المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



محمد الجلجولي  
  
2792   01:20 صباحاً   التاريخ: 11-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص897-898
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 2271
التاريخ: 26-12-2015 7284
التاريخ: 27-09-2015 5474
التاريخ: 28-2-2018 1897

هو الشيخ أبو العون محمّد بن عليّ بن سالم الغزّيّ الجلجوليّ القادريّ الصوفيّ، أصل أسرته من غزّة (فلسطين) ثم انتقلوا الى جلجوليا. ولد محمّد الجلجولي (1) في جلجولية؛ و تلقّى التصوّف على الطريقة القادريّة (2)، فيما يبدو، من شهاب الدين بن ارسلان (رسلان) الرملي و من رضيّ الدين الغزّي.
في سنة 897 ه‍ (1492 م) خرج محمّد الجلجولي حاجّا فزار القدس و الخليل ثم وصل إلى مكّة. و في آخر عمره انتقل إلى الرملة و بقي فيها الى أن مات سنة 910 ه‍ (3).
كان الشيخ أبو العون محمّد الجلجوليّ من رجال التصوّف المعدودين في عصره، و قد رووا له كرامات و أعمالا خارقة للعادة كثيرة، و كان له شعر قويّ متين و سهل عذب على مذهب أهل التصوّف فيه حماسة من حماسة العارفين (الصوفية) .
مختارات من شعره:
- قال محمّد الجلجوليّ في الحضور و المعرفة (يخاطب العزّة الالهية) :
يا حاضرا في ضمير القلب ما غابا... لولاك ما لذّ لي عيش و لا طابا 
آثار فعلك كانت أصل معرفتي... و يجعل اللّه للتوفيق أسبابا
- و قال في الحماسة على طريقة العارفين:
تعالوا إلينا لا ملال و لا بعد... و لا صدّ عن أبوابنا لا و لا طرد
تعالوا و قد صحّحتم عقد ودّكم... فمن صحّ منه العقد صحّ له الودّ 
إذا جئتم لا تنزلوا عند غيرنا... و من غيرنا حتّى يكون له «عند» (4) 
فما كلّ دار في الهوى دار زينب... و لا كلّ خود بين أترابها هند 
أنا الفارس الصنديد و الأسد الذي ... أبو العون من عزمي تذلّ له الأسد (5) 
فتحت رتوقا كان صعبا مسدّها... و ليس لها من بعد فتقي لها سدّ (6) 
و جرّدت سيف العزم في موكب الوفا... بحدّ ذباب ما له أبدا غمد (7)
_______________________
1) لما ذكر السخاوي (الضوء اللامع 8:184) محمدا الجلجوجي قال: «و هو حي قريب التسعين» . و السخاوي قد أتمّ تأليف كتابه هذا سنة 896 ه‍ (بروكلمان، الملحق 2:31، السطر السابع من أسفل) . و بما أن وفاة الجلجوجي كانت سنة 910 ه‍، فيجب أن يكون قد عاش أكثر من مائة سنة.
2) طريقة صوفية منسوبة الى عبد القادر الجيلاني (ت 561 ه‍-1167 م) ، و كانت تروى له كرامات كثيرة.
3) تبدأ السنة 910 ه‍ في 14/6/1504 م. و الغالب أنه توفي في صفر أو في المحرم، على أبعد تقدير، لأن صلاة الغائب أقيمت عليه في الجامع الأموي في دمشق يوم الجمعة في 17 صفر 910(30/7/1504 م) .
4) غيرنا - كناية عن العزة الالهية - و أي الناس له قيمة حتى يمكن أن ينزل عنده الناس.
5) الصنديد: السيد الشجاع.
6) شققت طرقا (الى المعرفة الالهية) كانت مسدودة سدا يصعب على غيري فتحه. أما الآن فإنها لن تغلق بعد أن فتحتها أنا.
7) الذباب من السيف: حده أو طرفه المتطرف (رأسه) جردت سيف العزم: جرأت على السير في طريق التصوف (للوصول الى اللّه) . في موكب الوفا (المحبة الالهية و الطاعة) . ما له أبدا غمد (بفتح الغين) رد السيف الى قرابه : لن يبطل السير في طريق التصوف بعدي.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.