أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
1214
التاريخ: 17-12-2015
1238
التاريخ: 15-12-2015
1120
التاريخ: 15-12-2015
1167
|
جاء في كتاب تاريخ «آلبر ماله» في هذا المجال : «كان المصريون يعتقدون بأنّ أرواح الموتى تخرج من القبور، وتمثل بين يدي الربِّ العظيم «آزيريس».
وعندما تُقاد الروح لتمتثل أمام أحكم الحاكمين فانَّ «آزيريس» يأخذ قلب الشخص ويضعُهُ في ميزان الحقيقة ليزنه، فُترسل الروح الطاهرة إلى بستان لا يسع تصور الإنسانِ خيراتهِ ...
وكانوا يضعون إلى جوار كلٍ من الأموات سِفراً يُعينه ويَهديه في سَفرهِ إلى ذلك العالم، وذلك السِفر العجيب يحتوي على جُمل ينبغي على الميّت أن يقولها أمام الإله العظيم «آزيريس» كي تبرأ ذمّته، وهذه الجُمل هي :
إنّ العظمة تليق بك أيّها المتعال! إله الحقيقة والعدالة!
إنني لم اراوغ مع الناس الذين كنت أعيش معهم، ولم اضجّر امرأة عجوزاً ولم أكذب في محكمة، ولم أدنّس نفسي بالحيل وتلفيق الحقائق.
إنني لم احمّل العامل أكثر ممّا يطيق من عمل في يوم واحد، ولم أتماهل في انجاز وظائفي، ولم اتّخذ من التواني موضعاً، ولم أرضَ بهتك المقدسات ولم أنمَّ على عبدٍ لدى سيده، ولم أُلقِ برزق احدٍ إلى القطط! ولم أقتل، ولم أسرق لفائف وأمتعة الموتى «1».
إنني لم اغتصب أرض أحد ولم أصد عن رضع الأطفال، ولم أُوقِفْ جريان نهرٍ، إنني طاهر طاهر! ...
أيّها القضاة! افسحوا المجال أمام هذا المرحوم فاليوم يوم الحساب، وهذا لم يقترف ذنباً ولم يكذب ولم يُسْ، إنّه نصر الحق والانصاف في حياته، فكان الناس يحمدون أفعاله وقد أرضى الإله، إنّه أطعم الجياع وقدّم القرابين في سبيل الإله ومدّ الموتى بالغذاء، أنّ فمه طاهر ويديه طاهرتان أيضاً.
قال المؤرخ المذكور (آلبر ماله) في نقد هذا الكلام : يلاحظ بوضوح من خلال هذه العبارات كيفية تصنيف المصريين للذنوب الكبيرة والحسنات والمستحبّات «2».
ويجب أن نضيف إلى هذا الكلام أَن هذه العبارات تدل أيضاً على أنّ هؤلاء كانوا يؤمنون بالحساب الإلهي بالإضافة إلى إيمانهم بتمحيص الأعمال وإيمانهم بوجود الجنان، كما يجب أن نضيف إلى هذا أَنّ هذه الأعمال أشبه ما تكون بتلقين الميّت لدى المسلمين، وتشير إلى تطهير السلوك من دنس جميع الذنوب، هذا بالإضافة إلى قياس حجم الذنوب بالنسبة إلى بعضها البعض.
وعلى أيّ حال فالمصريون بناءً على ما جاء في تاريخهم، كان لهم اعتقاد راسخ بمسألة الحياة بعد الموت على الرغم من نفوذ خرافات كثيرة فيها، ومن جملة معتقداتهم هو وضعهم الأدوات التي كانوا يستخدمونها في حياتهم والأمتعة، ووضعهم صور وتماثيل ورسوم الموتى في القبور، لاعتقادهم بأنّ هذه الصور والرسوم يمكنها أن تحل محل الموتى.
ففي بعض المقابر عثر على صورة مزرعة وفي بعضها عثر على صورة تُصوّر كيفية عمل الرغيف، وفي بعضها عثر على صورة تحتوي على منظر ذبح بقرة، واخرى تحتوي على منظر تقديم اللحم المشوي الموضوع في الآنية للضيوف «3»، كما أنّ تحنيط الموتى، وبناء القبور الرصينة مثل الأهرام، كلها تصب في هذا الميدان، والهدف منها هو حفظ أجساد الموتى من التفسخ إلى يوم القيامة، كي تتمكن مِن الحصول بسهولة على وسائل العيش بعد أن تحل فيها الروح (لذا) كانوا يضعون أنواع المأكولات وتماثيل الطبّاخين والخبّازين، وأنواع الأسلحة والجواهر في القبور إلى جوار الأجساد، ولمّا كانت هذه القبور عادةً عرضة لعبث الحيوانات الوحشية، أو عرضة لحملات اللصوص لما يوجد فيها من جواهر فقد بادر أصحاب النفوذ والأثرياء إلى بناء الأهرام، أو بناء الأبنية الرفيعة على القبور واطلقوا عليها اسم «پيرموس» أي «مرتفع» «4».
_________________________
(1) المراد من لفائف الموتى ظاهراً هو القماش الذي يلف على أجسام الموتى لتحنيطهم، وكان ذا قيمة عالية، أمّا الأمتعة فهي الغذاء الذي كانوا يدفنونه مع الموتى على أمل أن ينفعهم في حياتهم بعد الموت.
(2) «آلبر ماله» تاريخ ملل شرق ويونان، ج 1، ص 74.
(3) قصة الحضارة، ول ديورانت، ج 2، ص 71.
(4) المصدر السابق، ص 71.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|