المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02



المُسبِّحي  
  
2956   11:21 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص86-88
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016 2876
التاريخ: 26-12-2015 2884
التاريخ: 22-06-2015 2590
التاريخ: 29-09-2015 8040

هو الامير المختار عزّ الملك محمّد بن أبي القاسم عبيد اللّه (307-400 ه‍) بن أحمد بن اسماعيل بن (عبد) العزيز المسبّحيّ، أصله من حرّان (شماليّ الشام و العراق) و مولده في الفسطاط (مصر القديمة) في 10 رجب من سنة 366هـ (4/3/977 م) .

اتّصل المسبّحيّ في صباه بالحاكم بأمر اللّه الفاطميّ (386-411 ه‍) و دخل في زمرة الجند (398 ه‍-1007-1008) ثمّ ما زال يرقى حتى تولّى على إقليم القيس و البهنسا (في صعيد مصر) ثمّ تولّى ديوان الترتيب. و قد نال حظوة عند الحاكم، و كانت له مع الحاكم مجالس و محاضرات (مباحث) .

و كانت وفاة المسبّحي في ربيع الثاني من سنة 420(ربيع عام 1029 م) .

كان المسبّحيّ بارعا في التاريخ و الأدب و الحساب و الفلك، كما كان له شعر. و تصانيف المسبّحي كثيرة كبيرة الحجم تبلغ نحو ثلاثين كتابا منها: التاريخ الكبير (قال فيه المسبّحيّ نفسه: هو «التاريخ الجليل قدره الذي يستغنى بمضمونه عن غيره من الكتب الواردة في معانيه؛ و هو أخبار مصر و من حلّها من الولاة و الأمراء و الأئمّة و الخلفاء، و ما بها من العجائب و الأبنية و اختلاف أصناف الأطعمة، و ذكر نيلها، و أحوال من حلّ بها إلى الوقت الذي كتبنا فيه تعليق هذه الترجمة (1)، و أشعار الشعراء و أخبار المغنّين و مجالس القضاة و الحكام و المعدّلين (2)و الادباء و المتغزّلين و غيرهم» ؛ و هو ثلاثة عشر ألف ورقة (3)) -كتاب التلويح و التصريح في معاني الشعر و غيره (ألف ورقة) -كتاب الراح (4)و الارتياح (ألف و خمسمائة ورقة) - كتاب الغرق و الشرق (5)في ذكر من مات غرقا و شرقا (مائتا ورقة) -كتاب الطعام و الإدام (6)(ألف ورقة) -قصص الانبياء عليهم السلام و أحوالهم (ألف و خمسمائة ورقة) -كتاب المفاتحة و المناكحة في أصناف الجماع (ألف و مائتا ورقة) ، كتاب الأمثلة للدول المقبلة و يتعلّق بالنجوم و الحساب (خمسمائة ورقة) -كتاب القضايا الصائبة في معاني أحكام النجوم (ثلاثة آلاف ورقة) -كتاب جونة (7)الماشطة، و يتضمّن غرائب الأخبار و الأشعار و النوادر التي لم يتكرّر مرورها على الاسماع و هو مجموع مختلف غير مؤتلف (ألف و خمسمائة ورقة) -كتاب الشجن (8)و السكن في أخبار أهل الهوى و ما يلقاه أربابه (ألفان و خمسمائة ورقة) -كتاب السؤال و الجواب (ثلاثمائة ورقة) -كتاب مختار الاغاني و معانيها (9).

مختارات من شعره:

- قال عزّ الملك المسبّحي يرثي أمّ ولد له (10):

ألا في سبيل اللّه قلب تقطّعا... و فادحة لم تبق للعين مدمعا (11)

أصبرا، و قد حلّ الثّرى من أودّه... فللّه همّ ما أشدّ و أوجعا

فيا ليتني للموت قدّمت قبلها... و إلاّ فليت الموت أذهبنا معا

- و كان المسبّحيّ قد استزار أبا محمّد عبيد اللّه بن أبي الجوع الأديب الورّاق الكاتب، فزاره. فعمل المسبّحيّ الابيات التالية و أنشدها على البديهة:

حللت فأحللت قلبي السّرورا... و كاد لفرحته أن يطيرا

و أمطر علمك سحب السماء... و لولاك ما كان يوما مطيرا

تضوّع نشرك لمّا وردت... و عاد الظلام ضياء منيرا (12)

______________________

1) ضاع هذا الكتاب، و لم يبق منه سوى نتف قليلة متفرقة و جزء صغير في مكتبة الاسكوريال في اسبانية (راجع زيدان 2:372؛ أدب مصر الفاطمية-مصر، دار الاعتماد،1369 ه‍-1950 م، ص 110) ينتهي هذا الكتاب بحوادث سنة 414 ه‍(1023-1024 م) . و قد ألف القاضي الفاضل تاج الدين محمد بن علي بن يوسف بن ميسر المتوفي في 18 من المحرم من سنة 677(5/6/1278 م) كتابا سماه «تاريخ مصر» و جعله ذيلا لكتاب المسبحي و وصل فيه الى سنة 553 ه‍(1158 م) .

2) المعدلون، لعلهم العدول (بضم العين) جمع عدل (بفتح العين و سكون الدال) : الرجل الامين الصادق الذي تقبل شهادته في الأمور العامة.

3) تكون الورقة خمسة و عشرين سطرا.

4) الراح: الخمر.

5) الشرق (بفتح الشين و الراء) : تعذر سلوك الطعام و الشراب في الحلق.

6) الأدم (بفتح الهمزة و سكون الدال) و الإدام (بكسر الهمزة) : مرق أو نحوه فيه شيء من الدهن يؤتدم (بالبناء للمجهول) يلين به الخبز حتى يسوغ (أو يسيغ) الخبز في الحلق.

7) الجؤنة: السفط (الوعاء) المغلف بجلد. الماشطة: امرأة تحسن مشط الشعر (بفتح الشين) و تتخذ ذلك حرفة فتعتني بشعر النساء و بتزيينهن (ليلة العرس و ما أشبه ذلك) .

8) الشجن: الهم و الحزن. السكن: الاطمئنان (مع الزوجة خاصة) .

9) في أدب مصر الفاطمية ذكر لكتب أخرى للمسبحي و لكتب ذكرت بلفظ مقارب: «. . . . كتاب الراح و الارتياح في وصف الشراب و آلاته و الندام عليه و اختيار أوقاته و ذكر الزهور و الرياض و الثمار و الاشجار - كتاب الطعام و الادام في صفة ألوان الطعام و ما يقدم على الخوان-كتاب درك البغية في وصف الاديان و العبادات و ذكر الملك و الانبياء و المتنبئين و ذكر الفرائض و الآداب-كتاب الجوعان و العريان-كتاب القرآن (بكسر القاف) و التمام» (ص 111) .

10) اذا ولدت الجارية (الرقيقة) لسيدها صبيا أصبحت حرة و دعيت حينئذ «أم ولد» .

11) الفادحة: النازلة، المصيبة التي تفدح (بفتح الدال) : تثقل على النفس و يصعب احتمالها.

12) تضوع المسك: فاح ريحه و انتشر. النشر: الرائحة الطيبة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.