المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

العاثي لمدا Lambda Phage
11-11-2018
تساقط ثمار البيكان
26-8-2020
متوالية تايلور للجهود Taylor Expansion of Potentials
13-12-2020
التبشير بِمَقدم رسول الإسلام مُحمّد (صلّى الله عليه وآله)
10-10-2014
الاسم وعلاماته
15-10-2014
جهاز النطق
2023-04-04


الثعالبي  
  
2845   08:58 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص100-105
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 2348
التاريخ: 27-1-2016 3258
التاريخ: 25-06-2015 2604
التاريخ: 26-06-2015 4422

هو الشيخ أبو منصور عبد الملك بن محمّد بن اسماعيل، لقّب بالثعالبيّ لأنّه اشتغل بصناعة الفراء فكان يخيط جلود الثعالب و يبيعها.

ولد الثعالبيّ في نيسابور، سنة 350 ه‍ (961 م) ، و لا نكاد نعرف شيئا من أحداث حياته. و قد كانت وفاته في نيسابور أيضا، سنة 429 هـ ‍(1038 م) .

الثعالبي أديب ذوّاقة للشعر خاصّة و منشئ متأنّق، و ينظم الشعر أحيانا. ثم هو مصنّف مكثر، غير أنه في تصانيفه جمّاعة يعتمد ذوقه السليم أكثر من الرواية عن شيوخ اللغة و الأدب؛ و لم يكن ذلك في عصره مستحبّا، و لكنّه فتح بذلك أمام المتأخرين طريق الخروج من الروايات المجموعة الى باب السّرد المستوي في التأليف. إنّه يورد الأخبار و الأشعار بحسب ما يحبّ هو لا بحسب ما جاء بها الرواة.

و الثعالبي في كتبه في الشعر يورد الأشعار الجميلة الطريفة، و قلّ أن حفل بصنع ترجمة للشاعر: انه (في يتيمة الدهر) يفتتح كلّ فصل بعدد من الجمل الأنيقة التي يطري فيها الشاعر المختار في ذلك الفصل من غير أن يقول لنا شيئا عن حياته و من غير أن يذكر تاريخ مولده أو وفاته أو حادثا في حياته، إلاّ في الندر الشاذّ. بعدئذ يورد من شعر ذلك الشاعر مقاطع و أبياتا و قصائد هي غرر شعره. و الواقع أن الثعالبي يختار للشعراء في كتبه أحسن أشعارهم من غير أن يلقي بالا الى أن تكون تلك المختارات ممثّلة لجميع فنون الشاعر و خصائصه ثم هو لا يريد أن يأتي في كتبه بما اشتهر و تداولته الألسنة. و كذلك الفصول عنده غير متكافئة لأنّه لم يلزم نفسه طريقة مرسومة: جاء في الصفحة 85 من الجزء الاوّل فصل هو بتمامه:

أبو القاسم الشيظمي: قال يصف نمرقة (1) رآها بجنب سيف الدولة:

نمرقة منها استعار الرّو... ض أصناف الملح

فيها لمن يبصر، من... ريش الطواويس، ملح (2)

كأنما دارت على... سمائها قوس قزح

لقد أعجبته هذه الابيات الثلاثة فأثبتها بعد ذكر اسم صاحبها من غير التفات إلى شيء آخر من منهاج التأليف.

و يأتي الثعالبي الى أبي الفرج الببّغاء فيفرد له بابا خاصّا به (1:200-234) ثم يورد له شيئا من نثره المرسل و شيئا من ترسّله. بعدئذ يأتي إلى شعره فيجعل المختارات منه فصولا كلّ فصل يضمّ أبياتا من فنّ من فنون شعره بعينه. أما الواسانيّ مثلا فيقدّمه للقارئ بسطرين هما:

أعجوبة الزمان و نادرته، و فريد عصره و باقعته (3). و هو أحد الفضلاء المجيدين في الهجاء، و كان في زمانه كابن الروميّ في أوانه. فمن شعره يهجو ابن أبي أسامة. . . . . . ثم يورد له قصائد و مقطّعات في اثنتين و عشرين صفحة (1:295-317) على غير ترتيب معيّن. فاذا انتهى من ذلك كلّه قال: «و إن اتّفق وجود المنثور ألحقته، بعون اللّه و قدرته» .

على أن الثعالبيّ يقسم الشعراء في كتاب اليتيمة أقساما بحسب بلدانهم، كما نرى في مقدّمة اليتيمة نفسها (راجع رقم 3) .

و مؤلّفات الثعالبي في معظمها في الشعر، و له كتب في اللغة و النحو (راجع 4) .

