المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
وظـائـف اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
كيفيّة محاسبة النّفس واستنطاقها
2024-11-28
المحاسبة
2024-11-28
الحديث الموثّق
2024-11-28
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28



آفات التفسير بالمأثور : اقطاب الروايات الاسرائيلية  
  
4943   06:06 مساءاً   التاريخ: 14-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص608-627.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الأثري أو الروائي /

عـندما نتصفح كتب السير والتفاسير واخبار الملاحم ، نجد ان اكثرية ما يروى من الاسرائيليات تكاد تدور على اقطاب ثمانية ، كانوا هم الاساس لشياع الاساطير الاسرائيلية بين المسلمين .

وهـم : عـبداللّه بن سلام ، وكعب الاحبار ، ومحمد بن كعب القرظي ، ووهب بن منبه ، وتميم بن اوس الداري ، وعبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج ، وعبداللّه بن عمرو بن العاص ، وابو هريرة .
امـا الاولان فهما من مسلمة اهل الكتاب والثلاثة بعدهما ممن ولدوا عن ابوين كتابيين والاخيران اسلما عن شرك ولكن اخذا علمهما ممن سبقهما من اهل الكتاب .
اما الخمسة الاول فكانت لهم المامة بثقافات موروثة من اهل الكتاب ، لكن لا على حد التحقيق والنقد ، بـل عـلـى حـد الشياع العام ـ حسبما نبه عليه ابن خلدون ـ لانهم كانوا ايضا كإخوانهم العرب ، من البائدة القاطنين في الجزيرة .
كـان هـؤلاء جـمـيـعا ، يقصون على الناس ـ في حلقات اما في اندية او جوامع ـ القصص والاخبار الـبـائدة ، ويحوكون لهم غرائب الاثار الأساطيرية ، وربما كانت مهيجة ، ومن ثم كانت لهم اسواق رائجة في الاوساط العامية ، الامر الذي اشاع عنهم الكثير من الاساطير الاسرائيلية ، واخذ عنهم اهل السير والتاريخ ، وادرجوها ضمن كتبهم في التفسير والحديث والتاريخ .
واليك المامة قصيرة بحياة هؤلاء الاقطاب الثمانية :

1ـ عبداللّه بن سلام

اسـمـه الحصين بن سلام بن الحارث الاسرائيلي ، حليف النوافل من الخزرج ، وهم بنو عوف ، كان حـبـرا مـن احـبار اليهود ، فاسلم عند مقدم النبي (صلى الله عليه واله وسلم )  المدينة ، وقيل : قبل وفاته بسنتين ، فسماه النبي (صلى الله عليه واله وسلم )  عبداللّه قال ابن حجر : وكان من بني قينقاع (1)  .
قـيل : انه جاء الى النبى (صلى الله عليه واله وسلم )  فقال : اني قد قرات القرآن والتوراة فقال : ((اقرا بهذا ليلة ، وبهذا ليلة )) قال الامام شمس الدين الذهبي : اسناده ضعيف (2)  .
لان الراوي له هو ابراهيم بن ابي يحيى الاسلمي ، وهو متروك الحديث وبعضهم اتهمه قال الاستاذ شـعـيـب الارنـؤوط :فـالـحديث ضعيف جدا ، بل يكاد يكون موضوعا ، فانه مخالف لحديث جابر بن عـبـداللّه الانـصاري : ان عمر بن الخطاب اتى النبي (صلى الله عليه واله وسلم )  فقال : انا نسمع احاديث من يهود تعجبنا ، افـتـرى ان نـكتب بعضها؟ فقال (صلى الله عليه واله وسلم )  : ((أمتهوكون كما تهوّكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضا نقية ولو كان موسى حيا لما وسعه الا اتباعي )) قال : وهو حديث حسن (3)  .
كان عبداللّه بن سلام ممن يحوك الاحاديث ليستجلب انظار العامة ويرفع بمنزلته لديهم ، من ذلك ما حـاكـه حـول صـفـة رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  في التوراة ، كان يمليها على العامة تزلفا اليهم فكان يذكر من اوصاف الرسول الراهنة ، ويقول : وجدتها كذلك في التوراة  (4)   ، وكان يدعي انه اعلم اليهود واخبرهم بكتب السالفين (5) .
وقـد حـكـيت حوله احاديث في فضله ونبله ، غير انها ضعيفة الاسناد موهونة توفي بالمدينة سنة (43 هـ).
2ـ تميم بن اوس الداري

