أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
3401
التاريخ: 17-12-2015
1005
التاريخ: 17-12-2015
930
التاريخ: 17-12-2015
875
|
يتبيّن على ضوء الآيات الواردة في هذا المجال أنّ الجنّة هي مجموعة حدائق وبساتين لا مثيل لها ولا نظير في هذه الدنيا وكل ما رسمه لنا القرآن الكريم لا يمثل إلّا صورة تقريبية كي يتمكن ساكنو هذه الدنيا من إدراك هذه المعاني، وإلّا فإنّ حقيقة الجنّة هي ما وراء إدراكنا، لقد ذكر القرآن أكثر من مائة آية حول الجنّة وبتعابير مختلفة مثل (جنات) أو (جنّة) أو (جنتان)، فنقرأ قوله تعالى : {وَمَن يُطِعِ اللَّه وَرَسُولَهُ يُدخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجرِى مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ} (النساء/ 13).
وفي قوله تعالى : {واللَّهُ يَدْعُوَا إِلَى الْجَنَّةِ وَالمَغْفِرَةِ بِاذنِهِ} (البقرة/ 221).
وفي قوله تعالى : {وَلِمَن خَافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (الرحمن/ 46).
فهذه الكلمات (جنات، جنتان، جنة) مشتقة من مادة (جنّ) على وزن (فَنّ) وهو الستر والتستر، ويقول الراغب في مفرداته ستر شيء من الحس، وعلى هذا الأساس له مشتقات كثيرة.
«والجنّة» : بمعنى البستان وذلك لأنّ أرضها مستورة بأغصان الأشجار ولكن صاحب كتاب مقاييس اللغة يقول : الجنّة ماي صير إليه المسلمون في الآخرة وهو ثواب مستور عنهم اليوم، ولكن نحن نستبعد هذا المعنى وذلك لأنّ بساتين الدنيا يقال لها أيضاً جنّة وهذا لا يكون إلّا لسبب ستر أرضها بواسطة أغصانها، (تأمل).
و«الجنين» : الولد في بطن امّه، والجَنان : القلب لأنّه مستور في الصدر والمِجَن : الترسُ، وكل ما استتر به من السلاح فهو جنة (على قول صاحب مقاييس اللغة) و (الجِن) و (الجان) يطلق على الموجودات الحيّة المستورة عن أعين الخلق، وكذلك على الثعابين العظيمة تشبيها لها ب «الجن» (الذي هو موجود خطر خفي)، ويطلق على عظام الصدر- جناجن- ولعل السبب في هذه التسمية كونها درعا لحفظ القلب.
«جنون» : بمعنى ذهاب العقل واصل الجنون هو الستر، جنون الليل : سواده وستره للأشياء، على أيّة حال فإنّ المهم في هذا الموضوع هو أنّ بساتين الجنّة كثيفة الأشجار إلى درجة سترت أرضها بأغصانها المتدلية.
ولقد وردت في عشرات الآيات بعد ذكر (جنات) جملة (تجري من تحتها الأنهار) وهذا يدل على أنّ الماء يجري دائماً تحت الأشجار وبتعبير آخر أنّ أغصان أشجارها تظل على المياه التي تجري تحتها، فيكون الماء تحتها (تأمل جيداً)، وهذا يعود إلى :
أولًا : أنّ الماء والشجر يشكلان مع بعضهما البعض منظراً جميلًا في منتهى الروعة والجمال، وكأنّ كل واحدٍ منهما ناقص ويحتاج إلى اكمال من الآخر.
وثانياً : أنّ الأنهار تؤَمِّن طراوة دائمية للأشجار، فالتي تجري من تحتها المياه تكون خضراء زاهية، إمّا الأشجار التي لا تتوفر لها مياه دائمة أو يؤتى به من الخارج فلا تتمتع بمثل هذه الطراوة والاخضرار، فالماء هو أساس حياة النباتات ولابدّ من توفر هذا العنصر الأساس للحياة بجانبها دائماً، وجاء في احدى الروايات : «إنّ أنهار الجنّة ليست في اخاديد إنّما تجري على سطح الجنّة منضبطة بالقدرة حيث شاء أهلها» «1»! والأعجب من هذا أنّه ليس فقط الأشجار تجري من تحتها الأنهار بل - وكما جاء في بعض الآيات - إنّ (الغرف) بنيت على الأنهار أيضاً فالأنهار تجري من تحتها كما ورد في قوله تعالى : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ الجَنَّةِ غُرَفاً تَجرِى مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ} «2» (العنكبوت/ 58).
_______________________
(1). تفسير القرطبي، ج 1، ص 240.
(2). ورد نفس هذا المضمون في الآية 20 الزمر أيضاً.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|