المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الاتجاهات العامة في التحليل العلمي الجغرافيا- إثبات أو تأكد
28-8-2022
العمل في الفكر الاقتصادي الكلاسيكي
28-9-2020
خلايا حقيقية النواة Eukaryotes
24-6-2019
اللهجة في اللغة
18-7-2016
داود الصرمي
8-8-2017
تغيير القبلة والاذن بالجهاد
12-12-2014


الطغرائي  
  
5051   11:24 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص232-235
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2021 2650
التاريخ: 21-06-2015 2699
التاريخ: 28-12-2015 3878
التاريخ: 25-12-2015 7057

هو العميد فخر الكتّاب الاستاذ مؤيّد الدين ابو اسماعيل الحسين بن عليّ ابن عبد الصمد الأصفهاني المعروف بالطغرائيّ، نسبة الى الطغرة أي الطرّة التي تكتب في أعلى الرسائل على شكل مخصوص و بالقلم الغليظ و مضمونها نعت الملك الذي تصدر عنه تلك الرسائل.

ولد الطغرائيّ في أصفهان سنة 453 ه‍(1061 م) ؛ و لما شبّ برع في الشعر و النثر و الخطّ فتقلّب في المناصب المختلفة في الدولة السلجوقية: خدم الملك ألب أرسلان بن ملك شاه (465-485 ه‍) في أصفهان. ثم تولّى ديوان الإنشاء و ديوان الطرّة لمحمد بن ملك شاه مدّة ملكه كلّها. و لما توفّي محمد سنة 511 ه‍ (1118 م) خلفه ابنه محمود، و بقي ابنه الآخر مسعود في الموصل، و كان الطغرائيّ مع مسعود. ثم نازع مسعود أخاه محمودا في العرش و تحاربا قرب همذان فقتل مسعود و قتل الطغرائي معه في المعركة في الاغلب، و ذلك سنة 515 ه‍ (1121 م) .

كان الطغرائيّ أديبا بليغا و شاعرا مجيدا و ناثرا مترسّلا و عالما بالعربية و بالعلوم الطبيعيّة خبيرا بصناعة الكيمياء القديمة.

و شعر الطغرائي متين يغلب عليه النفس القديم أحيانا، ثم هو سهل عذب. أما فنونه البارزة فهي الحماسة و الفخر و العتاب و النسيب و الغزل. و كان الطغرائي كثير الشكوى في شعره حتّى قلّت مبالاته بالدهر و حوادثه، غير أنه كان يحثّ على مداراة الناس.

و للطغرائي ديوان شعر كبير فيه القصيدة اللامية التي تداولها الرواة و تناقلتها الألسنة، و قد سمّاها لاميّة العجم معارضة للامية العرب للشنفرى، و قد عني بها جماعة من الادباء فعارضوها و شرحوها و شطّروها و خمسوها.

و للطغرائي عدد من الآثار في الكيمياء منها كتاب جامع الاسرار و تراكيب الانوار -كتاب مصابيح الحكمة و مفاتيح الرحمة-كتاب حقائق الاستشهاد-كتاب المقاطع في الحكمة الالهية-كتاب سر الحكمة-كتاب الجوهر النادر في صناعة الاكسير (؟) .

مختارات من شعره:

- نظم الطغرائي قصيدته المشهورة «لاميّة العجم» في بغداد، سنة 505 ه‍ (1111-1112 م) ، و يظهر منها أنه كان في عسر مادّيّ و في ضيق نفسي. و قد جاء في مطلع هذه القصيدة:

أصالة الرأي صانتني عن الخطل... و حلية الفضل زانتني لدى العطل (1)

مجدي أخيرا و مجدي أوّلا شرع... و الشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل (2)

فيم الإقامة بالزوراء؟ لا سكني... بها؛ و لا ناقتي فيها و لا جملي (3)

ناء عن الأهل صفر الكفّ منفرد... كالسيف عرّي متناه عن الخلل (4)

فلا صديق إليه مشتكى حزني... و لا أنيس إليه منتهى جذلي (5)

أريد بسطة عيش أستعين بها... على قضاء حقوق للعلى قبلي (6)