هو ابو رقية ، تميم بن اوس بن حارثة او خارجة الداري ، اللخمي الفلسطيني والدار : بطن من لخم ، فخدمن يعرب بن قحطان .
وفد تميم واخوه نعيم في وفد كانوا عشرة نفر من بني الدار على رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  بعد منصرفه من تبوك سنة (9هـ) فاسلما وكانا نصرانيين قال ابو نعيم : كان تميم راهب عصره وعابد فلسطين يقال : ان الـنـبـى (صلى الله عليه واله وسلم )  اخذ عنه قصة ((الجساسة )) والدجال ، فحدث عنه بذلك على المنبر ، فكان ذلك منقبة له  (6)  .
والـتمس من النبي (صلى الله عليه واله وسلم )  ان يهب له قريتين من قرى فلسطين ، ان فتح اللّه عليه الشام قال : كانت لنا جـيـرة من الروم ، ولهم قريتان يقال لاحداهما : حبرى والاخرى بيت عينون ، فان فتح اللّه عليك الشام فهبهما لي قال (صلى الله عليه واله وسلم )  فهما لك وكتب له كتابا فلما قام ابوبكر بالأمر اعطاه ذلك (7) و قيل : انه جاء بالكتاب الى عمر فقال : انا شاهد ذلك فأمضاه وذكر الليث ان النبى (صلى الله عليه واله وسلم ) قال له : ((ليس لك ان تـبـيـع)) فـجـعـلها وقفا عليه قال ابن جريج : فهي في ايدي اهله الى اليوم (8) اخرجه ابو عبيد من طريق عبداللّه بن صالح كاتب الليث عنه (9) .
وقـد بـالـغ اصـحـاب التراجم بشأنه وذكروا له كرامات ومناقب ، منها قصة مدافعته النار حتى اطـفـاها ، كما ذكره ابن حجر ، قال : له قصة مع عمر فيها كرامة واضحة لتميم وتعظيم كثير من عـمـر لـه (10) ـ فـذكرها في ترجمة معاوية بن حرمل (11) ـ وهي : ان معاوية بن حرمل ـ صهر مسيلمة الـكذاب والذي ارتد معه ـ جاء الى المدينة تائبا ، فلبث في المسجد لا يؤوي ولا يطعم شيئا قال فأتيت عـمـر ، فـقـلـت : تائب من قبل ان تقدر عليه قال : من انت ؟ قلت : معاوية بن حرمل قال : اذهب الى خير المؤمنين ، فانزل عليه .
قـال : وكـان تميم الداري اذا صل ى ضرب بيديه على يمينه وشماله فذهب برجلين ، فصليت الى جـنـبـه فأخذني ، فأوتينا بطعام فبينا نحن ذات ليلة ، اذ خرجت نار بالحرة ، فجاء عمر الى تميم يـسـتنجده ، فقال : قم الى هذه النار فقال : يا امير المؤمنين :و من انا امري فـلـم يـزل بـه عـمر حتى قام معه ، وتبعتهما فانطلقا الى النار فجعل تميم يحوشها (اي يدفعها الى الداخل ) بيده حتى دخلت الشعب ، ودخل تميم خلفها فجعل عمر يقول : ليس من رأى كمن لم ير ثلاثا قال : فخرج ولم تضره النار (12) .
قـال الذهبي : هذه القصة سمعها عفان من حماد بن سلمة عن الجريري عن ابي العلاء عن ابن حرمل قال : وابن حرمل لا يعرف .
قلت : قد اهمل معاوية بن حرمل في كتب ترجمة الرجال .
وهـذا الكاهن المسيحي ـ الذي بقيت معه نزعته المسيحية (الرهبنة ) الى ما بعد اسلامه ـ هو اول مـن سـن القص في المسجد ، وتكاد تتفق الروايات على انه اول قاص في الاسلام (13) و ذلك كان على عهد عمر بن الخطاب ، ولعله في اواخر ولايته روى الزهري عن السائب بن يزيد ، قال : اول مـن قـص تميم الداري ، استأذن عمر ، فأذن له فقص قائما (14) وروى عن ابن شهاب ، ان اول من قص في مسجد رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  تميم الداري ، استأذن عمر ان يذكر الناس فأبى عليه ، حتى كان آخر ولايته فأذن له ان يذكر الناس في يوم الجمعة قبل ان يخرج عمر واستأذن تميم عثمان بن عفان فأذن له ان يذكر يومين في الجمعة ، فكان تميم يفعل ذلك .
قـال احـمـد امين : وقد نما القصص بسرعة ، لانه يتفق وميول العامة ، واكثر القصاص من الكذب حـتـى رووا ان الامام امير المؤمنين (عليه السلام)  طردهم من المساجد  (15) .
واما قصة ((الجساسة )) ، فقد ذكر مسلم في كتاب الفتن واشراط الساعة ، باسناده عن الحسين بن ذكـوان عن ابن بريدة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس ، وكانت من المهاجرات الاول ، قالت : سمعت مـنـادي رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  ينادي : الصلاة جامعة ، فخرجت الى المسجد ، فصليت مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  فكنت في صف النسا التي تلي ظهور القوم قالت : فلما قضى رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) صلاته جلس على المنبر وهـو يـضـحك ، فقال : ليلزم كل انسان مصلا ه ، ثم قال : أتدرون لم جمعتكم ؟ قالوا : اللّه ورسوله اعـلـم قـال : اني واللّه ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن جمعتكم لان تميما الداري كان رجلا نـصرانيا فجاء وبايع واسلم ، وحد ثني حديثا وافق الذي كنت احدثكم عن مسيح الدجال حدثني انه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام ، فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، ثم ارفاؤا الـى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في اقرب (جمع قارب وهو الزورق ) السفينة فـدخـلـوا الـجزيرة ، فلقيهم دابة اهلب (16) كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الـشـعـر ، فقالوا : ويلك ما انت ؟ فقالت : انا الجساسة (17) قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : ايها الـقـوم انـطـلـقوا الى هذا الرجل في الدير(الدير هو القصر) فانه الى خبركم بالأشواق قال (اي الـداري ) : لـما سمت لنا رجلا فرقنا (اي فزعنا) منها ان تكون (اي الدابة ) شيطانة قال : فانطلقنا سـراعـا حـتى دخلنا الدير ، فاذا فيه اعظم انسان رأيناه قط خلقا ، واشده وثاقا ، مجموعة يداه الى عنقه مابين ركبتيه الى كعبيه بالحديد قلنا : ويلك ما انت ؟ قال : قد قدرتم على خبري ، فاخبروني ما انتم ؟ قالوا : نحن اناس من العرب فقصوا عليه قصتهم ، فقال : اخبروني عن نخل بيسان (18)  قـلـنا : عن أي شانها تستخبر؟ قال : اسالكم عن نخلها هل تثمر؟ قلنا له : نعم قال : اما انه يوشك ان لا تـثمر قال : اخبروني عن بحيرة الطبرية هي كثيرة الما قال : اما ان ماها يوشك ان يذهب قال : اخبروني عن عين زغر (19) قالوا : عن اي شانها تستخبر؟ قال : هل في العين ما ، وهل يزرع اهلها بما العين ؟ قلنا له : نعم ، هي كثيرة الما ، واهـلـها يزرعون من مائها قال : اخبروني عن نبي الاميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ونزل يـثـرب قـال : اقـاتله العرب ؟ قلنا : نعم قال : كيف صنع بهم ، فأخبرناه انه قد ظهر على من يليه من العرب واطاعوه قال : قد كان ذلك ؟ قلنا : نعم قال : اما ان ذاك خير لهم ان يطيعوه ، واني اخبركم عني :انى انا المسيح  (20) وانى اوشك ان يؤذن لي في الخروج ، فاخرج فأسير في الارض ، فلا ادع قرية الا هبطتها في اربعين ليلة ، غير مكة وطيبة ، فهما محرمتان على كلتاهما ، كلما اردت ان ادخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا (21) يصدني عنها ، وان على كل نقب منها ملائكة يحرسونها.
قـالـت : قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) وطعن بمخصرته في المنبر : هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة ، يعني المدينة (22) .
هـذه القصة على غرابتها في سندها ضعف ، لأنها رويت بطريقين : مسلم في ((الصحيح )) ، واحمد في ((المسند)) وكلاهما ينتهي الى عامر الشعبي ، غير ان الذي يروي عن الشعبي في المسند ، هو مـجـالـد بن سعيد ، وكان يكذب في الحديث قال عمرو بن علي : سمعت يحيى بن سعيد يقول لبعض اصحابه : اين تذهب ؟ قال : الى وهب بن جرير اكتب السيرة عن ابيه عن مجالد بن سعيد كـذبـا كـثـيـرا ، لـو شـئت ان يـجعلها الى مجالد كلها عن الشعبي عن مسروق عن عبداللّه ، فعل وقـال ابـو طالب عن احمد : ليس بشي يرفع حديثا كثيرا لا يرفعه الناس وقال الدوري عن ابن معين : لا يـحتج بحديثه وقال ابن ابي خيثمة عن ابن معين : ضعيف واهي الحديث كان يحيى بن سعيد يقول : لـو اردت ان يـرفـع لي مجالد حديثه كله رفعه ، الى غيرها من شهادات بضعفه في الحديث ، ورفعه الـحـديـث لـمـكان ضعفه (23) و قال محمد بن حبان : كان رذي الحفظ يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل ، لا يجوز الاحتجاج به  (24) .
وفـي مسند مسلم وقع : ابن بريدة عن الشعبي وابن بريدة هذا هو عبداللّه بن بريدة اخو سليمان قـال البزار : فحيث ابهم علقمة ومحارب ومحمد وكذا الاعمش عند ابن حجر فالمراد : سليمان بن بريدة واما من عدا هؤلاء حيث ابهموا فهو عبد اللّه بن بريدة (25) ـ كما هناـ لان الذي ابهم في اسناد مسلم هو الحسين بن ذكوان .
وعبداللّه بن بريدة هذا ، قد ضعف حديثه احمد ، وكانوا يرجحون اخاه سليمان عليه قال ابراهيم : لـه عـن ابيه احاديث منكرة وتعجب من الحاكم كيف زعم ان سند حديثه من رواية الحسين بن واقد عن عبداللّه بن بريدة عن ابيه اصح الاسانيد لأهل مرو (26) .

