أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
2697
التاريخ: 24-11-2014
2560
التاريخ: 8-11-2014
1944
التاريخ: 24-11-2014
2150
|
أ- الآيات القرآنية المشيرة الى حجية العقل ولزوم اتباعه في كثير من السور والآيات .
ب- حل الآيات المتشابهة بواسطة القواعد العقلية الفلسفية ، خصوصاً فيما يتعلق بصفات الله تعالى وأفعاله .
ج- الدفاع عن القرآن والسنة تجاه الأجانب من غير المسلمين .
د- الاطلاع على الأديان الأخرى وأفكار غير المسلمين ، مما جعلهم يعتبرون العقل معياراً وحيداً للحكم بين المذاهب والأديان ؛ لأن غير المسلمين لا يخضعون لغير العقل . وسنشير هنا الى بعض المباني التفسيرية للمعتزلة أولا ً ، ثم نشير الى بعض مناهجهم ثانياً .
المباني التفسيرية للمعتزلة
للمعتزلة الأصول الخمسة المعروفة التي تعين لنا مذهبهم في التفسير والعقيدة ، لأجل هذا قيل : ليس أحد يستحق اسم الاعتزال حتى يجمع القول بالأصول الخمسة : التوحيد ، العدل ، الوعيد والوعيد ، المنزلة بين المنزلين ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ف: ليس أحد يستحق اسم الاعتزال حتى يجمع القول بالأصول الخمسة : التوحيد ، العدل ، الوعيد والوعيد ، المنزلة بين المنزلين ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإذا جمع هذه الأصول في شخص فهو معتزلي (2).
فهذه الأصول هي :
1- التوحيد : وقد بنوا على هذا الأصل أن الصفات ليست خارجة عن الذات ومغايرة لها ، وأن الله عالم بذاته ، وأن رؤية الله في الدنيا والآخرة مستحيلة ، وأن القرآن مخلوق وليس بقديم .
2- العدل : وفيه يقولون : إن الأفعال مخلوقة للعباد خيرها وشرها ، وما صدر من المعاصي ، صدر بغير مشيئة الله ، وقد بنوا على هذا الأصل فروعاً كثيرة منها :
أ- الله لا يفعل القبيح ، ورتبوا على ذلك أن الرزق هو الحلال فقط ، ولا يسمى الحرام رزقاً .
ب- وجوب الصلاح والأصلح على الله من حيث الحكمة رعاية مصالح العباد .
ج- الله لا يريد المعاصي .
د- الله لا يخلق افعال العباد ، بل هم الذين يخلقون أفعالهم .
هـ - صحة التحسين والتقبيح العقليين ، فإن الحسن والقبح صفتان ذاتيتان ، فالعقل يحسن ويقبح (3).
فالمعتزلة طبقاً لرؤيتهم في العدل يفسرون الآيات بما يناسبها ، ويؤولون كل آية يخالف ظاهرها العدل حسب رأيهم ، فالآيات التي تدل بظاهرها على الجبر أو الظلم من الله تؤول في مذهبهم بما يتناسب مع الاختيار والعدالة .
3- الوعد والوعيد : أي : أن الله يجازي من أحسن بالإحسان ، ومن أساء بالسوء ، ولا يغفر لمرتكب الكبيرة ما لم يتب ، ولا يقبل من مرتكب الكبيرة الشفاعة ، لأنه توعد بالعقاب على الكبائر فلو لم يعاقب لزم الخلف في وعيده (4).
4- المنزلة بين المنزلتين : من هذا الأصل انطلق مذهب المعتزلة ، وقد كان واصل يتلمذ عند الحسن البصري ، إذ دخل على الحسن رجل ، فقال : يا إمام الدين ، ظهر في زماننا جماعة يكفرون صاحب الكبيرة ، وجماعة أخرى يرجئون الكبائر ويقولون : لا تضر مع الإيمان معصية ، كما لا تنفع مع الكفر طاعة ، فكيف تحكم لنا أن نعتقد في ذلك ؟ فتفكر الحسن ، وقبل أن يجيب ن قال واصل : أنا لا أقول إن صاحب الكبيرة مؤمن مطلق ، ولا كافر مطلق ، ثم قام الى اسطوانةٍ من اسطوانات المسجد وقال : لأن المؤمن اسم مدح ، والفاسق لا يستحقه ، وليس بكافر ؛ لإقراره بالشهادتين ولوجود ساير أعمال الخير فيه (5).
5- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : هم يعتقدون أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون بالقلب إن كفى ، وباللسان إن لم يكف القلب ، وباليد إن لم يكفيا ، وبالسيف إن لم تكف اليد (6).
فهذه الأصول الخمسة تعد من خصائص المعتزلة ، ولكن يمكن أن نقول : إن اتباع العقل والانتفاع بالقواعد العقلية في جميع المجالات الفكرية ومنها تفسير الآيات القرآنية ، هو الأصل الحاكم على جميع أفكارهم وآرائهم واعتقاداتهم ، فليس من البعيد أن نذكر لهم أصلاً واحداً وهو : اتباع العقل في جميع مجالات الشرع .
6- إمكان فهم جميع الآيات : المعتزلة تعتقد بإمكان تفسير الآيات سواء في مجال صفات الله تعالى أو القيامة أو ما شابه ذلك ، فإنهم لا يقولون بتعطيل العقول عن التفكر في الآيات ، ويؤمنون بظواهرها ، وبظواهرها ، ويظهرون العجز عن معرفتها ، نعم إذا لم يمكن الإيمان بظاهر آية ، فلابد من تأويلها حتى مقبولة للعقل ، معتبرة عند العقلاء ، خلافاً للأشاعرة والسلفية (7).
المناهج التفسيرية للمعتزلة
إن المنهج الفكري عند المعتزلة قائم على العقل في جميع المجالات ، كما ذكرنا ، ومنها : مجال تفسير القرآن الكريم ، ولكن نشير الى بعض المعالم لمعرفة منهجهم التفسيري بما يلي :
1- الاهتمام الشديد باللغة والأدب في تفسير القرآن
يهتم المعتزلة بالبحوث اللغوية في تفسير القرآن ، خصوصاً ما يتعلق بالآيات المتشابهة عندهم ، فهم يتخلصون من الآيات المتشابهة التي تخالف عقائدهم بواسطة الغور في اللغة والأشعار ، فمثلاً يفسرون النظر الى الله في الآيات بالرجاء والتوقع للنعمة والكرامة والرحمة ، واستدلوا على ذلك بأن النظر الى الشيء في العربية ليس مختصاً بالرؤية المادية ، كما يدل على ذلك قول الشاعر :
إذا نظرت إليك من مسلك والبحر دونك زدتني نعماً
وكذلك في تفسير قوله تعالى : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} [الفرقان: 31]
يقولون : إن جعل بمعنى " بين " ، لا بمعنى " خلق " ، ويستدلون على ذلك بقول الشاعر :
جعلنا لهم نهج الطريق فأصبحوا على ثبت من أمرهم حين يمموا (8).
فالمعتزلة فسروا النظر الى الله بالنظر الى رحمة الله ؛ لكي يتخلصوا من مخالفة قاعدة عقلية فلسفية تقول : إن الله ليس بجسم ، وفسروا كلمة جعل بالتبيين ، لكي لا تفسد قاعدة العدل وقاعدة الاختيار وأن المجرمين هم الذين يخلقون أفعالهم .
2- الاتجاه الكلامي
تفاسير المعتزلة تعد من التفاسير الكلامية في الغالب ، ولها ثلاث خصوصيات :
الأولى : تطويل البحث في الآيات المشتملة على المباحث الكلامية والبحوث الاعتقادية .
الثانية : تأييد المذهب الكلامي المختار بواسطة الآيات المؤيدة له .
الثالثة : محاولة تضعيف المذاهب الكلامية الأخرى .
فمثلاً نجد الزمخشري يؤيد مذهب الاعتزال في حرية الإرادة وخلق الأفعال ، عندما يفسر الآية 8 من آل عمران ، يؤيد الحسن والقبح العقليين عندما يفسر الآية 165 من سورة النساء ، ويؤيد رأي المعتزلة في أصحاب الكبائر عندما يفسر الآية 93 من سورة النساء .
