أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015
4368
التاريخ: 10-08-2015
4240
التاريخ: 26-06-2015
1979
التاريخ: 10-04-2015
1752
|
هو أبو نصر أحمد بن يوسف السليكيّ المنازيّ، نسبة الى منازجرد. وزر المنازيّ (1) لأبي نصر أحمد بن مروان الكرديّ صاحب ميّافارقين و ديار بكر (401-453 ه) و ذهب الى القسطنطينية مرارا (في مهمّات سياسية في الراجح) ، و قد جمع في أثناء سفراته تلك عددا كبيرا من الكتب. و يبدو أنّ المنازيّ مرّ بالمعرة في إحدى سفراته إلى القسطنطينية و اجتمع بأبي العلاء المعرّي، فلم يكن المعرّي عظيم الاحترام له. و مات المنازيّ سنة 437 ه (1045-1046 م) .
كان المنازيّ كاتبا و شاعرا. و شعره سهل عذب جميل، و فيه وصف حسي بارع و خيال رحيب.
مختارات من شعره:
- مرّ المنازيّ بوادي بزاعا (2) (بزاعة) فأعجبه حسنه فقال:
وقانا لفحة الرمضاء واد... وقاه مضاعف النبت العميم (3)
نزلنا دوحه فجنا علينا... حنوّ المرضعات على الفطيم (4)
و أرشفنا على ظمأ زلالا... ألذّ من المدامة للنديم (5)
يصدّ الشمس أنّي عارضتنا... فيحجبها و يأذن للنّسيم (6)
يروع حصاه حالية العذارى... فتلمس جانب العقد النّظيم (7)
- و قال المنازيّ في النسيب:
لقد عرض الحمام لنا بسجع... إذا أصغى له ركب تلاحى (8)
شجى قلب الخليّ فقيل: غنّى... و برّح بالشجيّ فقيل: ناحا (9)
و كم للشوق في أحشاء صبّ... إذا اندملت أجدّ لها جراحا (10)
ضعيف الصبر عنك و إن تقاوى... و سكران الفؤاد و ان تصاحى (11)
كذاك بنو الهوى سكرى صحاة... كأحداق المها مرضى صحاحا (12)
- و قال يهجو غلاما له بإشارات هندسية:
ولي غلام طال في دقّة... كخطّ اقليدس لا عرض له
و قد تناهى عقله خفّة... فصار كالنقطة لا جزء له
______________________
1) المنازي نسبة الى منازجرد (بكسر الجيم) ، و هي مدينة عند خرت برت (حصن زياد) ، لعلها شمال حماة قريبة من الفرات. و هي عند ابن خلكان غير منازكرد القلعة التي هي من أعمال خلاط (أرمينية) . على أن في التفصيل بين المدينتين خلاف و غموض (راجع خريدة القصر-قسم الشام 2:348، الحاشيتين 1،2 ثم 2:350، الحاشية 5. وفيات الأعيان 1:78؛ في خريدة القصر: سنة 480(قسم الشام 2:348) ، و الأغلب أنه و هم (راجع الخريدة-الشام 2:348، الحاشية 6) .
2) وادي بزاعا بين منبح و حلب.
3) الرمضاء (في الاصل) الرمل الحار. الوادي: منخفض بين جبلين (يجري فيه ماء) . وقاه (الثانية) : دعاء (بأن يحفظ اللّه خصبه) . العميم: الذي يعم، يملأ.
4) الدوح جمع دوحة: الشجرة العظيمة.
5) أرشفنا: سقانا. زلال: ماء سائغ عذب.
6) عارضه: سار معه جنبا الى جنب، اعترض طريقه.
7) -تكون الفتاة متزينة بعقد من اللؤلؤ، ثم يتفق أن تتطلع الى ماء الوادي فترى الحصا (صغار الحجارة) . فيه كأنها اللؤلؤ فتظن أن عقدها قد انقطع و سقطت حباته في الماء فتلمس عنقها لترى اذا كان عقدها لا يزال في موضعه!
8) السجع: صوت الحمام (لا يعلم أغناء هو أم بكاء) . تلاحى القوم: تسابوا، تجادلوا.
9) شجاه الصوت (هنا) : أطربه. الخلي: الذي لم يعرف الحب بعد. برح: عذب. الشجي: الحزين (لمفارقة الحبيب) .
10) يكون المحب الذي هجره حبيبه قد بدأ ينسى الحب فيذكره هذا الصوت به.
11) تقاوى: تظاهر بالقوة. تصاحى: تظاهر بأنه صاح أو واع (تقاوى و تصاحى ليستا قاموسيتين) .
12) المها جمع مهاة: بقرة الوحش (نوع من الغزلان) . -يبدو عليهم السكر (من الحب) و هم صاحون، كما تكون عيون المها و عيون النساء الجميلات مرضى (ناعسات) و هي صحيحة (سليمة من المرض) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|