3ـ كعب الاحبار

هـو كـعب بن ماتع الحميري من آل ذي رعين او من آل ذي الكلاع (27) و يكنى ابا اسحاق ، من كبار احبار اليهود ، كان ابوه كاهنا ، وورث الكهانة من ابيه ولد قبل الهجرة باثنتين وسبعين سنة ، واسـلـم بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله وسلم )  في اوائل خلافة عمرو هلك ايام عثمان سنة (32هـ) فقد عاش (104) سنة .
كان من اهل اليمن ـ من يهودهاـ فهاجر الى المدينة عندما اسلم ، ثم تحول الى الشام ، فإستصفاه معاوية وجـعـلـه من مستشاريه ، لما زعم فيه من كثرة العلم (28) و هو الذي امره ان يقص في بلاد الـشـام ، وبـذلـك اصـبح اقدم الاخباريين في موضوع الاحاديث اليهودية المتسربة الى الاسلام وبـواسطة كعب وابن منبه وسواهما من اليهود الذين اسلموا تسربت الى الحديث طائفة من اقاصيص الـتـلـمـود ـ الاسـرائيـليات ـ وما لبثت هذه الروايات ان اصبحت جزا من الاخبار التفسيرية والتاريخية في حياة المسلمين .
افتجر هذا الكاهن لإسلامه سببا عجيبا ليتسلل به الى عقول المسلمين وقلوبهم فقد اخرج ابن سعد بإسناد صحيح ـ حسبما ذكره ابو رية ـ عن سعيد بن المسيب قال : قال العباس بن عبدالمطلب لكعب : ما منعك ان تسلم على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  و ابي بكر ، حتى اسلمت الان على عهد عمر؟.
فقال : ان ابي كتب لي كتابا من التوراة ودفعه الي ، وقال : اعمل بهذا وختم على سائر كتبه ، واخذ علي بحق الوالد على ولده ان لا افض الخاتم فلما كان الان ، ورأيت الاسلام يظهر ولم ار باسا ، قالت لـي نـفسي : لعل اباك غيب عنك علما كتمك ، فلوقراته ففضضت الخاتم ، فقراته ، فوجدت فيه صفة محمد وامته فجئت الان مسلما فوالى العباس (29)  .
قلت : ولا يخفى ما في هذا التبرير من تفاهة ان لم يكن في طيها سفاهة تصحبها خباثة .
وكان عمر يكرهه ويسي الظن به ، لما كان قد افسد في الحديث واشاع الاكاذيب قال له يوما وقد احضره : لتتركن الاحاديث او لألحقنك بارض القردة (30)  ، يعني ارض اليهود التي هي اصله وروى اهـل السير ان الامام امير المؤمنين (عليه السلام)  كان يذمه ، ويقول عنه : ان كعب الاحبار لكذاب وقد كان منحرفا عن علي (عليه السلام) ، كما ذكره ابن ابي الحديد (31) .
ومـن سـخافاته ما روي عن سعد الجاري مولى عمر ، قال : ان عمر دعا ام كلثوم ـ وكانت تحته ـ فـوجدها تبكي فقال لها : ما يبكيك ؟ فقالت : هذا اليهودي ـ تعني كعباـ يقول : انك على باب من ابواب جهنم فلما جاه قال : يا امير المؤمنين لا تعجل على ، والذي نفسي بيده ، لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة .
فقال عمر : اي شي هذا ، مرة في الجنة ومرة في النار؟ فقال : يا امير المؤمنين ، والذي نفسي بيده ، انا لنجدك في كتاب اللّه ـ يعني به التوراة ـ على باب من ابواب جهنم ، تمنع الناس ان يقعوا فيها فاذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها الى يوم القيامة (32) .
ويروي الطبري انه جاء الى عمر قبل مقتله بثلاثة ايام ، وقال له : اعهد ، فانك ميت في ثلاثة ايام قال : ومـا يـدريـك ؟ قـال :اجده في كتاب اللّه في التوراة التوراة ؟ قال : اللهم ، لا ، ولكن اجد صفتك وحليتك ، وانه قد فنى اجلك (33)  .
قال احمد امين تعقيبا على هذه القصة : وهذه القصة ان صحت دلت على وقوف كعب على مكيدة قتل عمر ، ثم وضعها هو في هذه الصبغة الاسرائيلية كما تدلنا على مقدار اختلاقه فيما ينقل (34) .
وهـكـذا ذكر ابو رية : وممن اشترك في مؤامرة قتل عمر ، وكان له اثر كبير في تدبيرها كعب الاحبار وهذا لا يمتري فيه احدا لا الجهلاء  (35) .
وذكـر ابن سعد ان كعبا كان يقول : كان في بني اسرائيل ملك اذا ذكرناه ذكرنا عمر ، واذا ذكرنا عـمر ذكرناه وكان الى جنبه نبي يوحى اليه فأوحى اللّه الى النبى ان يقول له : اعهد عهدك واكتب وصـيـتك فانك ميت الى ثلاثة ايام ، فاخبره النبي بذلك فلما كان في اليوم الثالث وقع بين الجدر وبين الـسـريـر ، ثـم جاء الى ربه فقال : اللهم ان كنت تعلم اني كنت اعدل في الحكم ، واذا اختلفت الامور اتبعت هواك وكنت وكنت ، فزدني في عمري حتى يكبر طفلي وتربو امتي فأوحى اللّه الى النبى انـه قد قال كذا وكذا ، وقد صدق ، وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة ، ففي ذلك ما يكبر طفله وتربو امته .
فـلـمـا طـعن عمر قال كعب : لئن سال عمر ربه ليبقينه اللّه فاخبر بذلك عمر ، فقال عمر : اللهم ، اقبضني اليك غير عاجز ولا ملوم (36) .
و ذكر ايضا : لما طعن عمر ، جاء كعب فجعل يبكي بالباب ، ويقول : واللّه لو ان امير المؤمنين يقسم على اللّه ان يؤخره لأخره فدخل ابن عباس عليه ، فقال : يا امير المؤمنين ، هذا كعب يقول كذا وكذا قال : اذن واللّه لا اساله ثم قال : ويل لي ولأمي ان لم يغفر اللّه لي (37) .
ومـن ثـم كـان مـا يحكيه كعب عن الكتب القديمة ، ليس بحجة عند احد من اهل العلم والتحقيق ، ولـم يثبته اهل الحديث الاوائل قال شعيب الارنؤوط : واخطأ من زعم انه خرج له البخاري ومسلم ، فـانهما لم يسندا من طريقه شيئا من الحديث وانما جرى ذكره في الصحيحين عرضا قال : ولم يؤثر عن احد من المتقدمين توثيق كعب الا ان بعض الصحابة ـ يعني معاوية ـ اثنى عليه بالعلم  (38)  .
وقـد سـمعت قول معاوية ـ صديقه الوفي ـ بشأنه ، حينما حج في خلافته : ان كان من اصدق هؤلاء  المحدثين الذين يحدثون عن اهل الكتاب ، وان كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب (39) .
قـال ابـن حـجر : وروى عنه من الصحابة عبداللّه بن عمر وعبداللّه بن الزبير وابو هريرة ومـعـاوية (40)  ، وذكر ابن عباس ايضا لكنا قد فندنا ذلك بتفصيل وفي ((الطبقات )) : ان تبيع ابن امرأة كعب حمل من كعب علما كثيرا (41) .
قال احمد امين : واما كعب الاحبار فيهودي من اليمن ، ومن اكبر من تسربت منهم اخبار اليهود الى الـمسلمين وقد اخذ عنه اثنان ، هما اكبر من نشر علمه : ابن عباس على علمه الواسع بالثقافة اليهودية واساطيرها جاء في ((الطبقات الكبرى )) حكاية عن رجل دخل الـمـسجد فاذا عامر بن عبداللّه بن عبد قيس جالس الى كتب وبينها سفر من اسفار التوراة وكعب يقرا وقد لاحظ بعض الباحثين ان بعض الثقات كابن قتيبة والنووي لا يروي عنه ابدا وابن جرير يروي عنه قليلا  (42)  .
قـال الـذهـبي بعد نقل كلام احمد امين : وهذا يدلنا على ان كعبا كان لايزال بعد اسلامه يرجع الى التوراة والتعاليم الاسرائيلية  (43)  .
قلت : اما رواية ابن عباس عن كعب فشي موضوع ، ولم تثبت روايته عنه ، وهو الناقم على مراجعي اهـل الـكـتاب على ما اسلفنا نعم ، كان ابو هريرة لقلة بضاعته كثير اما يراجع اهل الكتاب ، ولاسيما كـعـبا ، كان يعد شيخه ومرشده في هذا الطريق وكان ابو هريرة اكثر من نشر عن كعب وافاض بمعلوماته الجمة عن مثله .
قال الاستاذ ابو رية ـ ونعم ما قال ـ : ((ان كعبا اظهر الاسلام خداعا ، وطوى قلبه على يهوديته ، وانه سلط قوة دهائه على سذاجة ابي هريرة لكي يستحوذ عليه وينيمه ، ليلقنه كل ما يريد ان يبثه فـي الـديـن الاسـلامي من خرافات واوهام وانه قد طوى ابا هريرة تحت جناحه حتى جعل يردد كلامه بالنص ، ويجعله حديثا مرفوعا (44) .
قـال : وقد استطاع هذا اليهودي ان يدس من الخرافات والاوهام والاكاذيب في الدين ، ما امتلات بـه كـتـب الـتـفـسـيـر والـحـديـث والـتـاريـخ ، فشوهتها وادخلت الشك اليها ومازالت تمدنا بأضرارها (45) .|
4ـ عبداللّه بن عمرو بن العاص

