المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



أبو بكر محمد بن داود الأصفهاني  
  
6102   11:53 صباحاً   التاريخ: 26-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص383-18
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-7-2016 3361
التاريخ: 30-12-2015 2127
التاريخ: 13-08-2015 6686
التاريخ: 22-06-2015 3059

هو أبو بكر محمّد بن أبي سليمان داود بن عليّ بن خلف الاصفهانيّ الظاهريّ، ولد سنة 255 ه‍(868 م) و درس على أبيه داود ابن عليّ (ت 270 ه‍) صاحب المذهب الظاهريّ (1) و على أحمد بن يحيى الشيبانيّ؛ ثمّ إنّه خلف أباه في رئاسة المذهب و في حلقة التدريس و عمره ستّ عشرة سنة.

و توفّي أبو بكر الاصفهانيّ باكرا، في التاسع من رمضان 297 ه‍ (898 م) .

خصائصه الفنّيّة:

كان أبو بكر محمّد بن داود الظاهريّ فقيها و أديبا و شاعرا ظريفا على شعره شيء من جفاف شعر الفقهاء. على أن نثره كان أحسن من شعره. و نثره مسجوع سهل رائق يجري على المنطق، و لكن يتخلّله شيء من الغموض في بعض الأحيان. ثمّ هو مؤلّف له كتاب الوصول إلى معرفة الأصول، كتاب الإنذار، كتاب الإعذار (و هي في الفقه) . أما شهرته فراجعة إلى كتاب الزهرة، و هو كتاب صنّفه في شبابه و جمع فيه أبياتا في الغزل منها المقطّعات القصار و منها الأبيات المختارة من القصائد الطوال. هذه المختارات تمتدّ في الزمن من امرئ القيس إلى الشعراء الذين عاصروا المؤلّف. و في كتاب الزهرة مائة باب كلّ باب منها في حال من أحوال الهوى و العشق، و في كلّ باب مائة بيت تتعلّق بكلّ حال من تلك الأحوال. و المؤلّف يقدّم كلّ باب ببضعة أسطر من نثره الرائق في وصف حال الهوى المعيّنة في كل باب؛ و ربّما عقّب على عدد من المختارات بملاحظة تطول قليلا أو تقصر.

- من مقدّمة كتاب الزهرة

قال أبو بكر محمّد بن داود الاصفهاني يخاطب الذي ألّف هذا الكتاب له: . . . . و اعلم-أدام اللّه تأييدك-أن المرتضين(2)من الإخوان معدومون في هذا الزمان. و انّما بقي قوم ينتصفون و لا ينصفون: إن بسطتهم لم يهابوك، و إن أحشمتهم اغتابوك؛ ما داموا لك راجين أو خائفين فهم إليك منقطعون. فإن زايلوا هاتين الحالتين لم يرعوا لك إخاء و لم يعتقدوا لك وفاء. فإذا ظفرت بمنافق فتمسّك به فإنّه على كلّ حال خير من غيره لأنّه يظهر لك بلسانه ما تسرّ به و إن كان يضمر خلافه بقلبه. و حسبك بقوم خيرهم المنافقون و أهل الوفاء منهم مفقودون!

. . . . و قد عزمت-لما رأيت بك من غلبات الاشتياق و من ميلك إلى تعرّف أحوال العشّاق-أن أوجّه لك نديما يشاهد بك أحوال المتقدّمين و يحضرك أخبار الغائبين، ينشط بنشاطك، و يملّ بملالك إن أدنيته دنا و إن أقصيته نأى، لا يزهى (3)عليك عند حاجته إليك (4). . . . . انتزعته لك من خواطري و اخترته من غريب ما اتّصل بمسامعي. إن اختصصت به من تحبّ من إخوانك لم تفتقده من ديوانك، و إن استبددت به دون أوليائك فضلت به على نظرائك، و هو كتاب سمّيته كتاب الزهرة و استودعته مائة باب ضمّنت كلّ باب مائة بيت أذكر في خمسين بابا منها جهات الهوى و أحكامه و تصاريفه و أحواله، و أذكر في الخمسين الثانية أفانين الشعر الباقية، و أقتصر في ذلك على قليل من كثير و أقنع من كلّ فنّ باليسير، إذ كان ما نقصده أكثر من أن يتضمّنه كتاب أو يعبّر عن حقيقته خطاب. و مثل هذا الكتاب إنّما يطلبه أهل الآداب ليخفّ على الألفاظ و يتسهّل للحفّاظ، فان بعد آخره نسي أوّله. و لسنا و إن اجتهدنا في إطالته راجين التناهي إلى غايته، و من لم يرج الكمال في الإكثار كان حقيقا أن يقنع بالاختصار. . . .

و قد جعلت الأبواب المنسوبة إلى الغزل من هذا الكتاب أمثالا و رتّبتها على ترتيب الوقوع حالا فحالا، فقدّمت وصف كون الهوى و أسبابه و بسطت ذكر الأحوال العارضة فيه بعد استحكامه (5)من الهجر و الفراق و ما توجبه غلبات التشوّق و الاشتياق ثمّ ختمتها بذكر الوفاء بعد الوفاة. . . .

و أنا، إن شاء اللّه، أذكر بعقب كلّ باب منها ما يشاكله من الأشعار و اقتصر على القليل من الأخبار لأنّها قد كثرت بأيدي الناس فقلّ من يستفيدها، و أفاضل بين الأشعار على ما توجبه الحال التي ادّعاها صاحبها. . . . و لن يعدم كتابنا هذا أن يصادف عاقلا و جاهلا متحاملا، و المتحامل يعرف مغزاه من فحواه، و العاقل لا يرى لنفسه أن يعيب من لم يدّع أنّه قد كمل بما يرى في كتابه من الخلل (6). . . .

___________________

1) المذهب الظاهري: مذهب يتقيد أتباعه بظاهر النص الوارد في القرآن الكريم و الحديث الشريف. على انه مذهب باد (بطل العمل به الآن) .

2) الضاد في الأصل الذي نقلت منه مكسورة، و الصواب فتحها.

3) يزهى (بضم الياء، و تكون بفتح الياء أيضا و لكن على قلة) : يتيه يتكثر.

4) الكلام على الكتاب هنا يشبه «وصف الجاحظ للكتاب» .

5) استحكم الأمر: ثبت، اشتد.

6) في هذه الجملة اضطراب و نقص.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.