المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الدور البنطي.
2023-12-11
اليَمان بن أبي اليَمان
12-08-2015
بعض العوامل المؤثرة على الاثمار في المشمش
2023-10-31
الانحراف خارج البيت
19-6-2016
إنعقاد صلاة الجمعة مع حضور الإمام وغيبته
20-8-2017
حساسية للحنطة السوداء Buckwheat Allergy
13-9-2017


ابن العلّاف  
  
3565   08:51 مساءاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص394-397
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-06-2015 3916
التاريخ: 25-06-2015 1895
التاريخ: 11-3-2016 2976
التاريخ: 22-7-2016 4879

هو أبو بكر الحسن بن عليّ بن أحمد بن بشّار بن زياد المعروف بابن العلاّف من أهل النهروان، و هي بليدة قديمة قرب بغداد (1). و يقال إن أباه كان يبيع القتّ (2) في قنطرة بردان (3)، و بذلك سمّي ابن العلاّف (ابن بائع العلف) . و كان ابن العلاّف أعمى (وفيات الاعيان 1:245) أو مصابا بعين واحدة (طبقات ابن المعتزّ 359) . و يبدو أنه عاش قسما كبيرا من حياته في بغداد فنادم المعتضد (279-289 ه‍) ، و كان صديقا لعبد اللّه بن المعتزّ (قتل 296 ه‍) و لأبي الحسن عليّ بن محمّد ابن الفرات الذي وزر للخليفة المقتدر في فترات مختلفة بين سنة 296 ه‍ (909 م) و بين مقتله (312 ه‍-924 م) .

و توفي ابن العلاّف سنة 318 ه‍(930 م) أو 319 ه‍، في بغداد في الأغلب، و قد قاربت سنه المائة.

خصائصه الفنّيّة:

ابن العلاّف محدّث و راوية للشعر و شاعر مكثر عدّه ابن المعتزّ (طبقات 360) من المجيدين. غير أنّ على شعره شيئا من التكلّف و الصنعة و من جفاف شعر العلماء. و شعره يدور على المدح و الرثاء و الغزل و الأغراض الوجدانية. و في شعره أيضا رمز و مرح: كان له هرّ يأنس به. و كان هذا الهر يذهب إلى أبراج الحمام عند جيرانه فيأكل من الحمام. فأمسكه أصحاب الحمام و قتلوه. فحزن ابن العلاّف على هره و رثاه بقصيدة بارعة أبياتها خمسة و ستون؛ و قيل بل رمز بهذه القصيدة إلى رثاء عبد اللّه بن المعتزّ. و قيل إنما كنى بالهر عن المحسن بن الفرات (ابن الوزير علي بن محمّد ابن الفرات) في أيام محنته؛ و قيل بل كانت لعلي بن عيسى بن الجرّاح وزير المقتدر جارية هويت غلاما لابن العلاّف ثم فطن لهما فقتلا كلاهما، فهذه القصيدة فيهما. و الصفدي يرى أنها في هرّ حقيقة (نكت الهميان 142) .

المختار من شعره:

- قال ابن العلاّف يرثي هرا كان عنده:

يا هرّ، فارقتنا و لم تعد... و كنت منا بمنزل الولد

فكيف ننفكّ عن هواك و قد... كنت لنا عدّة من العدد

تطرد عنّا الأذى و تحرسنا... بالغيب من حيّة و من جرد (4)

يلقاك في البيت منهم مدد... و أنت تلقاهم بلا مدد

لا ترهب الصيف عند هاجرة... و لا تهاب الشتاء في الجمد

و كان يجري و لا سداد لهم...أمرك في بيتنا على سدد (5)

حتى اعتقدتّ الأذى لجيراننا...و لم تكن للأذى بمعتقد (6)

و حمت حول الردى بظلمهم...و من يحم حول حوضه يرد (7)

تدخل برج الحمام متّئدا...و تبلع الفرخ غير متّئد (8)

أطعمك الغيّ لحمها، فرأى...قتلك أربابها من الرشد

عاقبة الظلم لا تنام، و ان...تأخّرت مدّة من المدد

أردت أن تأكل الفراخ و لا...يأكلك الدهر أكل مضطهد.

هذا بعيد من القياس، و ما... أعزّه في الدنوّ و البعد (9)

لا بارك اللّه في الطعام، إذا... كان هلاك النفوس في المعد

- و قال في المدح:

يتلقّى الندى بوجه حييّ... و صدور القنا بوجه وقاح (10)

هكذا هكذا تكون المعالي... طرق الجدّ غير طرق المزاح

- و قال في النسيب:

أداري بضحكي عن هواك، و ربما... سهرت فتبدي ما أجنّ المدامع (11)

و أمنع طرفي، و هو ظمآن، ورده... و أخفي الذي تحنو عليه الأضالع (12)

عجبت لطرفي كيف يبقى على الهوى... و ليس لقلبي من ضميرك شافع

أذوب و أبلى من رسيس هواكم... و تسهر عيني و العيون هواجع

_________________

1) وفيات الأعيان 1:248. و النهروان اسم لثلاث قرى على مسافات مختلفة بين واسط و بغداد (راجع القاموس 2:150) .

2) نبات عشبي ذكرته القواميس العربية باسمه الفارسي (أسفست أو أسبست) و باسم عربي آخر هو الفصفصة (بكسر الفاءين) . و العامة في الشام يقولون فصة (بالضم) و في مصر يقولون برسيم.

3) طبقات ابن المعتز 359. البردان قرية قرب بغداد (القاموس 1:277) .

4) بالغيب: عند غيابنا (عن البيت) . جرد (خطأ عامي، و المقصود جرذ واحد الجرذان) .

5) السداد و السدد بمعنى واحد: الصواب و التوفيق.

6) حتى تعودت ايذاء جيراننا بأكل حمامهم، و لم تكن تقصد الايذاء لهم لأن أكل الحمام سبيل من سبل معاشك.

7) تعرضت للموت ظلما منهم (لأنهم لم يستطيعوا أن يفهموا وجهة نظرك في أكل حمامهم) . و من يقترب من حوض الموت يرد (يشرب منه: يمت) .

8) متّئد: على مهل.

9) أردت أن تقتل فراخ الحمام (لتأكلها) و لم تحسب حساب الدهر الذي يترصدك بالقتل (انتقاما أو نفادا لعمرك) . و هذا أمر مخالف للقياس المنطقي و الفقهي؛ و إذا جاز (بقاء الذنب بلا عقاب) ، قليلا أو كثيرا فإن هذا الجواز أمر عزيز (نادر) .

10) يدفع المال على حياء منه (لأنه يرى دائما قلة ما يعطي) ، و يخوض الحرب بوجه رجل وقاح (صبور على ركوب الخيل شديد على العدو) .

11) أجن: أخفي، أكتم (من حبك) .

12) أمنع عيني أن تنظر اليه، مع أنها مشتاقة إلى رؤيته. تحنو (الاصوب: تحنى بالبناء للمجهول) عليه الأضالع: هواك و حبي لك.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.