قـيـل : كـان اسمه العاص فغيره رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  و سماه عبداللّه اسلم قبل ابيه عمرو ، وعمرو اسلم قبل الفتح سنة ثمان ولد قبل الهجرة بسبع سنين ، ومات سنة (65) فقد عاش (72) سنة .
هـو اول مـن اشـاع الاسـرائيـلـيات بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله وسلم )  زعم انه اصاب يوم اليرموك (46) زاملتين  (47) من كتب اليهود ، فكان يحدث منهما ويبرر ذلك بما رواه عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  من قـوله : ((حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج )) رواه البخاري باسناده عنه (48) هكذا فهم من هذا الحديث ، جواز الرواية عنهم ، حسبما ذكره ابن تيمية  (49)  .
واضاف اليه حديثا آخر اختلقه بهذا الشأن ، قال : رأيت فيما يرى النائم كان في احدى اصبعي سمنا وفـي الاخرى عسلا فانا العقهما فلما اصبحت ذكرت ذلك للنبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ، فقال : تقرا الكتابين ، التوراة والفرقان ومن ثم كان يقرأهما  (50)  .
وكانت له صحيفة يسميها ((الصادقة )) زعم انه كتبها من احاديث الرسول (صلى الله عليه واله وسلم )  عن اجازته له في كـتـابتها قال : استأذنت النبي (صلى الله عليه واله وسلم )  في كتاب ما سمعت منه فأذن لي فكتبته فكان يسمي صحيفته تلك الصادقة .
قال مجاهد : رأيت عنده صحيفة فسالت عنها ، فقال : هذه الصادقة ، فيها ما سمعت من رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  ليس بيني وبينه فيها احد (51) .
روى البخاري باسناده الى همام بن منبه عن اخيه وهب ، قال : سمعت ابا هريرة يقول : ما من اصحاب رسـول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) احـد اكـثـر حـديـثا عنه مني الا ما كان من عبداللّه بن عمرو ، فانه كان يكتب ولا اكتب (52)  .
ولقد كان ضعيف الراي وهن السلوك ، كان قد صحب اباه في الوقوف مع معاوية في وقعة صفين ، في حـيـن انه كان يعلم انهم كانوا هم الفئة الباغية على ما وصفهم بها رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  و قد اعتذر لذلك بانه كان لوصية رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  اياه ان يتابع اباه عمرو بن العاص وقد نسي قوله تعالى :
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [البقرة: 170] .
و كذا قوله تعالى : {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} [لقمان: 15] .
و مع ذلك نراه قد تابع اباه في ضلال كان يعلمه .
اخـرج ابـن سعد عن الغنوي ، قال : بينا نحن عند معاوية ، اذ جاه رجلان يختصمان في راس عمار ، يقول كل واحد منهما ، انا قتلته فقال عبداللّه بن عمرو : ليطب به احدكما نفسا لصاحبه ، فاني سمعت رسـول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  يـقـول : ((تـقـتـلـه الـفـئة الـبـاغـيـة )) فقال معاوية : الا تغني عنا مجنونك يا عمرو (53) فما بالك معنا ؟! قال : ان ابي شكاني الى رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  فقال : اطع اباك حياً و فـما بالك معنا؟ لا تعصه وانا معكم ولست اقاتل (54) .
5ـ ابو هريرة