و الدهر يعكس آمالي و يقنعني... من الغنيمة بعد الجدّ بالقفل (7)

و بعد أن يستطرد الطغرائيّ إلى شيء من الغزل و النسيب الممزوجين بالفخر و الحماسة يعود إلى الشكوى من حاله و من أهل الزمان و الى سرد عدد من الحكم

التي أصبح بعضها أمثالا مضروبة:

حب السلامة يثني همّ صاحبه... عن المعالي و يغري المرء بالكسل

فان جنحت إليه فاتّخذ نفقا... في الأرض أو سلّما في الجوّ فاعتزل (8)

إنّ العلى حدّثتني، و هي صادقة... في ما تحدّث، أن العزّ في النقل

لو أنّ في شرف المأوى بلوغ منى... لم تبرح الشمس يوما دارة الحمل (9)

أهبت بالحظّ لو ناديت مستمعا... و الحظّ عنّي بالجهال في شغل (10)

لعلّه إن بدا فضلي و نقصهم... لعينه نام عنهم أو تنبّه لي

أعلّل النفس بالآمال أرقبها... ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل (11)

غالى بنفسي عرفاني بقيمتها... فصنتها عن رخيص القدر مبتذل (12)

ما كنت أؤثر أن يمتدّ بي زمني... حتّى أرى دولة الأوغاد و السفل.

و إن علاني من دوني فلا عجب... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل (13)

أعدى عدوك أدنى من وثقت به... فحاذر الناس و اصحبهم على دخل (14)

و إنّما رجل الدنيا و واحدها... من لا يعوّل في الدنيا على رجل

- و من بارع غزله القصصي قوله:

خبّروها أني مرضت فقالت... أضنى طارفا شكا أم تليدا

و أشاروا بأن تعود وسادي (15) ... فأبت، و هي تشتهي أن تعودا

و أتتني في خفية، و هي تشكو... رقبة الحيّ و المزار البعيدا (16)

و رأتني كذا فلم تتمالك... أن أمالت علي عطفا و جيدا (17)

ثم قالت لتربها، و هي تبكي... ويح هذا الشباب غضّا جديدا

زورة ما شفت عليلا، و لكن... زيدت جمرة الفؤاد وقودا

و تولّت بحسرة البين تخفي... زفرات أبين إلاّ صعودا

_________________

1) (الخطل) : فساد الرأي. العطل: الخلاء من الشيء (و هنا: العري) .

2) -مجدي القديم و مجدي الحديث شرع (سواء) في الرفعة. الرأد: الاول (أول ارتفاع النهار) . الطفل: اصفرار الشمس (في رأى العين) قبل المغيب.

3) الزوراء: بغداد. السكن: المنزل؛ الزوجة. لا ناقة لي و لا جمل فيها: ليس لي فيها سبب يربطني بها.

4) صفر الكف: خالي الكف (فقير) . الخلل (بكسر الخاء) جمع خلة (بكسر الخاء أيضا) : بطانة مزركشة يلف بها جفن السيف حفظا له و زينة (يقصد أنه وحيد مجرد من أسباب السرور و الحياة) .

5) الجذل: السرور، الفرح.

6) بسطة عيش: غنى. قضاء حقوق للعلي قبلي: القيام بواجب قبلي (عندي، متحتم علي أنا) نحو المثل العليا.

7) القفل: الرجوع.

8) اليه: الى حب السلامة (الى السلامة) . جنح: مال.

9) دارة: منزل، منزلة. الحمل: اسم البرج الاول في السماء اذا وصلت اليه الشمس بدأ فصل الربيع.

10) لو لباني الحظ.

11) أرقبها: انتظرها، انتظر أن تتحقق.

12) معرفتي بقدر نفسي جعلني أرفعها فوق نفوس الآخرين. المبتذل: المبذول لكل الناس؛ ما كان الحصول عليه سهلا يسيرا.

13) زحل: كوكب فلكه (مداره) أعلى من فلك الشمس، حسب ما تخيله القدماء.

14) الدخل: المكر و الخديعة (الحذر) .

15) تعود وسادي: تزورني و أنا مريض نائما على وسادي.

16) الرقبة: المراقبة.

17) العطف: جانب الجسم.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.