أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
4008
التاريخ: 26-1-2016
2503
التاريخ: 21-06-2015
2663
التاريخ: 2-3-2018
2606
|
هو أبو محمّد عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن عاصم بن ثابت بن الأقلح الأنصاري من بني ضبيعة بن زيد من الأوس. و أمّه أثيلة بنت عمير بن مخشيّ.
ولد الاحوص في المدينة نحو عام 35 ه(655 م) و نشأ بها، و كان أحمر أحوص العينين (1). ثم إنّه كان دنيء الطبع، قليل المروءة و الدين، هجّاء للناس مخنّثا (2). و بلغ من استهتاره ...... ما جعل الوليد بن عبد الملك يأمر واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز (86-93 ه) بجلده لذلك و لما كان قد شاع عنه من التخنيث و التعدّي على الاعراض.
و يبدو أن الاحوص أصلح بعد ذلك علانيته و اتّصل بالوليد و مدحه. و في سنة 96 ه(714 م) ، في آخر أيام الوليد في الاغلب، أثار الاحوص سخط قاضي المدينة أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بسوء أعماله و بشيء كان بينهما أيضا فهجاه الاحوص. ثم جاء سليمان بن عبد الملك إلى الخلافة (نصف جمادى الثانية 96 ه-أواخر شباط-فبراير 715 م) و الاحوص على استهتاره و استخفافه بالحرمات، فنفاه سليمان إلى جزيرة دهلك في جنوب البحر الاحمر، فبقي هنالك تتمّة أيام سليمان ثم أيام عمر بن عبد العزيز كلّها (99-101 ه-717- 720 م) ، نحو خمس سنوات (3). فلما تولى يزيد بن عبد الملك الخلافة، و كان خليعا مستهترا، ردّ الاحوص من منفاه و اتّخذه نديما.
و لم يعش الاحوص بعد ذلك طويلا فقد مرض مرض الموت و توفّي سنة 105 ه(723 م) ، مع يزيد بن عبد الملك في عام واحد؛ و قيل بل توفّي في سنة 110 ه(728 م) .
الاحوص شاعر غزل صريح كعمر بن أبي ربيعة، و كان ينسب بنساء ذوات أخطار. و كذلك له مديح و هجاء. و هو سمح الطبع سهل الكلام صحيح المعنى متين التركيب، و لشعره رونق و ديباجة صافية و حلاوة و عذوبة. على أن الاحوص أقل شهرة مما تستحق شاعريته، فقد حطّ من منزلته دناءة طبعه و تعرّضه للحرمات (4)، و إن كان هو يدّعي خلاف ذلك (5). و فنونه الغزل و الفخر و الحكمة و المدح و الهجاء.
المختار من شعره:
- كان الاحوص مشغوفا بامرأة من الانصار هي أمّ جعفر بنت عبد اللّه بن عرفطة من بني مالك بن الأوس أهل المدينة، فأكثر فيها قول الاشعار و استهتر في ذلك حتّى استعدى عليه أخوها أيمن والي المدينة عمر بن عبد العزيز. و من أقوال الأحوص في أم جعفر هذه:
لقد منعت معروفها أمّ جعفر... و إنّي إلى معروفها لفقير
و قد انكرت بعد اعتراف زيارتي... و قد وغرت فيها عليّ صدور (6)
أدور، و لو لا أن أرى أمّ جعفر... بأبياتكم ما درت حيث أدور
أزور البيوت اللاصقات ببيتها... و قلبي إلى البيت الذي لا أزور (7)
- و من أقوال الاحوص في أمّ جعفر أيضا:
و إنّي ليدعوني هوى أمّ جعفر... و جاراتها من ساعة فأجيب (8)
و إنّي لآتي البيت ما إن أحبّه... و أكثر هجر البيت و هو حبيب
و أغضي على أشياء منكم تسوءني... و أدعى إلى ما سرّكم فأجيب
هبيني امرأ إمّا بريئا ظلمته... و إمّا مسيئا مذنبا فيتوب
فلا تتركي نفسي شعاعا فإنّها... من الحزن قد كادت عليك تذوب (9)
-مدح الاحوص يزيد بن عبد الملك فقال فيه:
كريم قريش حين ينسب، و الذي... أقرّت له بالملك كهلا و أمردا
و ليس و ان أعطاك في اليوم مانعا... إذا عدت، من أضعاف أضعافه غدا
أهان تلاد المال في الحمد، إنه... إمام هدى يجري على ما تعوّدا (10)
تشرّف مجدا من أبيه و جدّه... و قد ورثا بنيان مجد تشيّدا
- و للاحوص في تبرير استهتاره و فسقه:
ألا لا تلمه اليوم أن يتبلّدا... فقد غلب المحزون أن يتجلّدا
إذا كنت عزهاة عن اللهو و الصبى... فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا (11)
فما العيش إلاّ ما تحبّ و تشتهي... و إن لام فيه ذو الشنان و فنّدا (12)
- و اختار أبو بكر الأصفهاني في كتاب الزهرة للأحوص:
أدعو إلى هجرها قلبي ليتبعني... حتّى إذا قلت: هذا صادق، نزعا
قد زاده كلفا بالحبّ أن منعت... أحبّ شيء إلى الانسان ما منعا
__________________
1) أحمر: شديدة الشقرة. و الحوص (بفتح ففتح) : ضيق في مؤخر العين.
2) غ 4:233،235-236،254.
3) في الاغاني 4:252 أن الاحوص نفي إلى دهلك حينما كان عمر بن عبد العزيز واليا على المدينة (86- 93 ه) .
4) راجع غ 4:232.
5) الأمالي، راجع 1:47-48.
6) و غرت (بفتح العين أو بكسرها) فيها علي صدور: امتلأت صدور كثير من الناس بالعداوة و الحقد علي فيها (بسببها، لأنني أحب أم جعفر) .
7) كذا في الأصل، و استقامة اللفظ تقتضي حرفا متحركا بين «لا» و بين «أزور» ، و ذلك زحاف (بكسر الزاي) من عيوب الشعر الجائزة، إلا أنه هنا بارز جدا.
8) من ساعة: من مسافة ساعة (من مكان بعيد) .
9) (ذهبت) نفسه شعاعا: متقسمة متفرقة (من الخوف) .
10) تلاد المال: المال القديم الموروث.
11) العزهاة: المبتعد عن اللهو و النساء.
12) الشنان لغة في الشنآن: البغض. فنده: نسبه إلى الفند (الجنون) .
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|