امـا ابـو هريرة فقد اختلف في اسمه (55) ، كما لم يعرف اصله ونسبه ونشأته ، ولا شي من تاريخه قبل اسـلامـه ، غـيـر ما ذكر هوعن نفسه ، من انه كان يلعب بهرة صغيرة ، وانه كان معدما فقيرا خامل الذكر ، يخدم الناس على شبع بطنه قال : كنت ارعى غنم اهلي ، وكانت لي هرة صغيرة ، فكنت اضعها بالليل في شجرة ، واذا كان النهار ذهبت بها معي فلعبت بها ، فكنوني ((ابا هريرة )) قال : نشأت يتيما وهـاجـرت مسكينا ، وكنت اجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني وعقبة رجلي ، فكنت اخدم اذا نزلوا ، واحدو اذا ركبوا.
قـدم ابـو هريرة بعد ان تخطى الثلاثين من عمره ، وكان النبي (صلى الله عليه واله وسلم )  حينذاك في غزوة خيبر التي وقعت عام (7هـ) من الهجرة ، قال ابن سعد : قدم الدوسيون فيهم ابو هريرة ورسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  بخيبر فكلم رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  اصحابه في ان يشركوا ابا هريرة في الغنيمة ، ففعلوا ولفقره اتخذ سبيله الى الـصفة (موضع مظلل في مؤخرة مسجد النبي من الناحية الشمالية ) قال ابو الفداء :و اهل الصفة اناس فـقـرا لا مـنازل لهم ولا عشائر ، ينامون في المسجد ويظلون فيه وكانت صفة المسجد مثواهم ، فـنـسبوا اليها وكان اذا تعشى رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  يدعو منهم طائفة يتعشون معه ، ويفرق منهم طائفة على الصحابة ليعشوهم .
روى مسلم عنه ، قال : كنت رجلا مسكينا اخدم رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  على ملا بطني وفي رواية : كنت الـزم رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم ) على ملا بطني وكان اكولا ، اذا كان يطعم في بيت احد الصحابة ، كان بعضهم ينفر منه .
وروى الـبـخاري عنه ، قال : استقرئ الرجل الآية وهي معي ، كي ينقلب بي فيطعمني وكان خير الـناس للمساكين جعفر بن ابي طالب ، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته وروى الترمذي عنه : وكـنـت اذا سـالـت جعفر عن آية لم يجبني حتى يذهب بي الى منزله قال ابو رية : ومن اجل هذا كان جـعـفـر في راي ابي هريرة افضل الصحابة جميعا ، فقدمه على ابي بكر وعمرو علي وعثمان وغيرهم من كبار الصحابة .
فقد اخرج الترمذي والحاكم بإسناد صحيح عن ابي هريرة : ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ولا وطئ التراب ، بعد رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  افضل من جعفر بن ابي طالب (56) .
كـان ابـو هـريـرة يـلـقب بشيخ المضيرة (طعام يطبخ باللبن المضر ، اي الحامض ) وقد نالت هذه الـمـضـيرة من عناية العلماء والكتاب والشعراء ما لم ينله مثلها من اصناف المآكل والحلويات وظلوا يتندرون بها ويغمزون ابا هريرة قرونا طويلة من اجلها.
قـال الـثعالبي ، وكان ابو هريرة تعجبه المضيرة جدا ، فيأكل مع معاوية ، فاذا حضرت الصلاة صلى خلف علي (عليه السلام) ، فاذا قيل له في ذلك ، قال : مضيرة معاوية ادسم واطيب ، والصلاة خلف على افضل واتـم ومـن كلامه : ما شممت رائحة اطيب من رائحة الخبز الحار ، وما رأيت فارسا احسن من زبد على تمر(57) .
وقد اخذ العلماء على ابي هريرة كثرة حديثه عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم )  مع قلة صحبته وقلة بضاعته حينذاك ، ومـن ثـم رمـوه بـالـتدليس والاختلاق كان يسمع الحديث من احد الصحابة ثم يدلس ، فيرفعه الى النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) .

