أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
5079
التاريخ: 22-12-2015
6103
التاريخ: 6-05-2015
8154
التاريخ: 7-8-2022
1377
|
نحن نعلم بصورة إجمالية إنّ للإسلام بل والديانات السماوية كلّها حسّاسية غير اعتيادية تجاه الشرك ، غير أنّ الدليل على ذلك ليس واضحاً للكثير ، ويمكن تقديم أربعة أدلّة أساسية على هذه الحساسية والإهتمام بقضيّة التوحيد والشرك المصيرية :
1- التوحيد هو الأساس لمعرفة صفات اللَّه ولا يمكن إدراك الصفات دون ملاحظة أصل التوحيد ، لأنّ وحدانيته- كما سيأتي توضيحها- تنشأ من لا محدوديته ، والوجود جامع لكلّ الكمالات وخالٍ من كلّ عيب ونقص ، والحقيقة أنّنا لو عرفناه بتوحيده الحقيقي فسوف نعرف صفاته كلّها ، بَيدَ أنّ الإعتقاد بالشرك هو الذي يصدّنا عن ذلك.
2- فروع التوحيد تبلغ عالم الوجود ذات اللَّه المقدّسة ، حيث أنّ عالم الوجود واحد وهو متّصل الأجزاء وتحتاج معرفته الصحيحة إلى دراسة أجزائه مجتمعة ، ولو تصوّرنا موجودات العالم كوجودات متفرّقة فإنّا سوف نخطىء كثيراً في معرفة العالم وإذا سألنا أنفسنا : من أين تلقّينا هذا الدرس ، وهو أنّ عالم الوجود كتلة واحدة؟
الجواب : من وحدانية اللَّه ، لأنّ وحدة اللَّه دليل على وحدة العالم ، ووحدة العالم دليل على وحدته تعالى : {مَا تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} (الملك/ 3).
3- إنّ أهمّ العناصر التي تبعث على تطوّر العالم الإنساني وتكامله هو وحدة المجتمع البشري ، فالاختلاف والتفرّق- كان وسيبقى- هو العامل على الدمار والضعف والتخلّف ، في حين يشكل الإتّحاد والوحدة الحجر الأساس للقوّة والإقتدار والعمران والبناء.
إنّ الإيمان باللَّه بمثابة حلقة الوصل التي تؤلّف بين الملايين من البشر وتزيل الفوارق العنصرية والجغرافية والقومية واللغوية.
إنّ سبب الانحراف عن أصل التوحيد والإيمان جَعَل كلّ قبيلة عربية في زمن الجاهلية تعبد صنماً يختلف عن أصنام القبائل الاخرى وهم في غاية الضعف والانحطاط ، فجاء الإسلام وحطّم الأصنام وربط القلوب بحبل التوحيد في فترة قصيرة وصنع منها مجتمعاً قويّاً ومتطوراً ذا حكومة امتدّت لتشمل العالم فضلًا عن الجزيرة العربية.
4- التربية على الأخلاق والقيم الإنسانية تتوفّر في ظلّ التوحيد أيضاً لأنّ الأساس في الأخلاق الفاضلة هو الإخلاص وتنزيه القلب من الشرك ، والأساس هو جعل الدوافع العملية دوافع إلهية فقط ، أي التحرّك من أجله فقط والجهاد في سبيله والسير نحوه والإحتراز من أي دافع آخر.
فالتوحيد هو الذي يعلم الإنسان درس الإخلاص في النيّة ، درس مقارعة كلّ رياء وشرك ، ومحاربة هوى النفس والجاه والدنيا والشيطان.
وبهذا ترى كلًا من التوحيد والشرك يترك تأثيره العميق على العقائد والأعمال والنيّات والأخلاق في الفرد والمجتمع.
ولذا وجّه الإسلام إهتماماته تجاه هذه القضيّة ، وهنا نختم البحث بحديثين :
في حديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله أنّه قال لعبداللَّه بن مسعود : «يا ابن مسعود : إيّاك أن تشرك باللَّه طرفة عين ، وإن نشرت بالمنشار أو قطّعت ، أو سلِبت أو احرِقت بالنار» «1».
وفي هذا الحديث الشريف تبرز الأهميّة القصوى للتوحيد.
وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام : «انّ بني اميّة أطلقوا للناس تعليم الإيمان ولم يطلقوا تعليم الشرك لكي إذا حملوهم عليه لم يعرفوه» «2».
وهذا الحديث شاهد واضح على أنّ الشرك يمكن أن يكون وسيلة هدّامة سياسياً واجتماعياً بيد فئة ظالمة ، وفي المقابل يمكن أنْ يقوم الإيمان بالتوحيد وفروعه باجتثاث جذور هؤلاء الظالمين.
__________________________
(1) بحار الأنوار ، ج 74 ، ص 107.
(2) أصول الكافي ، ج 2 ، ص 415 ، ح 1.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|