعامي: ريح الجنوب، أو ريح تهب بين الجنوب و الشرق. و ثنى قده القضيب الرطيب: الغصن الاخضر الناعم أخذ يتمايل مع هبوب النعامى.
9) رنة: صوت (غناء) . السلاف و السلافة (بضم السين فيهما) : الخمر. يشجه (يشجها) : يمزجها بالماء. معشوق: ساق جميل (يتعشقه الانسان لجماله) .
10) الشمال: ريح الشمال. عليل: بارد و لطيف. وشاح: قطعة من النسيج مزركشة تضعها المرأة حول كتفيها (كناية عن البستان نبتت فيه أزهار مختلفة تغطي منه بقعة واسعة) . أنيق: حسن (يعجب العين) .
11) الملاء في الأصل جمع ملاءة (بضم الميم) : الريطة (الثوب الواسع من الحرير) . الملاءة الجديدة كناية عن عنفوان الشباب. رداء من النسيم رقيق (خفيف) ؛ هواء يهب برفق فينعش النفس من غير أن يسبب إزعاجا.
12) الورود: الذهاب الى الماء للشرب. المشرع: مكان الشرب من النهر. الصبابة: الحب، الميل الى اللهو و الغزل. لا ترد مشرع الصبابة: لا تطلب الحب. . . فانك اذا أحببت انسانا ثم فارقك استولى عليك اليأس (من الحياة كلها) . استقل: ذهب، سافر، ابتعد. الفريق: جماعة الناس (في هذا الشطر تكلف في الجمع بين «رفيق» «و فريق» -المقصود: اذا خالطت انسانا ثم رحل عنك رافقك اليأس في حياتك كلها بعد ذلك.
13) شافه الهم: اقترب من الهم (اذا نزل بك هم فلاقه) . و طغى: زاد و تعاظم. بحريق (يخمر لها لون الحريق أو النار-حمراء) . الراووق: إناء الخمر الذي تصب الخمر منه في الكؤوس. الزناد (بكسر الزاي) و الزند (بفتح الزاي) : حديدة تقدح بها النار من الحجر-سله من زناده الراووق: أبرزه الراووق سلا (يشبه الخمر بالسيف المسلول في الصفاء و البريق) و كأنه يقدح من حجر فيتطاير منه شرر أحمر (كما تتطاير فقاقيع ثأني أو كسيد الكربون مع الخمر و هي تصب في الكأس فينعكس عنها لون الخمر فتبدو تلك الفقاقيع حمرا كشرر النار) .
14) صفقه: مزجته بالماء. -يد كأن عليها صدفا (بقع لامعة) فيه لؤلؤ (لون أبيض) و عقيق (لون أحمر) . -انعكاس النور عن سطح الخمر الى يد الساقي توهم أن على يد ذلك الساقي صدفا يتموج باللونين الابيض الاحمر.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|