وكان كثير اما يسمع الحديث من اهل الكتاب ولاسيما كعب الاحبار ، فيسنده الى النبى او احد كبار صحابته تدليسا وتمويها على العامة .
فـقـد روى مسلم عن بسر بن سعيد ، قال : اتقوا اللّه وتحفظوا من الحديث فواللّه لقد رايتنا نجالس ابا هريرة فيحدث عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  و يحدث عن كعب الاحبار ، ثم يقوم ، فاسمع بعض من كان معنا يـجـعل حديث رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  عن كعب ، وحديث كعب عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  و في رواية : يجعل ما قاله كعب عن رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  و ما قاله رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  عن كعب فاتقوا اللّه وتحفظوا في الحديث .
وقـال يزيد بن هارون : سمعت شعبة يقول : ابو هريرة كان يدلس ، اي يروي ما سمعه من كعب وما سـمـعـه مـن رسـول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  و لا يميز هذا من هذا وقال ابن قتيبة : وكان ابو هريرة يقول : قال رسـول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  كـذا ، وانـمـا سـمـعـه من الثقة عنده فحكاه وكانت عائشة اشدهم انكارا على ابي هريرة وممن اتهم ابا هريرة بالكذب عمر وعثمان وعلي وغيرهم ، فكما قال الاستاذ الرافعي : ((كان اول راوية اتهم في الاسلام )) (58) .
والحديث بشان تدليس ابي هريرة وانكار الصحابة عليه ذو شجون ، عرضه بتفصيل الاستاذ ابو رية في كتابيه : ((شيخ ‌المضيرة )) ، و((الاضواء)) وكان هذا العرض القصير مستقى منه (59) .
اخـذ ابو هريرة عن كعب الاحبار الشي الكثير ، غير ان السيء الذي كان يرتكبه ، اسناد ما سمعه من كعب الى رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  كما نوهنا عنه .
قـال ابـو ريـة : ذكـر عـلما الحديث في باب ((رواية الصحابة عن التابعين ، او رواية الاكابر عن الاصـاغـر)) ان ابـا هـريـرة والعبادلة (60) و معاوية وانس وغيرهم ، قد رووا عن كعب الاحبار اليهودي الذي اظهر الاسلام خداعا ، وطوى قلبه على يهوديته .
قـال : ويبدو ان ابا هريرة كان اكثر الصحابة انخداعا به ، وثقة فيه ، ورواية عنه وعن اخوانه ، مـن سـائر اهـل الـكـتـاب ويـتبين من الاستقراء ان كعب الاحبار قد سلط قوة دهائه على سذاجة ابي هريرة لكي يستحوذ عليه ، وينيمه ليلقنه كل ما يريد ان يبثه في الدين الاسلامي ، من خرافات واوهام وكان له في ذلك اساليب غريبة وطرق عجيبة .
فقد روى الذهبي في ((طبقات الحفاظ)) في ترجمة ابي هريرة ان كعبا قال فيه ـ اي في ابي هريرة ـ : ما رأيت احدا لم يقرا التوراة ، اعلم بما فيها من ابي هريرة فـانـظر مبلغ دها هذا الكاهن ومكره بابي هريرة ، الذي يتجلى في درس تاريخه انه كان رجلا فيه غـفـلـة وغرة ، اذ من اين يعلم ابو هريرة ما في التوراة وهو لا يعرفها ، ولو عرفها لما استطاع ان يقرأها.
ومـمـا يدلك على ان هذا الحبر الداهية قد طوى ابا هريرة تحت جناحه حتى جعله يردد كلام هذا الكاهن بالنص ، ويجعله حديثا مرفوعا الى النبى ، ما نورد لك شيئا منه .
روى الـبزار عن ابي هريرة : ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم )  قال : ان الشمس والقمر ثوران في النار يوم القيامة فقال الحسن : وما ذنبهما؟ فقال : احدثك عن رسول اللّه ، وتقول : ما ذنبهما؟ وهذا الكلام نفسه قد قاله كعب بنصه ، فقد روى ابو يعلى الموصلي ، قال كعب : يجاء بالشمس والقمر يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران ، فيقذفان في جهنم ، يراهما من عبدهما (61) .
وروى الـحـاكم في ((المستدرك )) والطبراني ـ ورجاله رجال الصحيح ـ عن ابي هريرة : ان الـنـبي قال : ان اللّه اذن لي ان احدث عن ديك رجلاه في الارض وعنقه مثبتة تحت العرش ، وهو يقول : سبحانك ما اعظم شانك وهذا الكلام من قول كعب ، ونصه : ان للّه ديكا عنقه تحت العرش وبراثنه في اسفل الارض ، فاذا صاح صاحت الديكة ، فيقول : سبحان القدوس الملك الرحمان لا اله غيره (62) .
وروى ابـو هريرة : ان رسول اللّه قال : النيل وسيحان وجيحان والفرات من انهار الجنة ، وهذا الـقـول نـفـسه قاله كعب :اربعة انهار الجنة وضعها اللّه في الدنيا : فالنيل نهر العسل في الجنة ، والفرات نهر الخمر في الجنة ، وسيحان نهر الما في الجنة ، وجيحان نهر اللبن في الجنة (63) .
وقال ابن كثير في تفسيره : ان حديث ابي هريرة في يأجوج ومأجوج ، ونصه ـ كما رواه احمد ـ عن ابي هريرة : ان يأجوج ومأجوج  ليحفرون السد كل يوم حتى اذا كادوا يرون شعاع الشمس ، قال الـذين عليهم : ارجعوا فستحفرونه غدا ، فيعودون وقد روى احمد هذا الحديث عن كعب ، قال ابن كـثـيـر : لعل ابا هريرة تلقاه من كعب ، فانه كثير اما كان يجالس كعب او يحدثه (64) و بين في مواضع كثيرة من تفسيره ما اخذه ابو هريرة من كعب .
وفـي الـصـحـيـحين من حديث ابي هريرة : ان اللّه خلق آدم على صورته وهذا الكلام قد جاء في الاصـحاح الاول من التوراة (العهد القديم ) ونصه هناك : ((و خلق اللّه الانسان على صورته ، على صورة اللّه خلقه )) (65)  .
وروى مـسـلـم عن ابي هريرة : اخذ رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم )  بيدي خلق فيها الجبال يوم الاحد ، وخلق الشجر يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النور يوم الاربـعـاء ، وبـث فـيها الدواب يوم الخميس ، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة وقد روى هذا الحديث احمد والنسائي ايضا عن ابي هريرة .
قـال الـبـخـاري وابن كثير وغيرهما : ان ابا هريرة قد تلقى هذا الحديث عن كعب الاحبار ، لانه يخالف نص القرآن في انه خلق السماوات والارض في ستة ايام (66)   .
قال ابو رية : وقد بلغ من دها كعب واستغلاله لسذاجة ابي هريرة وغفلته ، ان كان يلقنه ما يريد بثه فـي الـدين الاسلامي من خرافات وترهات ، حتى اذا رواها ابو هريرة عاد هو فصدق ابا هريرة ، وذلك ليؤكد هذه الاسرائيليات ، وليمكن لها في عقول المسلمين ، كان الخبر جاء عن ابي هريرة ، وهو في الحقيقة عن كعب الاحبار.
والـيك مثلا ما رواه احمد عن ابي هريرة ان رسول اللّه قال : ((ان في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ، اقرأوا ان شئتم : وظل ممدود)) (67) .
ولـم يـكـد ابـو هريرة يروي هذا الحديث حتى اسرع كعب ، فقال : صدق والذي انزل التوراة على مـوسـى والـفرقان على محمد ، لو ان رجلا ركب حقة او جذعة ثم دار بأعلى تلك الشجرة ما بلغها حـتـى يـسقط هرما الـعـجـيـب ان يـروي مـثـل هذا الخبر الغريب ايضا وهب بن منبه في اثر غريب ، فيرجع اليه من اراده (68)  .
هـلـك ابو هريرة سنة (59هـ) عن (80) سنة بقصره بالعقيق ، وحمل الى المدينة ودفن بالبقيع ، وصـلـى عـليه الوليد بن عتبة بن ابي سفيان ، وكان اميرا على المدينة تكريما له ولما كتب الوليد الى عـمـه مـعاوية ينعى اليه ابا هريرة ، ارسل اليه معاوية : ((انظر من ترك ، وادفع الى ورثته عشرة آلاف درهـم ، واحـسـن جوارهم ، وافعل اليهم معروفا)) قال ابو رية : وهكذا يترادف رفدهم له حتى بعد وفاته (69) .
قال السيد رشيد رضا بشان ابي هريرة : كان اسلامه في سنة (7 هـ) ، فصحب رسول اللّه ثلاث سنين ونـيـفـا ، فـاكـثـر احاديثه لم يسمعها من النبي وانما سمعها من الصحابة والتابعين فاذا كان جميع الـصـحابة عدولا في الرواية ـ كما يقول جمهور المحدثين ـ فالتابعون ليسوا كذلك ، وقد ثبت انه كـان يـسـمـع مـن كعب الاحبار ، واكثر احاديثه عنه ، على انه صرح بالسماع من النبي ، في حديث ((خـلـق اللّه الـتـربـة يوم السبت )) وقد جزموا بان هذا الحديث اخذه عن كعب وكان يكثر في احـاديـثـه الـنقل بالمعنى والارسال ـ اي لا يذكر اسم الصحابي الذي سمع منه ـ ورواية الحديث بـالـمـعنى كانت مثارا لمشكلات كثيرة كما انه انفرد باحاديث كثيرة ، كان بعضها موضع الانكار او مـظنته لغرابة موضوعها ، كاحاديث الفتن والاخبار ببعض المغيبات ، الى غيرها من علل ذكرها اهل النقد في الحديث (70)  .