3- تأويل الآيات التي يخالف ظاهرها القواعد العقلية
فالمعتزلة يؤولون ما يتعلق بصفات الله تعالى بما يناسب رأيهم ، فكل ما في القرآن يعرضونه على العقل ، فما قبله أقروه ، وما خالفه حسب رأيهم يؤولونه حتى يتوافق مع ما عندهم من القواعد العقلية ، كتأويل اليد في قوله تعالى : {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10] بالقدرة ، وتأويل الاستواء في قوله : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [طه: 5] بالاستيلاء والسيطرة ، وتأويل الرؤية في قوله : {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] برؤية رحمة الله ، وما شابه ذلك ، ويقول القاضي عبد الجبار : وربما قيل في قوله : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23] إنه أقوى دليل على أن الله يرى في الآخرة ، وجوابنا : أن من تعلق بذلك إن كان ممن يقول بأن الله جسم ، فإنا لا ننازعه في أنه يرى ، بل في أنه يصافح ، ويعانق ، ويلمس ، تعالى الله عن ذلك ، وإنما نكلمه في أنه ليس بجسمٍ ، وإن كان ممن ينفي التشبيه عن الله ، فلابد من أن يعترف بأن النظر الى الله تعالى لا يصح ؛ لأن النظر هو : تقليب العين الصحيحة نحو الشيء طلباً لرؤيته ، وذلك لا يصح إلا في الأجسام ، فيجب أن يتأول على ما يصح النظر إليه وهو الثواب (9).
4- إنكار الظلم من الله والجبر على الخلق ، وتأويل الآيات المضادة لهما
كما ذكرنا سابقاً العدل يعد من أصول مذهبهم ، فهم يقولون : لمراعاة قاعدة العدل ، العقل ينفي أي نوع من الظلم من قبل الله ، وكذلك ينفي أي جبر في فعل العباد ؛ لأنه مع الجبر لا يمكن توبيخ العاصي المجبور ، فكل آية ظاهرها يخالف قاعدة العدل يجب تأويلها حتى تتوافق مع العدل ؛ لأن الله لا يظلم ؛ إذ هو العادل ، وأن العبد لا يكون مجبوراً في أفعاله ؛ إذ هو الختار .
فمثلاً في ذيل الآية 41 من المائدة يقول الزمخشري : ومن يرد الله فتنته ، تركه مفتوناً وخذلانه ، فلن تملك له من الله شيئاً ، فلن تستطيع له من لطف الله وتوفيقه شيئاً ، أولئك الذين لم يرد الله أن يمنحهم من ألطافه ما يطهر به قلوبهم ؛ لأنهم ليسوا من أهلها ؛ لعلمه أنها لا تنفع فيهم ولا تنجع (10).
5- ترك الأحاديث المفسرة للقرآن إذا عارضت العقل
فإن المعتزلة سرعان تسقط لديهم الكثير من الروايات ؛ بسبب مخالفتها للقواعد العقلية عندهم ، ولو كانت الروايات صحيحة السند حسب اعتقاد أهل السنة ، فبالمعايير المضمونية في الأحاديث يسقطون الروايات ولو كانت صحيحة السند ، فمتن الرواية إذا كان غير صحيح في رأيهم ، يدل على عدم صدوره عن الرسول (صلى الله عليه واله ) ، مثل ما ذكره مؤلف تفسير المنار من عدم إمكان سحر النبي (صلى الله عليه واله) بواسطة لبيد بن الأعصم ، مع أن الرواية وردت في البخاري ، ولكن يرفضها محمد عبده ولا يعتني بما يعتقده أهل السنة من صحة جميع ما في البخاري (11).
6- الخروج عن القراءات المتواترة لتوافق الآية عقيدتهم
الآيات التي يخالف ظاهرها عقيدة الاعتزال ، إذا وجدوا قراءة أخرى تخرجهم عن مخالفة ظاهرها ، قد يميلون إليها ، ويذكرها في تفاسير ، فحينما يفسرون آية : {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ} [البقرة: 88] يذكرون قراءة غلف بضمتين ؛ ليكون معناه : الأوعية ، أي : قلوبنا أوعية حاوية للعلم مستغنية عما جاء به محمد (صلى الله عليه واله) (12).
7- تفسير بعض الكلمات بالمعاني البعيدة أو المجازية
نجد في القرآن كلمات لها معانٍ مضبوطة معلومة في اللغة ، ولكن هذه المعاني تضر المعتزلة في بعض عقائدهم ، فهم يفسرونها بالمعاني المجازية أو البعيدة ؛ لتوافق مذهبهم ، ففي قوله تعالى : {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} [الأعراف: 179] يقولون : أي : ألقينا فيها ، فذهبوا الى قول الناس : ذرته الريح .
