المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الموت من وجهة نظر الإسلام
13-4-2017
الإمام المهدي (عليه السلام) والعراق
2023-08-23
حقوق النشر على الإنترنت!
2023-03-08
تفريد العقوبة
24-3-2016
صفات المؤمن
2023-03-28
مـقاييس النمو الاقتصادي
29-1-2020


الحكم بن مَعْمَر بن قَنبر  
  
3007   04:50 مساءاً   التاريخ: 22-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج3، ص237-240
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

ابن جحاش بن سلمة بن ثعلبة بن مالك بن طريف بن محارب الخضري، شاعر إسلامي، وكان مع تقدمه في الشعر سجّاعا كثير السجع، وكان هجاء خبيث اللسان، وكان بينه وبين الرماح بن أبرد المعروف بابن ميادة مهاجاة ومواقف كان الغلب في أكثرها على الرماح فتهاجيا زمانا طويلا ثم كف ابن ميادة وسأله الصلح، فصالحه الحكم. وكان أول ما بدأ الهجاء بينهما أن ابن ميادة مر بالحكم وهو ينشد في مصلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في جماعة من الناس قوله: [الكامل]

 (لمن الديار كأنها لم تعمر ... بين الكناس وبين بُرق محجّر)

حتى انتهى إلى قوله:

 (يا صاحبيَّ ألم تشيما بارقا ... نضح الصراد به فهضب المنحر)

 (قد بت أرقبه وبات مصعدا ... نهض المقيد في الدهاس الموقر)

فقال له ابن ميادة: ارفع إلي رأسك أيها المنشد فرفع الحكم رأسه فقال له: من أنت؟ قال: أنا الحكم بن معمر الخضري قال: فوالله ما أنت في بيت حسب ولا في أرومة الشعر فقال له الحكم وماذا عبت من شعري قال عبت أنك أدهست وأوقرت. قال له الحكم: ومن أنت؟ قال أنا ابن ميادة. قال: ويحك فلم رغبت عن أبيك وانتسبت إلى أمك راعية الضأن؟ وأما إدهاسي وإيقاري فإني لم آت خيبر لا ممتارا ولا متحاملا وما عدوت أن حكيت حالك وحال قومك فلو سكت عن هذا كان خيرا لك وأبقى عليك

 فلم يفترقا إلا عن هجاء.

 وقال الحكم يهجو أم جحدر بنت حسان المرية وكانت فضلت ابن ميادة عليه: [الطويل]

(ألا عوقبت في قبرها أم جحدر ... ولا لقيت إلا الكلاليب والجمرا)

 (كما حادثت عبدا لئيما وخلته ... من الزاد إلا حشو ريطاته صفرا )

 (فيا ليت شعري هل رأت أم جحدر ... أكثّك أو ذاقت مغابنك الشقرا)

 (وهل أبصرت أرساغ أبرد أو رأت ... قفا أمِّ رمّاح إذا ما استقت دفرا)

 (وبالغمر قد صرت لقاحا وحادثت ... عبيدا فسل عن ذاك نيان والغمرا)

 ومما قاله الحكم في ابن ميادة: [الطويل]

 (خليلي عوجا حييا الدار بالجفر ... وقولا لها سقيا لعصرك من عصر)

 (وماذا تحيي من رسوم تلاعبت ... بها حرجف تذري بأذيالها الكدر)

 (إذا يبست عيدان قوم وجدتنا ... وعيداننا تغشى على الورق الخضر)

 (إذا الناس جاءوا بالقروم أتيتهم ... بقرم يساوي رأسه غرة البدر)

 (لنا الغور والأنجاد والخيل والقنا ... عليكم وأيام المكارم والفخر)

 (فيا مرُّ قد أخزاك في كل موطن ... من اللؤم خلات يزدن على العشر )

(فمنهن أن العبد حامي ذماركم ... وبئس المحامي العبد عن حوزة الثغر)

 (ومنهن أن لم تمسحوا وجه سابق ... جواد ولم تأتوا حَصانا على طهر)

 (ومنهن أن الميت يدفن منكم ... فيفسو على دُفانه وهو في القبر)

 (ومنهن أن الجار يسكن وسطكم ... بريئا فيرمى بالخيانة والغدر)

 (ومنهن أن عذتم بأرقط كودن ... وبئس المحامي أنت يا ضرط الجفر)

 (ومنهن أن الشيخ يوجد منكم ... يدب إلى الجارات محدودب الظهر)

(يبيت ضباب الضغن يخشى احتراشها ... وإن هي أمست دونها ساحل البحر) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.