6ـ وهب بن منبه

هـو وهب بن منبه بن كامل اليماني الصنعاني وقال احمد بن حنبل : كان من ابنا فارس قيل : ان منبها من خراسان من اهل هراة ، اخرجه كسرى من هراة الى اليمن ، فاسلم في عهد النبي وحسن اسلامه فسكن ولده في اليمن ، وكان وهب بن منبه يختلف الى هراة ويتفقد امرها كان يقول : قرات بضعة وسـبـعين كتابا من كتب الانبياء ولد سنة (34هـ) ومات سنة (110هـ) قيل :ضربه يوسف بن عمر حتى مات (71)  .
و قد اكثر من سرد الاسرائيليات ، ونسب اليه قصص كثيرة ، كانت مثارا للنيل منه والطعن عليه ، حتى رمي بالكذب والتدليس ، وافساد عقول المسلمين .
7ـ محمد بن كعب القرظي

هو محمد بن كعب سليم القرظي ، كان ابوه من سبى قريظة ، من اولاد كهنة اليهود ولد سنة (39هـ) ومات سنة (117هـ) كان يقص في المسجد ، فسقط عليه السقف ، فمات هو وجماعة معه (72) .
فقد كان من القصاصين ، يقصون على الناس عن كتب السلف واساطيرهم ، وفيها كان حتفه .

8ـ ابن جريج

هو عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج ، من اصل رومي نصراني ولد سنة ( 80هـ) ومات سنة (150هـ) وهـو من اول من صنف الكتب بالحجاز. واعتمده الائمة في الحديث والتفسير حسبما تقدم عند الكلام عن الطرق الى ابن عباس : الطريق الخامس، وذكرنا ثناء العلماء عليه وأنه أحد الأعلام الثقات.

غير أن الاستاذ الذهبي عده من أقطاب الإسرائيليات  وزعم أن أكثر ما يروى بشأن النصارى في التفسير ، مأثور عنه ... (73).

لكن الإسرائيلية بما تحمله هذه الكلمة من وهن – ولم تعهد من ابن جريج ، كما لم يعهد منه ما يوهن شأنه في التحديث ، مع توثيق الأجلاء له ، وقد وصفوه بسيد أهل الحجاز ! فراجع .
_______________________
1- الاصابة ، ج2 ، ص 320.

2- سير اعلام  النبلاء ، ج2 ، ص 418 ـ 419.

3- هامش سير اعلام  النبلاء ، ج2 ، ص419 ؛ أخرج الحديث عن " مجمع الزوائد ، ج1 ، ص173-174".

4- اوردها ابن سعد في الطبقات (ط ليدن ) ، ج1 ، ص 87 ، س 14.

5- الاصابة ، ج2 ، ص 321 ، وسير الاعلام النبلاء ، ج2 ، ص 416.

6- والـجـساسة : دابة ـ فيما زعمه هذا الراهب النصراني ـ كان رآها في جزيرة من البحر كانت تجس الأخبار لدجال أوردها مسلم في الفتن وأشراط الساعة (ج8، ص203) وأحمد في مسنده ، ج6 ، ص373 – 374 والطبراني وغيرهم ، وسنذكر قصتها .

7- الاصابة ، ج1 ، ص 183 ـ 184 ، والطبقات ابن سعد ، ج1 ، ق2 ، ص 75.

8- سير اعلام  النبلاء ، ج2 ، ص 442 ـ 443.

9- الاموال لأبي عبيد بن سلام ، ص 349 ـ 350.

10- الإصابة ، ج1 ، ص184 ، في ترجمة تميم الداري .

11- المصدر نفسه ، ج3 ، ص497.

12- سير اعلام  النبلاء ، ج2 ، ص446 – 447.

13- كما قال احمد امين ، فجر الاسلام ص 159.

14- سير اعلام  النبلاء ، ج2 ، ص 447.

15- فجر الاسلام ، ص 159 ـ 160.

16- غليظ الشعر.

17- فـي الهامش : سميت جساسة لتجسسها الاخبار للدجال قال صاحب التحفة : هي دابة الارض التي تخرج في آخر الزمان . راجع : شرح النوري ، ج18 ، ص78.

18- بـيـسـان ، مدينة بالأردن بالغور الشامي ، وهي بين حوران وفلسطين يقال عنها : انها لسان الأرض وبها عين يقال : إنها من الجنة فيها ملوحة يسيرة (معجم البلدان ، ج1 ، ص527).

19- على وزان زفر : بلدة في الجانب القبلي من الشام .

20- اي المسيح الدجال الذي زعموا انه يخرج في آخر الزمان .

21- اي مسلولا.

22- صـحـيـح مسلم ، ج8 ، ص 203 ـ 205 ورواه احمد في المسند ، ج6 ، ص 373 ، باختلاف يسير .

23- تهذيب التهذيب ، ج10 ، ص 40.

24- كتاب المجروحين و  الضعفاء  لابن حبان ، ج3 ، ص 10.

25- راجع : الكنى في تهذيب التهذيب ، ج12 ، ص 286.

26- تهذيب التهذيب ، ج5 ، ص 158.

27- وربـمـا رجـح الثاني ، لما رواه الطبراني من طريق يحيى بن ابي عمرو الشيباني عن عوف بن مالك ، أنه دخل المسجد يتوكأ على ذي الكلاع ،وكعب يقص على الناس ، فقال عوف لذي الكلاع : ألا تنهي ابن أخيك هذا عما يفعل ؟ قيل : إنه نهاه وذكره بحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) : " لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو متكلف محتال " فأمسك كعب عن القصص حتى أمره معاوية ، فصار يقص بعد ذلك ( الإصابة ج3 ، ص 315 – 316) .

28- قـال معاوية في وصف علمه : الا ان كعب الاحبار احد العلماء ، ان كان عنده علم كالثمار وان كنا فيه لمفرطين . والذي يدل على مبلغ علمه الموهوم ما قاله هو لقيس بن خرشة القيسي : ما من شبر في الأرض إلا وهو مكتوب في التوراة التي أنزل الله على موسى ، ما يكون عليه وما يخرج منه إلى يوم القيامة، يعني أنه يعلم بذلك (راجع : تهذيب التهذيب ، ج8 ، ص 439 ؛ الاستيعاب في ترجمة قيس بن خرشة ، هامش الإصابة ، ج3 ، ص243).

