أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-1-2016
3452
التاريخ: 18-11-2015
2580
التاريخ: 28-12-2015
10271
التاريخ: 22-10-2014
3837
|
مصبا- المرو : الحجارة البيض , الواحدة مروة , وسمّى بالواحدة الجبل المعروف بمكّة. والمروان : بلدان بخراسان , يقال لأحدهما مرو الشاهجان , وللآخر- مروروذ , وزان عنكبوت. والنسبة الى الاولى في الاناسيّ مروزيّ بزيادة زأي على غير قياس , ونسبة الثوب مروىّ على لفظه.
لسا- المرو : حجارة بيض برّاقة تكون فيها النار وتقدح منها النار , واحدتها مروة , وبها سمّيت المروة بمكّة.
والتحقيق
أنّ المروة ارتفاع في رديف ارتفاع الصفا ومقابله , وهما من الأحجار العظيمة الصلبة تشكّلتا , وواقعتان في الجنوبيّ الشرقيّ والشمال من المسجد , ومن ارتفاعات جبل أبي قبيس الّذى هو في الجهة الجنوب الشرقيّ وأدنى الجبال من مكّة المعظّمة , وجبل قعيقعان.
وبينهما المسعى للحجّاج , وكانتا سابقا منفصلتين عن المسجد , وفي جوانب المسعى حوانيت وحجرات لبيع الأمتعة من العطريّات والحبوبات وغيرها , إلّا أنّ المسجد قد وسّعت واتّصلت الى المسعى وبلغت أبنية المسجد والمسعى ولواحقهما الى أحسن الوجوه وأتمّها , وجعلت للمسعى مرتبة فوقانيّة رفيعة , وبنيت في فواصل المسجد والمسعى وما يعادلها من دائرة أطراف المسجد : بناء عال ملحق بالمسجد على طبقتين أو ثلاث طبقات , وصارت المسجد اليوم من أحسن أبنية المساجد العالميّة.
يقول ابن بطوطه في رحلته المؤلّفه في أوائل القرن الثامن ص 86 : ومن باب الصفا الّذى هو أحد أبواب المسجد الحرام الى الصفا 76 خطوة , وله اربع عشرة درجة علياهنّ كأنّها مسطبة , وبين الصفا والمروة 493 خطوة. وللمروة خمس درجات , وهي ذات قوس واحد كبير , وسعتهما 17 خطوة.
ويقول ابن فضل اللّٰه في كتابه مسالك الأبصار المؤلّف في القرن الثامن ص 112 : أمّا الصفا فحجر أزرق عظيم في أصل جبل أبى قبيس , قد كسر بدرج الى آخر موضع الوقوف , واكثر ما ينتهى الناس منها الى اثنتي عشرة درجة أو نحوها. وأمّا المروة : فحجر عظيم الى أصل جبل متّصل بجبل قعيقعان (و هو من ناحية شمال المسجد يقابل أبا قبيس) كأنّه قد انقسم على جزأين وبقيت بينهما فرجة يبين منها درج عليها الى آخر الوقوف , وجميع ما بين الصفا والمروة 780 ذراعا.
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة : 158] سبق أنّ الشعيرة فعيلة بمعنى ما يدرك باللطف والدقّة , حول أمر أو حول عظمة اللّٰه تعالى.
والطواف : حركة حول شيء سواء كان على سبيل الدوران والاحاطة
الظاهريّة , أو حركة اليه متداوما وعلى سبيل التكرّر , كأنّه يدور حوله , كما في- {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ } [الإنسان : 19].
فالصفا والمروة مع خصوصيّات منظورة في مقام السعى بينهما , وبلحاظ التوجّه الى الطائف آداب للساعي المحرم في الحجّ أو العمرة : تكونان من آيات وعلائم حول العظمة والكبرياء للّٰه تعالى.
ولا يخفى أنّ الحاجّ بالطواف على البيت يظهر كمال الخشوع والذلّة والفناء والتسليم في قبال تجلّى العظمة والجلال ومظهر القدرة والربوبيّة والتوجّه للّٰه عزّ وجلّ , ويتحقّق هذا البرنامج عملا في الخارج بصلوة الطواف وبالخشوع التامّ والركوع والسجدة والعبوديّة الخالصة.
ولمّا كانت العبوديّة الخالصة غاية كمال المؤمن ونهاية مقامات السالك ومنتهى مقصد العارف : فلازم أن يبتدء في إعمال هذا البرنامج والعمل به على سبيل التفصيل والتحقيق. وآية هذه المجاهدة فيه والتعهّد في هذا البرنامج والسير : هي السعي بين الجبلين والحجرين العظيمين بل الأحجار الصلبة , اللّتان باطنهما الصفا والنورانيّة.
وهذا السعى يعلن إقداما وعملا وشروعا بالمجاهدة والسلوك والسير فيما بين مرحلتين عظيمتين شديدتين , ولو كان مواجها بأي موضوع صلب وأي أمر صعب غير ملائم شديد.
فيسعى بينهما ويكررّ السعي والمجاهدة ويديم العمل والذهاب والإياب الى أن يحصل المقصود ويصل الى العبوديّة المطلوبة.
وعدد السبع فيه اشارة الى الكثرة والاستمرار , والجبلين الى الأمرين من الشدائد والابتلاءات الظاهريّة والباطنيّة.
فالاحرام والطواف والصلوة والسعي والتقصير : فهرس اجمالىّ عن السلوك وبرنامج منتخب من المجاهدة في اللّٰه والى اللّٰه عزّ وجلّ , وتعليم عمليّ وهداية الى مراحل السير الى اللقاء.
فللحاجّ إذا كان نظره حجّا الى اللّٰه تعالى وسلوكا الى لقائه وتحصيلا للسعادة والقرب والفلاح : أن يصمّم في نتيجة حجّه بالعمل والجهاد في هذا البرنامج تفصيلا الى وصول المقصود.
____________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|