أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-09-2014
1247
التاريخ: 14-12-2015
1010
التاريخ: 15-12-2015
974
التاريخ: 14-12-2015
1098
|
الإشكال الأول الذي يرد على مسألة رؤية وحضور الأعمال- كما يتضح من بعض كلمات المرحوم الطبرسي في مجمع البيان- هو أنّ العمل من جنس «العرض» لا «الجوهر» فلا يحمل خواص المادة ولا هو مادة بنفسه لذا فهو ينعدم بعد حدوثه.
والإشكال الثاني : هو أنّ العمل يمحى ويزول بعد وجوده، لذا فإنّنا لا نجد آثاراً من أحاديثنا وأفعالنا الماضية إلّا ما أحدثت تغييراً في بعض المواد الموجودة كتحول الحصى والخشب والجص إلى بيت معين، وهذا ليس بتجسم وإنّما هو تحّول ناشيء من العمل (تأمل).
ولكن إذا أخذنا النكتتين أدناه بنظر الاعتبار فسوف تتضح الإجابة عن الشبهتين السالفتين وكذلك تتضح مسألة تجسم الأعمال :
النكتة الاولى : لقد ثبت اليوم أنّ المادة لا تفنى، وحتى الأعمال فانّها تتحول إلى صور مختلفة.
فإن تحدّثنا فستنتقل أصواتنا على شكل أمواج صوتية إلى الفضاء المحيط بنا وتصطدم بالأجسام التي تعترضها من جدران وأبنية وأجسام اخرى وتتحول إلى طاقة اخرى، ومن الممكن أن يتغير شكل هذه الطاقة مرّات عديدة ولكنها لن تفنى، وما حركات أيدينا وأرجلنا إلّا نوعٌ من الطاقة وهذه الطاقة (الميكانيكية) لا تفنى أبداً وإنّما تتحول إلى طاقة حرارية أو طاقة اخرى.
والخلاصة : ليست المادة لا تفنى فقط بل وحتى طاقتها ثابتة ولا تفنى أيضاً بل تتحول من شكل إلى آخر.
النكتة الثانية : وقد تمّ إثباتها بشكل قاطع من خلال بحوث العلماء وتجاربهم وهي : إنّ هناك علاقة قريبة بين المادة والطاقة، أي أنّ المادة والطاقة مظهران لحقيقة واحدة، فالمادة عبارة عن طاقة مخزونة أمّا الطاقة فهي مادة غير مخزونة (حرة)، لذا يمكن أن تتحول أحداهما إلى الاخرى تحت شروط معينة، فالطاقة الذرية هي تحول المادة إلى طاقة، وبتعبير آخر أنّ الطاقة الذرية : هي انشطار نواة الذرة وتحرير طاقتها الكامنة، ولقد أثبت العلماء أنّ الطاقة الحرارية للشمس تحصل نتيجة الانفجارات الذرية فيها، ولهذا السبب تفقد مقداراً كبيراً من وزنها كل أربع وعشرين ساعة ولو أنّ هذا النقصان ضئيل قياساً بوزن وحجم الشمس.
بلا شكّ وكما أنّ المادة قابلة للتحول إلى طاقة كذلك الطاقة فانّها قابلة للتحول إلى مادة، أي إذا تراكمت الطاقة المنتشرة فانّها تأخذ حالة الجسم المادي.
وعلى هذا الأساس لا يوجد أي مانع من عدم فناء ومحو أعمالنا وأقوالنا التي هي طاقات مختلفة وارجاعها مرّة اخرى بأمر اللَّه على صورة جسم.
ومن المسلَّم به أنّ كل عمل سيكون جسماً بما يتناسب مع خواصه وصفاته، فالطاقات التي تبذل في سبيل الإصلاح وخدمة الناس والتقوى تظهر على شكل صورة جميلة تتناسب مع ذلك العمل.
أمّا الطاقات التي تستعمل في مجال الظلم والجور والقبح والفساد فتتجسم على شكل صورة قبيحة مخيفة.
وعلى هذا الأساس تعتبر حالة تجسّم الأعمال احدى المعاجز العلمية للقرآن، وكما اتّضح أنّ بقاء الطاقة وتحول المادة إليها وبالعكس لم تكن مطروحة آنذاك، لكن الآيات والروايات تحدثت عن هذا الأمر بشكل واضح، وبناءً على ذلك لم تكن هناك مشكلة لا من حيث كون الأعمال من جنس «العرض» ولا من حيث كونها- كما أشرنا- لا تفنى وأنّ العرض والجوهر وجهان لحقيقة واحدة ويتضح هذا المعنى أكثر بالالتفات إلى حركة الجوهر حيث إنّ القائلين بحركة الجوهر يستدلون بالحركات التي تقع في العرض ويرون أنّ العرض والجوهر لا ينفكان عن بعضهما البعض.
ومن المناسب أن نشير إلى هذه النكتة في نهاية الموضوع.
إنّ العالم الفرنسي (لافوازيه) استطاع بعد جهود حثيثة أن يكتشف أصل بقاء المادة وأثبت أنّ مواد العالم لا تفنى أبداً بل تتحول من شكل إلى آخر.
ولم يمر طويلًا إلّا واكتشف (پيركوري وزوجته) ولأول مرّة العلاقة بين الطاقة والمادة من خلال تجاربه على المواد النشطة اشعاعياً (وهي أجسام تتكون من ذرات غير ثابتة وتتحول بعض أجزائها تدريجياً إلى طاقة) وبهذا الاكتشاف تبدل قانون بقاء المادة إلى قانون بقاء (المادة- الطاقة).
وبهذا تزلزل أصل بقاء المادة وحلّ محله أصل بقاء مجموعة (المادة- الطاقة)، وأخذت عملية تحول المادة إلى طاقة عن طريق انشطار الذرة بعداً علمياً واسع النطاق.
ومن خلال هذا تبيّن أنّ هناك علاقة قريبة بين انشطار المادة والطاقة، ويمكن أن تتحول إحداهما إلى الاخرى، وبعبارة اخرى أنّ المادة والطاقة شكلان لحقيقة واحدة. إنّ هذا الاكتشاف العلمي الكبير أحدث تحولًا واسعاً في مجال البحوث والتجارب العلمية التي أثبتت وحدة العالم أكثر فأكثر.
إنّ هذا المبدأ في مسألة المعاد وبحث تجسّم الأعمال ودفع الإشكالات التي كان الأقدمون يطرحونها حول هذه المسألة كان له أكبر الأثر في ازالة موانع إثبات تجسّم الأعمال.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|