29- طبقات ابن سعد ، ج7 ، ق2 ، ص 156 وراجع : الاصابة ، ج3 ، ص 316 والاضواء على السنة المحمدية ، ص 147- 148.

30- اخـرجـه ابـو زرعة الدمشقي في تاريخه ، ج1 ، ص 544 راجع : هامش سير اعلام  النبلاء ، ج3 ، ص490 . ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ، ج8 ، ص108 ، ط السعادة (راجع : الإسرائيليات في التفسير والحديث ، ص96).

31- شرح نهج البلاغة ، ج4 ، ص 77.

32- طبقات ابن سعد ، ج3 ، ق1 ، ص 240 ، س 4 ـ 12.

33- جاء في تاريخ الطبري ، ج3 ، ص 264 (مطبعة الاستقامة ) حوادث سنة (23) : ان عمر كان لا يحس ألما ولا وجعاً حتى كان من الغد جاءه كعب فقال : يا أمير المؤمنين ذهب وبقي يومان . ثم جاءه من غد الغد فقال : ذهب يومان وبقي يوم وليلة ، وهي لك الى صبيحتها . فلما كان الصبح خرج الى الصلاة فطعنه أبو لؤلؤة .

34- فجر الاسلام ، ص 161.

35- اضواء على السنة المحمدية ، ص 155.

36- طبقات ابن سعد ، ج3 ، ق1 ، ص 257 ، س 2 ـ 12.

37- المصدر نفسه ، ص 262 ، س 19.

38- هـامـش سـيـر اعلام  النبلاء ، ج3 ، ص 490 ومعاوية هو الذي اثنى عليه بالعلم راجع : فتح الباري ، ج13 ، ص282.

39- راجع : فتح الباري (الهامش) ، ج13 ، ص 282.

40- الاصابة ، ج3 ، ص 316.

41- طبقات ابن سعد ، ج7 ، ق2 ، ص 160 ، س 10.

42- فجر الاسلام ، ص 160 ـ 161.

43- التفسير والمفسرون ، ج1 ، ص 188.

44- الاسـرائيـلـيـات في التفسير والحديث للذهبي ص 95 قال ابو رية : يرجع الى كتابنا " شيخ المضيرة " ليعلم كيف اتصل أبو هريرة بكعب الأحبار ، وكيف وقع في فخه (أضواء على السنة المحمدية ، ص164).

45- اضواء على السنة المحمدية ، ص 164.

46- يـرمـوك : واد بناحية الشام كانت به حرب بين المسلمين والروم في اواخر ايام ابي بكر . وكان عبد الله بصحبة ابيه في تلك الحرب ؛ حيث أصاب زاملتين من كتب اليهود فيما زعم .

47- الزاملة : الملفة ، من زمل الشي بثوبه او في ثوبه : لفه وربما كانت حمل بعير ، وهكذا عبر عنها ابن حجر (فتح الباري ، ج1 ، ص184) ، قال : إن عبد الله كان قد ظفر في الشام بحمل جمل من كتب أهل الكتاب ، فكان ينظر فيها ويحدث منها ، ومن ثم تجنب الأخذ عنه بكثير من أئمة التابعين . وعبر عنها أبو شبهة : بحمل بعيرين (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ، ص54).

48- جامع البخاري ، ج4 ، ص 207.

49- مقدمه في أصول التفسير ، ص 45.

50- سير اعلام  النبلاء ، ج3 ، ص 86 ومسند احمد ، ج2 ، ص 222 وحلية الاولياء لأبي نعيم ، ج1 ، ص 286.

51- طبقات ابن سعد ، ج2 ، ق2 ، ص 125.

52- جامع البخاري ، ج1 ، ص 39 ، باب كتابة العلم وراجع : فتح الباري ، ج1 ، ص 184.

53- هكذا في النسخ ، ولعله : مجونك ، هو المزاح في وقاحة .

54- وهكذا اخرج ابن سعد عن عبداللّه بن الحارث ، قال : اني لأسير مع معاوية في منصرفه عن صفين بينه وبين عمرو بن العاص . فقال عبد الله ك يا أبة ، سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول لعمار : ويحك يا ابن سمية ، تقتلك الفئة الباغية . فقال عمرو لمعاوية : ألا تسمع ما يقول هذا ! فقال معاوية : ما تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك .

أنحن قتلناه ؟ ! إنما قتله الذين جاؤوا به !! (وطبقات ابن سعد ، ج3 ، ق1 ، ص180-181).

55- ذكر الحاكم في المستدرك (ج3 ، ص507) أن اسمه في الجاهلية عبد شمس بن صخر ثم غيره النبي (صلى الله عليه واله وسلم) الى عبد الرحمان وقيل عبد الله . مات سنة (57هـ) .

56- راجع : فتح الباري ، ج7 ، ص 62.

57- اضواء على السنة المحمدية ، ص 195 ـ 199.

58- راجع : تاريخ آداب العرب للرافعي ، ج1 ، ص 278.

59- راجع : اضواء على السنة المحمدية  ، ص 202 ـ 206.

60- هم : عبداللّه بن عمرو بن العاص وعبداللّه بن عمر وعبداللّه بن عباس ، غير ان الاخير مكذوب عليه ، وقد فصلنا الكلام فيه .

61- حياة الحيوان للدميري ، ج1 ، ص 257.

62- نهاية الارب للنويري ، ج10 ، ص 220.

63- الاضواء لأبي رية ، ص 208.

64- تفسير ابن كثير ، ج3 ، ص 104 ـ 105.

65- قال ابو رية : من روايات هذا الحديث : وطول آدم ستون ذراعا وقد انتقد هذا الحديث ابن     حجر في فتح الباري ، قال : ويشكل على هذا من الآن ، الآثار لأمم السالفة كديار عاد وثمود ، فإن مساكنهم تدل على أن قاماتهم لم تكن مفرطة في الطول ، على حسب ما يقضيه الترتيب الذي ذكره أبو هريرة ، وأنكر مالك هذا الحديث (اضواء على السنة المحمدية ، ص208-210).

66- الاضواء ، ص 207 ـ 210.

67- المصدر نفسه ، ص210.

68- راجع : تفسير ابن كثير ، ج2 ، ص 513 ـ514.

69- الاضواء  ، ص 218.

70- مجلة المنار ، ج19 ، ص 97 (اضواء على السنة المحمدية  ، ص 218 ـ 219).

71- تهذيب التهذيب ، ج11 ، ص 166 ـ 168.

72- تهذيب التهذيب ، ج9 ، ص 420 ـ 422.

73- التفسير والمفسرون ، ج1 ، ص 198.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .