المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

استراتيجيات العلاقات العامة التخطيطية (التكتيكات)
2023-02-04
مصادر العدوى بحشرات الحبوب والمواد المخزونة
23-5-2019
كيف يتعامل جسمك مع الطعام
2024-09-16
لا اكراه في الدين
2024-10-16
خنفساء السجاد العادية The common carpet beetle
22-5-2019
داود بن سَلْم
25-06-2015


مؤتمر غدير خم  
  
3663   04:14 مساءاً   التاريخ: 23-12-2015
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2, ص74-78.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2015 3906
التاريخ: 23-12-2015 3664
التاريخ: 5-11-2015 3679
التاريخ: 29-3-2022 1729

بعد ما أدّى النبيّ (صلى الله عليه واله) الحجّ إلى بيت الله الحرام ووضع الخطط السليمة لصيانة امّته من الزيغ قفل راجعا إلى يثرب وحينما اجتاز موكبه في غدير خمّ هبط عليه جبرئيل وهو يحمل رسالة من الله تعالى بالغة الخطورة تتعلّق بمصير الامّة الإسلامية ومستقبلها الحضاري فقد أمره الله تعالى أن يحطّ رحله في ذلك المكان لينصّب الإمام عليّا (عليه السلام) خليفة من بعده ويقلّده المرجعية العامّة ولم يرخّصه في التأخير قيد لحظة واحدة وكان أمر السماء بهذه الآية : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] , ونصّ الرواة على أنّها نزلت في غدير خمّ وطابع هذه الآية الإنذار الشديد فالنبيّ إن لم يبلّغ ما أنزل إليه من ربّه في تقليد الإمام لمنصب الخلافة فقد ضاعت جهوده وتبدّدت أتعابه , وتلقّى الرسول (صلى الله عليه واله) الأمر بأهمّية بالغة فانبرى بعزم ثابت وإرادة صلبة لتنفيذ أمر الله تعالى فوضع أعباء المسير وحطّ رحله في رمضاء الهجير وأمر قوافل الحجّ أن تحطّ رحالها وكان الوقت قاسيا في حرارته فكان الرجل يضع طرف ردائه تحت قدميه ليتّقي به من الحرّ ؛ واجتمع الحجّاج فصلّى بهم النبيّ (صلى الله عليه واله) وبعد ما فرغ من الصلاة أمر بوضع حدائج الإبل لتكون منبرا له فصنعوا له ذلك فاعتلى عليها وكان عدد الحاضرين مائة ألف أو يزيدون وأقبلت الجماهير بقلوبها نحو النبيّ فخطب فيهم معلنا ما عاناه من الجهود الشاقّة في سبيل الإسلام وما كانوا فيه من الضلال والحياة البائسة فأنقذهم منها ثمّ ذكر كوكبة من أحكام الإسلام وتعاليمه ثمّ التفت إليهم قائلا :  انظروا كيف تخلفوني في الثّقلين؟ فناده مناد من القوم : ما الثقلان يا رسول الله؟

وعرض عليهم أمر الثقلين قائلا : الثّقل الأكبر : كتاب الله طرف بيد الله عزّ وجلّ وطرف بأيديكم فتمسّكوا به ولا تضلّوا والآخر الأصغر : عترتي وإنّ اللّطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض فسألت ذلك ربّي لهما فلا تقدّموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ؛ ووضع النبيّ (صلى الله عليه واله) بذلك المناهج السليمة لسلامة امّته من الضلال والانحراف عن طريق الحقّ ثمّ أخذ النبيّ (صلى الله عليه واله) بيد وصيّه وسيّد عترته وباب مدينة علمه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ففرض ولايته على المسلمين وأقامه علما لهدايتهم فرفعها حتى بان بياض إبطيهما ورفع صوته عاليا قائلا : أيّها النّاس من أولى النّاس بالمؤمنين من أنفسهم؟ .

فأجابوا جميعا : الله ورسوله أعلم .

فقال (صلى الله عليه واله) : إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فعليّ مولاه » قال ذلك ثلاث مرّات ثمّ قال : اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وأحبّ من أحبّه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحقّ معه حيث دار ألا فليبلّغ الشّاهد الغائب .

وبذلك أنهى خطابه الشريف الذي أدّى فيه رسالة ربّه فنصب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) خليفة من بعده وأثبت له الولاية الكبرى على عموم المسلمين كما كانت له (صلى الله عليه واله) الولاية العامّة على جميع المسلمين.

وأقبل المسلمون يبايعون الإمام بولاية العهد ويهنّئونه بإمرة المسلمين وأمر النبيّ (صلى الله عليه واله) أمّهات المؤمنين بمبايعته وأقبل عمر بن الخطّاب فهنّأ الإمام وصافحه وقال له مقالته المشهورة : هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة .

وانبرى حسان بن ثابت فنظم هذه الحادثة الخالدة بقوله :

يناديهم يوم الغدير نبيّهم                   بخمّ وأسمع بالرسول مناديا

فقال فمن مولاكم ونبيّكم          فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت نبيّنا            ولم تلق منّا في الولاية عاصيا

فقال له قم يا عليّ فإنّني          رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليّه        فكونوا له أتباع صدق مواليا

هناك دعا اللهمّ وال وليّه         وكن للذي عادى عليّا معاديا

وقال الشاعر الملهم السيّد الحميري :

وقام محمّد بغدير خمّ              فنادى معلنا صوتا نديّا

لمن وافاه من عرب وعجم       وحفّوا حول دوحته جثيّا

ألا من كنت مولاه فهذا            له مولى وكان به حفيّا

وقال شاعر الإسلام الكميت الأسدي :

ويوم الدوح دوح غدير خمّ                أبان له الولاية لو أطيعا

ولكنّ الرجال تبايعوها             فلم أر مثلها حقّا أضيعا

 

وسجّل المحقّق الأميني في الغدير كوكبة من الشعراء الذين نظموا حادثة الغدير من عصر النبوّة حتى يوم الناس هذا.

وفي ذلك اليوم الخالد في دنيا الإسلام نزلت هذه الآية الكريمة : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة: 3] , لقد كمل الدين وتمّت نعمة الله الكبرى على المسلمين بولاية إمام المتّقين وسيّد الموحّدين وبقيادته الروحية والزمنية على جميع المؤمنين ؛ لقد وضع النبيّ (صلى الله عليه واله) المنهج السليم لصيانة امّته وجمع كلمتها وتوحيد صفوفها ولم يترك الأمر من بعده فوضى يتلاعب فيه الطامعون وعشاق الملك والسلطان فقد سدّ الباب ولم يترك أي منفذ يسلك منه فقد عيّن القائد والموجّه لأمّته في جميع شئونها ولم يهمل هذا الأمر الحسّاس كما ؛ وعلى أي حال فموضوع الغدير جزء من رسالة الإسلام وركن من أركان الدين فمن أنكره فقد أنكر الإسلام كما يقول الشيخ العلائلي .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.