المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المبارزة
2024-11-27
حكم الطفي المسبي
2024-11-27
حكم السلب
2024-11-27
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الكرنب (الملفوف)
2024-11-27
حكم الكافر الحربي اذا اسلم
2024-11-27
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الكرنب (الملفوف)
2024-11-27

بلاط الأرضيات المرنة - المطاط
2023-03-08
الراي العام ووسائل الاتصال- وسائل الإعلام يمكن قهرها
24-5-2022
الاحتياجات البيئية للبابايا (الباباظ) Papaya Environment
2023-02-16
الشيخ محمد بن الحسن المشهدي.
24-1-2018
الطهارة في امور العبادة
20-1-2016
Peroxisomes
27-10-2015


الباخرزي  
  
2354   08:49 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص170-174
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016 3572
التاريخ: 7-2-2018 2305
التاريخ: 9-04-2015 4816
التاريخ: 30-12-2015 8437

هو الشيخ أبو القاسم (و قال بعضهم: أبو الحسن) عليّ بن الحسن بن عليّ ابن أبي الطيّب الباخرزي، نسبة الى باخرز (و هي ناحية من نيسابور بخراسان) ، السنخيّ نسبة إلى النسخ إحدى قرى خراسان.

درس الباخرزي في أوّل أمره في بلده ثمّ سمع الحديث و قرأ الفقه في نيسابور و حضر على عبد اللّه بن يوسف الجوينيّ الفقيه (ت 438 ه‍) . بعدئذ غلبت عليه محبّة الأدب و الانشاء.

كان بين الباخرزيّ و بين أبي نصر محمّد بن منصور الكندريّ معرفة و زمالة في تلقّي العلم في نيسابور-و قد اتّفق للباخرزيّ أن هجا الكندريّ-فلمّا وزر الكندريّ للسلطان طغرل بك السّلجوقي (447 ه‍ -1055 م) استدعى الباخرزيّ الى بغداد و جعله يختلف الى ديوان الرسائل. ثمّ تقلب الباخرزي في عدد من مناصب الدولة. و مدح الخليفة القائم بأمر اللّه (422-467 ه‍) . و عاش حينا في البصرة.

و أخيرا عاد الباخرزي الى باخرز حيث قتل في مجلس أنس في ذي القعدة من سنة 467(حزيران-يونيو 1075 م) و ذهب دمه هدرا.

الباخرزيّ شاعر مكثر مطبوع مجيد في المقطّعات أكثر من إجادته في القصائد، يطبع شعره أحيانا على غرار جرير. و فنونه المدح و الغزل و شيء من المجون و الخمر. و للباخرزي كتاب «دمية القصر و عصرة أهل العصر» (1) (في شعراء القرن الهجريّ الخامس) ، و هو تتمّة لكتاب الثعالبي «يتيمة الدهر» . و لعلّ مما حمله على تأليف هذا الكتاب أن أباه كان جارا للثعالبي في نيسابور.

مختارات من آثاره:

-قال الباخرزي يصف قسوة الشتاء و يصف الماء يقذف به في الجوّ الشديد البرد علوّا فيجمد حالا ثم يسقط على الأرض بردا (العودان: عود الغناء و عود الطيب) :

كم مؤمن قرصته أظفار الشتا... فغدا لسكّان الجحيم حسودا

و ترى طيور الماء في وكناتها... تختار حرّ النار و السفّودا (2)

و اذا رميت بفضل كأسك في الهوا... عادت عليك من العقيق عقودا

يا صاحب العودين، لا تهملهما... حرّك لنا عودا و حرّق عودا

- و قال الباخرزيّ في الغزل:

ألا سقيت أطلال ليلى، و إن عفت... مغاني غوانيها و ولّى زمانها (3)

توفيت اللذّات في عرصاتها... لذاك بكت نوّاحة و رشانها (4)

و عهدي بها من قبل حمرا جمالها... و خضرا مراعيها و بيضا حسانها (5)

فطورا بلثم الناي يعنى زنامها... و طورا بضرب العود يغرى بنانها (6)

و تحسو عصير السيل أغصان دوحها... فتهتزّ سكرا و الطيور قيانها (7)

- من مقدّمة دمية القصر (طريقة تأليفها) :

. . . . و لهذا الشأن لا أزال أهبّ على كلّ بقعة مذكورة، و أحطّ رحلي من كورة الى كورة-و قد ولّيت وجهي شطر الفضلاء الوجاه، و بسطت حجري لالتقاط درّ الشفاه (8). . . . . فلله سلّم فيه ارتقيت، و أعيان بهم التقيت، و نجوم بأيّهم اقتديت اهتديت (9)؛ و ان لم يتيسّر الوصول اليها و الفراغ منها إلاّ و قد وخط القتير و طلع النذير و انضمّ الخيط الأبيض من الفجر الى الخيط الأسود من الشعر؛ فخلّى الفود مشتعلا و الفؤاد مشتغلا (10) و أضاف الذود الى الذود فصارت إبلا (11)، و ذلك في شهور سنة أربع و ستين و أربعمائة. . . .

