أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2015
1248
التاريخ: 23-09-2014
1187
التاريخ: 6-4-2016
1520
التاريخ: 16-12-2015
1432
|
إنّ ممّا لا شك فيه هو أنّ نظرة الإلهيين والمؤمنين إلى المعاد والموت تختلف عن نظرة الماديين والمنكرين للمعاد اختلاف السماء عن الأرض، وهذان المنظاران هما اللذان يؤثران في حياة الأفراد والمجتمعات البشرية، ويميزان هذين الفريقين عن بعضهما.
فالماديون يعتبرون الموت عالماً مظلماً ومعتماً جدّاً .. عالماً ينتهي معه كل شيء، وتختتم به جميع آمال ومساعي وجهود البشر، وَعلى هذا الأساس فإنّه ليس من العجب أن يخاف الإنسان المادي من الموت وينتابه الوهن، وتتبدل لديه حلاوة تلك التصورات عن الحياة إلى ما هو أكثر مرارةً من السم.
وليس من العجيب أن لا يقدموا على الإيثار والتضحية وإذا أقدموا على عملٍ كهذا فبتأثير ضغوط من قبل الآخرين أو بتأثير الضغوط الاجتماعية، وذلك لأنّه لا يوجد بعد الإيثار شيء يحل محلّه، أو بتعبير آخر إنّ الإيثار سوف لا يكون الهدف الأساسي لهؤلاء.
وليس من العجيب أن يعدّ هؤلاء الحياة أمراً تافهاً خالياً من المحتوى، وذلك لأنّ الموت إنْ كان نهاية لكل شيء فإنّ الحياة الدنيا والتي هي عبارة عن تكرار مجموعة من الأعمال الدنيئة، كالأكل والنوم والكسب والاستهلاك لا يمكن أن تعتبر «هدفاً سامياً» لإرواء الروح الإنسانية، لذا فإنّ أفراداً يقدمون على الانتحار ويعتبرون ذلك اختياراً صحيحاً لأنهاء هذا «التكرار والمكررات التافهة»! فهم يعتبرون ذلك عين العقل والمنطق، ويعتبرون استمرار حياتهم حماقة وذلّة وبلادة!
بينما يرى الإلهييون الذين يؤمنون بالمعاد، الموت أشبه ما يكون بتولّد الجنين من بطن امّه.
فالجنين يموت في الواقع، أي فقد الحياة في بطن الأم، لكنّه بعد الولادة يضع قدمه في عالم أوسع وأفسح، وإذا ما قيس بالمحيط الضيق والمظلم في بطن الأم، الذي يعدُ عالماً مملوءً بالنعم والجمال.
فالموت هو ولادة اخرى أيضاً، والإنسان بواسطة الموت يخرج من محيط هذه الحياة الضيق إلى عالم أكثر اتساعاً.
ومن البديهي هو أنّ الجنين لو كان يعلم اين سيضع قدمه بعد الولادة لظل يعدّ اللحظات للخروج، ولما خاف أبداً من ذلك اليوم، ولما عد حياةَ الأجنّةِ حياةً تافهة، ولما عزّ عليه الإيثار في سبيل الخروج.
وقصارى القول إنّ نظرة الإنسان للموت باعتباره «باباً ينفذ منه إلى عالم البقاء» تغيّر لون حياته وتمنحها لوناً جديداً وتعطيها مفهوماً يسكن إليه القلب وتخرجه من الحيرة والكآبة والشعور بالتفاهة واللاهدفية التي تقصم آلامها الظهر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|