المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



زياد الأعجم  
  
9526   10:45 صباحاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص591-592
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 1783
التاريخ: 9-04-2015 2087
التاريخ: 7-2-2018 4223
التاريخ: 25-12-2015 7057

اسمه زياد، و كنيته أبو أمامة، و اختلف الرواة في سياقة نسبه. و قد كان مولى لبني عبد القيس.

قيل إنّ أصله و مولده و منشأه في أصبهان و كان ينزل إصطخر. و قد لقّب زيادا الأعجم للكنة كانت في لسانه، فقد كان يعجز عن النطق بالعين و الصاد و عما يعجز عنه الاعاجم.

و كان زياد الاعجم صديقا لعمر بن عبيد اللّه بن معمر، فلما تولى عمر ابن عبيد اللّه فارس من قبل عبد اللّه بن الزّبير، سنة 67 هـ ‍(686-687 م) قصده زياد و مدحه و نال منه جوائز سنيّة. و كذلك سكن زياد خراسان مدة و مدح و اليها المهلّب بن أبي صفرة (78-82 ه‍) . و يبدو أنه جاء بعد ذلك إلى العراق فكان ينشد شعره في مربد البصرة (غ 14:107،108) .

و إذا نحن قبلنا ما جاء في بعض الروايات من أن زيادا الاعجم شهد فتح إصطخر مع أبي موسى الاشعري (30 هـ ‍-651 م) ثم أدرك هشام بن عبد الملك (1) الذي جاء إلى الخلافة سنة 105 هـ‍(724 م) ، فيجب أن يكون زياد قد أسّن جدا و زادت سنّه على مائة. على أن شبه المجمع عليه أنّ زيادا توفّي سنة 100 ه‍(718 م) ، قبل أن يتولّى هشام الخلافة.

كان زياد الأعجم خطيبا قديرا و شاعرا مجيدا و كاتبا داهيا على الرّغم من لكنته (2). و أكثر شعره الهجاء، و هجاؤه خبيث: هاجى أبا جلدة اليشكريّ و كعب الأشقريّ و سواهما، و توعّد الفرزدق بالهجاء فأرهبه؛ و لكنه هاب أن يهاجي جريرا (3). و لزياد رثاء بارع و مديح و شيء من الشعر الوجداني الجيّد.

المختار من شعره:

- قال زياد الاعجم في الهجاء (و فيها شيء من الحكمة) :

للّه درّك من فتى... لو كنت تفعل ما تقول

لا خير في كذب الجوا ... د، و حبّذا صدق البخيل

- و قال يرثي المغيرة بن المهلّب:

ان المروءة و السّماحة ضمّنا... قبرا بمرو على الطريق الواضح

فاذا مررت بقبره فاعقر به ...كوم الهجان و كلّ طرف سابح (4)

و انضح جوانب قبره بدمائها... فلقد يكون أخا دم و ذبائح

مات المغيرة بعد طول تعرّضٍ... للموت بين أسنّة و صفائح (5)

- و قال يتوعّد الفرزدق بالهجاء:

و ما ترك الهاجون لي، ان أردته... مصحّا أراه في أديم الفرزدق (6)

و ما تركوا لحما يدقون عظمه... لآكله ألقوه للمتعرّق (7)

سأكسر ما أبقوه لي من عظامه... و أنكت مخّ الساق منه و أنتقي (8)

و إنا و ما تهدي لنا إن هجوتنا... لكالبحر، مهما يلق في البحر يغرق

- و قال يهجو قوم كعب بن معدان الأشقري:

قبيّلة خيرها شرّها... و أصدقها الكاذب الآثم

و ضيفهم وسط أبياتهم... و ان لم يكن صائما، صائم

_____________________

1) راجع البيان و التبيين 1:71 الحاشية الثالثة (تعليق محمد عبد السلام هارون) .

2) مثله 1:71.

3) مثله 2:251.

4) عقر الناقة: ضرب ساقها لتقع أرضا فيذبحها. الكوم جمع كوماء: الناقة العظيمة السنام. الكوم أيضا: القطعة من الابل، الابل الكثيرة. الهجان: الخيار من الابل البيض. الطرف: الكريم من الخيل. السابح: السريع.

5) اسنة جمع سنان: رمح. صفائح: سيوف.

6) تناول الشعراء كل شيء في الفرزدق بالهجاء.

7) المتعرق: الذي ينتزع اللحم عن العظم.

8) نكت مخ العظم: استخرج المادة الدهنية من تجويف العظام.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.