مختارات من نثره و شعره:

-قال أبو منصور الثعالبيّ في النسيب (تأمّل تكلّفه في الصناعة: سائل، السائل -حال، الحائل-العاذل، العادل) :

و سائل عن دمعي السائل... و حال لوني الكاسف الحائل (4)

قلت له، و الارض في ناظري... أضيق منها كفّة الحابل (5)

بليت، و اللّه، بمملوكةٍ... في مقلتيها ملكا بابل (6)

فإن لحاني عاذل في الهوى... يوما، فما العاذل بالعادل (7)

- من مقدّمة يتيمة الدهر:

. . . . و قد سبق مؤلّفو الكتب الى ترتيب المتقدّمين من الشعراء و المتأخّرين، و ذكر طبقاتهم، و درجاتهم و تدوين كلماتهم و الانتخاب من قصائدهم و مقطوعاتهم. فكم من كتاب فاخر عملوه، و عقد باهر نظموه، لا يشينه الآن إلاّ نبوّ العين عن إخلاق جدّته و بلى بردته و مجّ السمع لمردّداته و ملالة القلب من مكرّراته (8)، و بقيت محاسن أهل العصر التي معها رواء الحداثة و لذّة الجدّة و حلاوة قرب العهد و ازدياد الجودة على كثرة النقد غير محصورة بكتاب يضمّ نشرها (9). . . . . . و لقد كنت تصدّيت لعمل ذلك في سنة أربع و ثمانين و ثلاثمائة، و العمر في إقباله و الشباب بمائه؛ فافتتحته باسم بعض الوزراء مجريا إياه مجرى ما يتقرّب به أهل الأدب الى ذوي الأخطار و الرتب. . . . . .

و حين أعرته على الأيام بصري و أعدت فيه نظري تبيّنت مصداق ما قرأته في بعض الكتب: «إنّ أول ما يبدو من ضعف ابن آدم أنّه لا يكتب كتابا فيبيت عنده ليلة إلاّ أحبّ في غدها أن يزيد فيه أو أن ينقص منه» -هذا في ليلة واحدة، فكيف في سنين عدّة! . . . . فقلت. . . . . . : لم لا أبسط فيه عنان الكلام و أرمي في الإشباع و الإتمام هدف المرام؟ فجعلت أبنيه و أنقضه، و أزيده و أنقصه، . . . . ، و الأيام تحجز، و تعد و لا تنجز؛ إلى أن أدركت عصر السنّ و الحنكة. . . . فاختلست لمعة من ظلمة الدهر و انتهزت رقدة من عين الزمان. . . . و خفّة من زحمة الشوائب و استمررت في تقرير هذه النسخة الأخيرة

و تحريرها من بين النسخ الكثيرة، بعد أن غيّرت ترتيبها و جدّدت تبويبها. . . . .

فهذه النسخة الآن تجمع-من بدائع أعيان الفضل و نجوم الأرض من أهل العصر و من تقدّمهم قليلا و سبقهم يسيرا-ما لم تأخذ الكتب العتيقة غرره. . . . و تشتمل من نسج طباعهم و سبك أذهانهم. . . . و تتضمّن من ظرفهم و ملحهم. . . . ما لم تتضمنه النسخة السائرة الأولى.

و الشرط في هذه (النسخة) الأخرى إيراد لبّ اللّبّ و حبّة القلب و ناظر العين و نكتة الكلمة. . . . مع كلام في الإشارة الى النظائر و الأحاسن و السرقات و أخذ من طريق الاختصار و نبذ من أخبار المذكورين و غرر من فصوص فصول المترسّلين يميل الى جانب الاقتصار. . . . .

 

ثم ان هذا الكتاب المقرّر ينقسم الى أربعة أقسام يشتمل كلّ قسم منها على أبواب و فصول:

القسم الاول: في محاسن أشعار آل حمدان و شعرائهم و غيرهم من أهل الشام و ما يجاورها و مصر و الموصل و المغرب.

القسم الثاني: من محاسن أشعار أهل العراق و من إنشاء الدولة الديلمية.

القسم الثالث: من محاسن أشعار أهل الجبال و فارس و جرجان و طبرستان و أصفهان.

القسم الرابع: في محاسن أهل خراسان و ما وراء النهر من انشاء الدولة السامانية و الغزنية و الطارئين على الحضرة ببخارى من الآفاق. . . . .

____________________

1) النمرقة: الوسادة الصغيرة. و يبدو أن هذه الوسادة كانت مزركشة بألوان مختلفة.

2) كذا في الاصل: ملح؛ و لعلها لمح (بتقديم اللام على الميم) .

3) الباقعة: الرجل الداهية، الذكي العارف لا يفوته شيء و لا يدهى (بضم الياء) : لا يخدع.

4) وسائل (: مستفهم) عن دمعي السائل (الجاري) . الحائل: المتغير (اللون الكاسف: السيء، المتبدل عما يكون عليه في حال الصحة عادة) .

5) كفة (بكسر الكاف) . الحابل: الصائد الذي يصيد الحيوان بالحبل. كفة حابل: حبل معقود ليشد على عنق الحيوان (و لذلك تصبح بعد الشد ضيقة جدا) .

6) بليت: أصبت ببلاء (مرض، مصيبة، ضيق) . مملوكة: جارية (جميلة) . ملكا بابل (من الملائكة) : هاروت و ماروت اللذان علما الناس السحر (يقصد: في عينيها جميع قوى السحر) .

7) لحا: لام. العاذل: الذي يلوم المحب.

8) يشينه: يعييه. نبو: نفور، ابتعاد. اخلاق (بكسر الهمزة) : تهرؤ، بلى. البرد: الثوب.

9) أهل العصر (الذي كان الثعالبي يعيش فيه) . رواء: جمال المنظر. حلاوة قرب العهد: حب الناس للأشياء التي ألفوها. ازدياد الجودة على كثرة النقد: مع كثرة ما انتقدها النقاد ظلت جيدة (لأنها جيدة فعلا) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.