المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

أعظم معاهدة تاريخية
11-5-2017
عاقبة من تقوده الشهوات
22-11-2021
هل استفاد الإنسان من الفطريات التي تصيب الحشرات؟
25-3-2021
Counting Atoms by the Gram
2-8-2020
تحديث الجدولة الزمنية أثناء التنفيذ
2023-05-15
لبس النعل داخل المشاهد المقدسة
25-11-2014


طلائع الرّحيل  
  
3153   04:10 مساءاً   التاريخ: 24-12-2015
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2, ص69-71.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

أدّى نبي الرحمة (صلى الله عليه واله) رسالة ربّه إلى عباده كاملة مشرقة فأنقذهم بعد اللّتيّا والتي من مآثم هذه الحياة فحرّر العقول وأيقظ النفوس وفتح لها آفاقا كريمة من الوعي والتطوّر وأمدّها بجميع وسائل النهوض والنمو في جميع مناحي حياتها الاجتماعية والاقتصادية فما أعظم عائدته على الإنسانية جمعاء ؛ وقد عانى (صلى الله عليه واله) في أداء رسالة ربّه جميع صنوف المحن وألوان الخطوب من فراعنة قريش اتّهموه بأنّه ساحر ومجنون وكذّاب وأغروا صبيانهم بإلقاء الحجارة عليه وعذّبوا من آمن به بأقسى ألوان العذاب وقد استشهد من تعذيبهم ياسر وسميّة واضطرّت طلائع المؤمنين به إلى الهجرة من ديارهم إلى الحبشة ؛ وبعد موت حاميه وناصره أبي طالب أحاطوا بداره شاهرين سيوفهم ليمزّقوا جسده الطاهر ففرّ منهم بعد أن ترك أخاه وابن عمّه الإمام أمير المؤمنين في فراشه وقد نجا منهم بلطف الله تعالى وتسديده فهاجر إلى يثرب واتّخذها عاصمة له فقامت قيامة القرشيّين وورمت آنافهم وامتلأت قلوبهم غيظا فجهّزوا الجيوش لإطفاء نور الإسلام فكانت واقعة بدر وأحد وغيرهما ولكنّ الله تعالى ردّ كيدهم ونصر نبيّه نصرا عزيزا وفتح له فتحا مبينا فخضعوا صاغرين له ودخلوا في دين الإسلام مكرهين مرغمين لا عن إيمان وبصيرة بما يحمله هذا الدين من القيم الكريمة والمبادئ الرفيعة فقد اترعت نفوسهم بآثام الجاهلية وفسوقها , وعلى أي حال فإنّ الرسول (صلى الله عليه واله) بعد أن أدّى رسالته الخالدة بدت عليه امارات الرحيل من هذه الدنيا إلى الفردوس الأعلى وكانت تتكرّر عليه مؤذنة له بالسفر إلى الله تعالى وكان منها ما يلي :

أوّلا : إنّ القرآن الكريم نزل عليه مرّتين بعد أن كان ينزل عليه مرّة واحدة فاستشعر من ذلك حضور الأجل المحتوم منه وأخذ ينعي نفسه ويشيع ذلك بين المسلمين وقد أحاط بضعته الطاهرة سيّدة نساء العالمين بانتقاله إلى حضيرة الخلد قائلا : إنّ جبرئيل كان يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرّة وإنّه عارضني به في هذا العام مرّتين وما أرى ذلك إلاّ اقتراب أجلي , وذابت نفسها شعاعا وودّت مفارقة الحياة ولم تسمع هذه الكلمات من أبيها.

ثانيا : نزل الوحي على الرسول (صلى الله عليه واله) بهذه الآية : ({ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ } [الزمر: 30، 31] وكانت هذه الآية إنذارا له بمفارقة الحياة وأثارت في نفسه كوامن الألم وسمعه المسلمون يقول :  ليتني أعلم متى يكون ذلك؟.

ثالثا : نزلت عليه سورة النصر فشعر منها بدنو أجله وكان يسكت بين التكبير والقراءة ويقول : سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه , وذهل المسلمون من ذلك ، وراحوا يسألونه عن هذه الحالة الغريبة فأجابهم : إنّ نفسي قد نعيت إليّ .

وهام المسلمون في تيارات من الهواجس فقد كان نعي النبيّ (صلى الله عليه واله) لنفسه كالصاعقة عليهم فلا يدرون ما سيجري عليهم إن خلت الدنيا من محمّد (صلى الله عليه واله) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.