المذي والوذي ـ وهو ما يخرج بعد البول ثخين كدر ـ لا ينقضان الوضوء ، ذهب إليه علماؤنا أجمع ، للأصل ، ولقول  الصادق عليه السلام : « إنّ عليا عليه السلام كان مذاء ، فاستحى أن يسأل  رسول الله صلى الله عليه وآله لمكان فاطمة عليها السلام ، فأمر المقداد أن يسأله ، فقال : ليس بشيء » (1).

وقال الجمهور : إنّهما ناقضان (2) إلّا مالكاً فإنه قال : المذي إذا استدام به لا يوجب الوضوء (3)، لأنّ عليا عليه السلام قال : « كنت اكثر الغسل من المذي حتى تشقق ظهري ، فسألت  رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : إنّما يكفيك أن تنضح على فرجك ، وتتوضأ للصلاة » (4) وهو بعد التسليم محمول على الاستحباب.

__________________

1 ـ التهذيب 1 : 17 / 39 ، الاستبصار 1 : 91 / 292.

2 ـ المبسوط للسرخسي 1 : 67 ، الاُم 1 : 39 ، الشرح الصغير 1 : 52 ، المحلى 1 : 232 ، المجموع 2 : 6 ، سبل السلام 1 : 101 ، المدونة الكبرى 1 : 10 ـ 12 ، بداية المجتهد 1 : 34 ، المغني 1 : 194 ـ 195 ، نيل الأوطار 1 : 237 ، عمدة القارئ 3 : 217 ، فتح الباري 1 : 302.

3 ـ بداية المجتهد 1 : 34 ، المجموع 2 : 7 ، المنتقى للباجي 1 : 89.

4 ـ سنن ابي داود 1 : 53 / 206 ، 207 ، سنن النسائي 1 : 111 ، صحيح مسلم 1 : 247 / 303 ، الموطأ 1 : 40 / 53.