و هذا حين أسوق صدر الكتاب الى العجز. . . و كنت على ألاّ أزاود الثعالبيّ في يتيمته و لا أزجّه في كريمته الاّ ما تجذّبت شؤون الأحاديث اليه فأفرغ كلامي عليه. . . . فكرّرت في كتابي هذا أسماء قوم من أعلام العلوم الذين هم أسنمة الأدب و غواربه، و منهم مشارق الشعر و فيهم مغاربه ممّن رأيته و كان لقاؤه لعيني كحلا أو سمعت به فكانت أخباره لسمعي تحلا (12) (!) . . . . و اذا أنا كنزت على شعراء العصر جريدة فريدة ثم انتهيت الى مكانهم منها فأسقطت شذورهم من النظام، و طفرت الى من وراءهم طفرة النّظام لم آمن أن يقال هذا رجل ضيّق العطن قصير الشطن (13) قليل الثبات كثير الوثبات يتخطّى رقاب الأحياء الى رفات الأموات. . . . .

فإن اتّفق من هذا الجنس شيء فلا مشاركة الا في اثبات الاسم، و الشرط ألاّ أعيد الاشعار التي تجمّلوا بها في كتبهم، و ان أعدّت ذكر الشاعر الذي تكثّروا به في صحفهم (14). . . . .

و لا أخلي اسم كلّ فاضل من إشارة الى سبب من أسبابه، و إيماء الى نسب من أنسابه. اللهمّ الاّ أقواما ما عثرت بأساميهم في الدفاتر فاشتبهت عليّ أغفالهم و لم تفتح على يدي أقفالهم (15). و العذر فيه أن الحداة لم تتغنّ بأشعارهم و الرياح لمّ تهبّ بأخبارهم و الليالي لم تطنّ بأسمارهم (16). . . و قد فهرست أسامي الفضلاء، ثمّ فرّقت عليها نظري أرؤسا و أقلاما (لعلّها: أقداما) و جعلت طبقاتها المرتّبة أقساما. ثمّ أخرجت أقسام طبقات الاسماء على عدد طباق السماء (17)، فلكلّ مقام مقال، و لكلّ طبقة رجال، و هم أزواج ثلاثة: منهم السابقون الاولون، و منهم اللاحقون المخضرمون، و منهم المحدثون العصريون. . . . .

و قد سمّيت الكتاب «دمية القصر و عصرة أهل العصر» . . . .

- أسلوبه في سياقة التراجم: (ص 91-92) :

حمد بن فورجّة: هو في الصنعة من الفحول، و التنبيه على فضله طرف من الفضول. و شعره فرخ شعر الأعمى، أعني شاعر معرّة النعمان، و إن كان هذا الفاضل منزّها عن معرّة العميان (18). . . . . و من أبكار معانيه قوله:

ما شانني حبس، و لا ضرّني... ما جرّ من حادث إقتاري (19)

جرّبني الدهر بأحداثه... تجربة الياقوت بالنار (20)

___________________

1) سبعة أقسام: شعراء البدو و الحجاز-شعراء الشام و ديار بكر و آذربيجان و الجزيرة و بلاد المغرب-فضلاء العراق-شعراء الري و (منطقة) الجبال-فضلاء جرجان و استراباد و دهستان و قومس و خوارزم و ما وراء النهر- شعراء خراسان و قهستان و سجستان و غزنة-طبقة من أئمة الادب لم يجر لهم في الشعر رسم.

2) تجد الطيور ترتجف في وكناتها (جمع وكنة بضم فضم: عش الطائر في جدار) ترتجف من البرد و تتمنى أن لو تشك بالسفود و تشوى على النار.

3) مغاني غوانيها: مساكن نسائها الجميلات.

4) العرصة (بفتح ففتح) : الباحة العراء (بغير بناء) . -لما ذهبت الأيام التي كنا نألف فيها اللذات في تلك الاماكن، حزنت و رشانها (بكسر الواو، و هي جمع ورشان بفتح ففتح: ساق حر: نوع من الحمام) .

 

5) حمرا جمالها الخ (كناية عن الخصب و النعيم) .

6) زنام (بضم الزاي) زمار حاذق كان لهارون الرشيد. بنان أصابع-تصدح تلك الورشان (بكسر الواو) صوتا يشبه تزمير زنام (تأمل الموازنة بين زنام الزمار و بين زنمتي الأذنين للمقابلة بين لثم الناي و بين تقريبه الناي من جانب الفم) . و بنان: مغن (غ 9:302 الخ) .

7) تشرب دوحها (أشجارها الكبيرة) من صفوة ماء السيل (تشبيها له بالخمر) فتتمايل أغصانها مع ريح الشتاء (كأنها سكرى) ، و تغني الاطيار على أغصانها (بعد انقضاء المطر) كأنها قيان (نساء حسان مغنيات في مجلس خمر) .

