المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

ثلاث باقيات بعد الموت
10-7-2020
استخدامات الاستشعار عن بعد - الهيدرولوجيا
20-6-2022
Picard Group
18-10-2019
معاوقة دخل input impedance
8-6-2020
قتل ريحانة النبي بالسم الرومي
7-03-2015
مـبادئ التنظيـم والتنسيـق والتنظـيم في ظـل المفهـوم التـسويـقي المـعاصـر 
26/9/2022


أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميداني  
  
3844   05:09 مساءاً   التاريخ: 19-06-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج2، ص24-28
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2015 2863
التاريخ: 13-08-2015 2603
التاريخ: 7-2-2018 2276
التاريخ: 26-12-2015 3356

أبو الفضل النيسابوري، والميدان محلة من محال نيسابور، كان يسكنها فنسب إليها ذكر ذلك عبد الغافر، وهو أديب فاضل عالم نحوي لغوي مات فيما ذكره عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في السياق في رمضان سنة ثمان عشرة وخمسمائة ليلة القدر ودفن بمقبرة الميدان.

 قرأ على أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي وعلى يعقوب بن أحمد النيسابوري، وله من التصانيف كتاب جامع الأمثال جيد بالغ كتاب السامي في الأسامي كتاب النموذج في النحو كتاب الهادي للشادي كتاب النحو الميداني كتاب نزهة الطرف في علم الصرف كتاب شرح المفضليات كتاب منية الراضي في رسائل القاضي. وفي كتاب السامي في الأسامي يقول أسعد بن محمد المرساني: [البسيط]

 (هذا الكتاب الذي سماه بالسامي ... درج من الدر بل كنز من السام)

 (ما صنفت مثله في فنه أبدا ... خواطر الناس من حام ومن سام)

 (فيه قلائد ياقوت مفصلة ... لكل أروع ماضي العزم بسام)

 (فكعب أحمد مولاي الإمام سما ... فوق السماكين من تصنيفه السامي)

 وسمعت في المفاوضة ممن لا أحصي: أن الميداني لما صنف كتاب الجامع في الأمثال وقف عليه أبو القاسم الزمخشري فحسده على جودة تصنيفه وأخذ القلم وزاد في لفظة الميداني نونا فصار النميداني ومعناه بالفارسية: الذي لا يعرف شيئا فلما وقف الميداني على ذلك أخذ بعض تصانيف الزمخشري، فصير ميم نسبته نونا فصار الزنخشري معناه مشتري زوجته

 وذكر محمد بن أبي المعالي بن الحسن الخواري في كتابه ضالة الأديب من الصحاح والتهذيب وقد ذكر الميداني فقال: وسمعت غير مرة من كتاب أصحابه يقولون لو كان للذكاء والشهامة والفضل صورة لكان الميداني تلك الصورة ومن تأمل كلامه واقتفى أثره علم صدق دعواهم. وكان ممن قرأ عليه وتخرج به الإمام أبو جعفر أحمد بن علي المقرئ البيهقي وابنه سعيد وكان إماما بعده.

 قال عبد الغافر بن إسماعيل: ومن أشعاره: [الطويل]

 (تنفس صبح الشيب في ليل عارضي ... فقلت عساه يكتفي بعذاري)

 (فلما فشا عاتبته فأجابني ... ألا هل يرى صبح بغير نهار)

 وذكره أبو الحسن البيهقي في كتاب وشاح الدمية فقال الإمام أستاذنا صدر الأفاضل أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد الميداني صدر الأدباء وقدوة الفضلاء قد صاحب الفضل في أيام نفد زاده وفني عتاده وذهبت عدته وبطلت أهبته فقوم سناد العلوم بعدما غيرتها الأيام بصروفها ووضع أنامل الأفاضل على خطوطها وحروفها ولم يخلق الله تعالى فاضلا في عهده إلا وهو في مائدة آدابه ضيف وله بين بابه وداره شتاء وصيف وما على من عام لجج البحر الخضم واستنزف الدرر ظلم وحيف. وكان هذا الإمام يأكل من كسب يده ومما أنشدني -رحمه الله-لنفسه: [الطويل]

(حننت إليهم والديار قريبة ... فكيف إذا سار المطي مراحلا)

 (وقد كنت قبل البين لا كان بينهم ... أعاين للهجران فيهم دلائلا)

 (وتحت سجوف الرقم أغيد ناهم ... يميس كخوط الخيزرانة مائلا)

 (وينضو علينا السيف من جفن مقلة ... تريق دم الأبطال في الحب باطلا)

 (وتسكرنا لحظا ولفظا كأنما ... بفيه وعينيه سلافة بابلا)

 وله أيضا: [الكامل]

 (شفةٌ لماها زاد في الامي ... في رشف ريقتها شفاء سقامي)

 (قد ضمنا جنح الدجى وللثمنا ... صوت كقطك أرؤس الأقلام)

 ثم ذكر البيتين اللذين أولهما:

 (تنفس صبح الشيب في ليل عارضي ...)

 وقد مر ذكرهما آنفا ثم قال: وله: [السريع]

 (يا كاذبا أصبح في كذبه ... أعجوبة أية أعجوبه)

(وناطقا ينطق في لفظة ... واحدة سبعين أكذوبه)

 (شبهك الناس بعرقوبهم ... لما رأوا أخذك أسلوبه)

 (فقلت كلا إنه كاذب ... عرقوب لا يبلغ عرقوبه)

 تم ذكر وفاته كما تقدم في رواية عبد الغافر ثم ذكر ولده سعيدا وقد ذكرناه في بابه.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.