المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



أبو جعفر الطبري  
  
2641   08:55 صباحاً   التاريخ: 28-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص388-391
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو جعفر محمّد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبريّ، ولد في آمل (قصبة طبرستان) في آخر سنة 204 ه‍ أو أوّل سنة 205 ه‍ (820 م) .

بدأ أبو جعفر الطبريّ كتابة الحديث عن علماء بلده ثم انتقل إلى الريّ و البلدان المجاورة فسمع ممن فيها كلّها من العلماء. ثم أنّه قصد بغداد ليسمع من الإمام أحمد بن حنبل، فلمّا دخلها كان أحمد بن حنبل قد توفّي (241 ه‍-855 م) . فمكث مدّة ثم انحدر إلى البصرة فسمع من علمائها. بعدئذ انتقل إلى الكوفة ثم عاد إلى بغداد.

بعدئذ قصد الطبريّ مصر و جعل في أثناء طريقه يكتب عن العلماء في البلدان الشامية إلى أن دخل الفسطاط، سنة 253 ه‍(867 ه‍) . ثم عاد إلى الشام و رجع بعد ذلك إلى مصر (256 ه‍) . و أخيرا استقرّ في بغداد يقضي بعض وقته في التدريس و الإملاء و المناظرات و يقضي معظم وقته في التأليف حتى توفّي في 26 شوّال من سنة 310 ه‍(16-2-923 م) .

خصائصه الفنّيّة:

كان أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ إماما في التفسير و الحديث و الفقه و التاريخ و النحو و اللغة و العروض و الأدب و ملمّا بالحساب و الجبر و المنطق و الطبّ و سواها. و مع أنّه كان من الأئمّة في القراءات، فانّه لم يقرئ أحدا اختيارا و إنّما كان يقرأ عليه الفرد بعد الفرد. أما التفسير فكان إماما مقدّما فيه بصيرا بمعاني القرآن فقيها بأحكامه عارفا بالتأويل. و كذلك كان عارفا بالحديث و السنن عليما بطرق روايتها و بصحيحها و سقيمها و بناسخها و منسوخها عارفا بأقوال الصحابة. و أما في الفقه فقد كان أحد الأئمّة أصحاب المذاهب لم يقلّد أحدا بل خطّ لنفسه مذهبا كان له فيه أتباع. غير أنّ مذهبه باد (بطل العمل به) ؛ و نجد إشارات إلى مذهبه الفقهي في معجم الأدباء (18:53،57-58،82،83) . و كان في النحو من أتباع المذهب الكوفي.

المختار من آثاره:

و تصانيف الطبريّ كثيرة مبسوطة (كبيرة) متنوّعة الموضوعات يهمّنا منها:

(أ) كتاب الأمم و الملوك (يعرف أيضا بتاريخ الرسل و الأنبياء و الملوك، و هو مشهور باسم «تاريخ الطبري») : كان هذا الكتاب ثلاثين ألف ورقة (600,000 سطر) ، فلمّا أراد إملاءه على أصحابه (طلاّبه) استكثروه فاختصره لهم في ثلاثة آلاف ورقة (60,000 سطر) . هذا التاريخ يبدأ بآدم و يقف عند سنة 302 ه‍(914 م) ، و هو حوليّات على السنين يورد الطبريّ فيه الأحداث مرتّبة سنة فسنة في روايات مستقلّة، كلّ رواية مختصّة بحادث تاريخيّ أو بجزء من حادث تاريخيّ. و ربّما كرّر ذكر الحادث الواحد، إذا كان هنالك روايات مختلفة تتعلّق بذلك الحادث. و الطبري في تاريخه يثبت الروايات المختلفة و المتناقضة أحيانا كما وصلت إليه من غير أن يبدي فيها رأيا، بل يترك للباحث أن يقارن الروايات و يختار منها ما يثبت عنده على النقد. و فضل هذه الطريقة أنها تحفظ كلّ الروايات -و لو كان بعضها خاطئا-كيلا تحذف رواية ربّما كان فيها شيء من الحقيقة.

(ب) جامع البيان عن تأويل آي القرآن أو. . . . عن تأويل القرآن، و يعرف باسم «تفسير الطبري» : كان هذا الكتاب أيضا نحو ثلاثين ألف ورقة فاختصره لأصحابه في ثلاثة آلاف ورقة. و الطبريّ يسلك في تفسير القرآن المسلك التاريخيّ في الدرجة الأولى: إنّه يحاول أن يجمع الروايات المتعلّقة بكلّ آية من الناحية التاريخية أو اللّغوية أو الفقهية ثم يوازن بين الروايات (بخلاف مسلكه في التاريخ) ليستخرج المعنى المقصود، و كان يقول (معجم الأدباء 18:63) : «إنّي أعجب ممّن قرأ القرآن و لم يعلم تأويله كيف يلتذّ بقراءته!» و قد شرح الطبريّ طريقة تفسيره في مقدمة «جامع البيان» و لخّصها ياقوت الحمويّ (18:63-65) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.