8) حط رحله: قطع سفره، استقر في بلد بعد بلد في أثناء السفر. الوجاه ليست في القاموس بالمعنى الذي قصده الباخرزي (راجع 4:295) . المقصود الوجوه أو الوجهاء. الحجر: الحضن (ما بين فخذي الانسان اذا جلس) .

9) بأيهم اقتديت اهتديت: كل (شاعر) استمليت بعض شعره هو مطلوبي (اقتباسا من حديث للرسول: أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم) .

10) و خط (استوى) القتير (الغبار، كناية عن الشيب) -أصبح الشعر الابيض في رأسي مساويا للشعر الاسود في المقدار. النذير: (الشيب) ينذر (يهدد) بقرب الموت. انضم الخيط الابيض (الشعرة البيضاء) من الفجر الى الخيط الاسود من الشعر. الاستعارة بعيدة، و لعل المقصود: زاد الشيب في رأسي. خلى (ترك، جعل) الفود (الشعر في جانب الرأس، و هو يتأخر في الشيب عادة. فاذا شاب الفود فمعنى ذلك أن جميع شعر الرأس قد شاب) . مشتعلا (ملتهبا كالنار) ، قد عمه الشيب. اشتغل الفؤاد: أخذته الهموم (لقرب الاجل و انقطاع عمل الحياة) .

11) الذود: بضعة جمال. و في المثل: من الذود الى الذود إبل (-بإضافة بضعة جمال الى بضعة جمال يصبح لك قطعان ابل كثيرة-يقصد أنه جمع كتابه «دمية القصر» قليلا قليلا حتى تم) .

12) صدر الكتاب (أوله) و عجزه (آخره) : أصبح الكتاب جاهزا من أوله إلى آخره. و كنت على (قصدت) أ لا أزاود الثعالبي في يتيمته (أ لا أجعل كتابي أكبر من كتابه بأن أضم الشعراء الذين ضمهم هو ثم أضم اليهم جماعة آخرين) . لا أزجه (أطعنه) في كريمته (كتابه القيم) ، أي أسرق منه. . . . إلا ما جاء من ذلك عرضا فاتفق أن ذكرت في كتابي مثل ما ذكر في كتابه. تحلا (؟) لعلها نحلا (بضم النون مجانسة كحلا) : عطية.

13) أسقطت شذورهم (الشذور قطع صغيرة من الذهب توضع واحدة منها بين كل حبة و حبة من حبات اللؤلؤ في العقد) : تركت الذين ليس لهم الا قليل من الشعر. النظام (الخيط الذي تجمع به حبات العقد) . طفرت: قفزت (تركت) . طفرة النظام: الطفرة قضية من قضايا الفلسفة الرياضية وردت عند زينون الايلي (ت 430 ق. م) تقول: اذا كانت المسافة بين نقطتين تتألف من نقاط غير متناهية، فكيف يمكننا أن نقطها في زمن متناه؟ و الجواب: إننا حينما نسير لا نمس جميع النقاط التي يتألف منها الخط الذي نتبعه في سيرنا، بل نطفر (نثب، نقفز عن نقاط من غير أن نمسها) . و قد تكلم أبو اسحاق ابراهيم النظام (ت 231 ه‍) في هذه القضية حتى أصبحت جزءا من عقيدته الفلسفية. يقصد المؤلف: لم أضم في كتابي جميع الشعراء الذين في زماني؛ و لكني جمعت عددا من أشعار الاحياء و لم آخذ شيئا لأحد من الأموات (الذين سبقوا زمني) . العطن: مبرك الابل. ضيق العطن: قليل المال (قليل المادة الأدبية) . قصير الشطن (الحبل) : لا يستطيع أن يستقي من الآبار (لم يستطع أن يملأ كتابا بشعر للأحياء فأضاف اليه شعرا من دواوين الشعراء الذي ماتوا) .

14) احيانا أذكر اسم شاعر ورد في كتاب يتيمة الدهر للثعالبي و لكن أذكر له أشعارا جميلة لم تذكر في اليتيمة.

15) ما عثرت بأساميهم في الدفاتر (في الكتب المؤلفة) . اشتبهت علي أغفالهم (أسماؤهم المرموز بها اليهم، نحو: أبو الفرج-أبو الفرج الأصفهاني، أبو الفرج بن النديم، ابو الفرج بن هندو الخ؛ العسكري-الحسن العسكري، أبو أحمد العسكري، أو هلال العسكري) .

16) الحداة (سائقو الابل) لم تتغن بأشعارهم: لم تنتقل أشعارهم (من بلد الى بلد فتصل الي) . الرياح لم تهب بأخبارهم، الليالي لم تطن بأسماهم: لم يشتهروا.

17) طباق السماء سبعة. راجع أقسام الدمية السبعة، ص 171، الحاشية.

18) شاعر معرة النعمان: ابو العلاء المعري. المعرة: العيب.

19) الإقتار: الفقر.

20) الياقوت لا يحترق بالنار (!)

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.