8- تقدير الكلمات للفرار من الآيات المخالفة للمرام
يقول القاضي عبد الجبار : ربما قيل في قوله تعالى : {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 95، 96] : أليس في ذلك تصريح بخلق أعمال العباد ؟ وجوابنا : أن المراد والله خلقكم وما تعملون من الأصنام ، فالأصنام من خلق الله ، وإنما عملهم نحتها وتسويتها (13).
9- عدم تقليد السلف في التفسير
المعتزلة يجتنبون التقليد ويمتنعون عن اتباع غيرهم في التفسير ، فهم يتابعون الدليل وما يستنتج من الأدلة العقلية ، وما قبلوه من أقوال السلف يكون لتأييد عقائدهم لا لاتباعه من دون اعتماده على العقل ، أو من دون التنقيب والبحث ، ولعل هذه الخصوصية هي التي جعلتهم على فرق كثيرة .
يقول محمد عبده : إن الله تعالى لا يسألنا يوم القيامة عن أقوال الناس وما فهموه ، وإنما يسألنا عن كتابة الذي أنزله لإرشادنا وهدايتنا ، وعن سنة نبينا الذي بين لنا ما نزل إلينا (14).
10- الرد على طعون الكفار عند تفسير القرآن
كما ذكرنا سابقاً ، المعتزلة أكثر من الطوائف الأخرى ، تعاملاً مع آراء أهل الكفر والزندقة ، ففي خلال تفاسيرهم نراهم يجيبون عن كثير من شبهاتهم في مجال الآيات القرآنية ، وهذه المسألة تنشأ من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهو أصل من أصولهم الخمسة المعروفة ، ولذا كان الخلفاء الأوائل من حكومة العباسيين يشجعونهم ، وقد ناوأهم الرشيد زماناً واعتقل بعضهم ، ولكنه اضطر لإطلاقهم ، لما علم أنهم الذين يستطيعون منازلة الوثنيين وغيرهم (15).
الاعتزال الحديث
بعدما سيطر الأشاعرة والسلفية على المذاهب الكلامية الأخرى ، ظهر من العلماء ينكرون بعض ما كان الأشاعرة عليه سابقاً ، ومن هنا بدأ ظهور اعتزال حديث بعدما خبأ تأثير الاعتزال القديم ، ولكن هذا الاعتزال الحديث لم يكن مقيداً بالنصوص وما يعدونه من ضروريات الاسلام .
وقد بدأ الاعتزال الحديث في زمن محمد عبده ، وتبلورت في تفسيره أفكار جديدة وآراء غربية لم تكن معروفة لدى المعتزلة .
فمحمد عبده اعترف بالتقبيح والتحسين العقليين في تفسيره ، وهو الذي فسر إهلاك أصحاب الفيل بوباء الحصبة أو الجدري الذي حملته الطير الأبابيل ، وهذا الخط بعد عبده استمر الى أن أنكروا كثيراً من المسائل الإسلامية والمعارف القرآنية المقبولة لدى السابقين ، فبعضهم أنكروا الحجاب الإسلامي للنساء ، أو أنكروا حكم المرتد ، أو فرض الجهاد والحدود والديات ، وانكروا أيضا تعدد الزوجات ، والطلاق ، وحكم الإرث ، ووجود الجن والسحر .
وبعضهم صاروا علمانيين ، أي : ينكرون جميع الأحكام القرآنية في المجتمع الإنساني ومجال السياسة والحكومة ، ويجعلون الإسلام ديناً فردياً يختص بعلاقة الإنسان بالله فقط .
وأما مجال الاجتماع والسياسة والحكومة فهو بيد العقل أو العقلاء والعرف وآراء الأكثرية (16).
ب- لأنهم اعتزلوا عن الدنيا وزخرفها .
ج- كان قوم من اليهود باسم " الفروشيم " ومعناه : المعتزلة ، وكانوا يتكلمون على القدر ، ويعتقدون بأنه ليس جميع الأفعال مخلوقة لله تعالى ، فلا يبعد أن يكون بعض اليهود الذين أسلموا قد أطلقوا لفظ (المعتزلة) على هذه الفرقة من المسلمين ؛ لما رأوه من الشبه بينها وبين تلك الفرقة اليهودية (الفروشيم) . راجع تاريخ المذاهب الاسلامية ، لأبي زهرة : 119.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|