أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
987
التاريخ: 16-12-2015
2054
التاريخ: 16-12-2015
1119
التاريخ: 17-12-2015
1726
|
اللباس له أهميّة كبيرة في الحياة الدنيا فهو أولًا : يحفظ الجسم ويقيه الحر والبرد والاضرار المختلفة، وثانياً : يعتبر اللباس زينة مهمة للإنسان فكم نجد أنّ لطراز الألبسة ابتداء من جنس القماش وحتى نوع خياطته ولونه يحكي عن طرز تفكير المرء وشخصيته، ونجد على طول التاريخ أنّ للملابس دوراً مهماً في زينة الإنسان وبهائه.
ممّا لا شك فيه أنّ اللباس في الجنّة لا يهدف إلى دفع البرد والحر أو حفظ الجسم من أنواع الآفات والأمراض والعوارض، حيث إنّ كل شيء هناك في حد الكمال فلا أمراض ولا آفات و.. من هنا تكون الملابس مظهراً من مظاهر الزينة، ولعل لهذا السبب ركزت الآيات القرآنية على إبراز مظهر زينة اللباس وجاء ذلك ضمن تعابير مختلفة، ولكنّها تحكي جمال وبهاء وجذابية ملابس أهل الجنّة.
قال تعالى : {وَيَلبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ}. (الكهف/ 31)
وورد نفس هذا المعنى بشي من الاختلاف في قوله تعالى في آيتين الاولى : {يَلبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِستَبرَقٍ} وفي الآية الثانية : {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضرٌ وَإِسْتَبرَقٌ} «1».
(الدخان/ 53) (الدهر/ 21)
ونقرأ في تعبير آخر :{وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}. (الحج/ 23)
ولقد ورد نفس هذا التعبير في الآية 23 من سورة فاطر، وشبيهه في سورة الدهر، الآية 12.
وكلمة «سندس» حسب اجماع أهل اللغة والمفسرين (ما رقَّ من الثياب) وهي ثياب حريرية فاخرة. وأصل هذه الكلمة غير عربي فلقد ورد في بعض كتب اللغة أنّ أصلها فارسي أو رومي «2»، ولو أننا لم نعثر على هذا المعنى في اللغة الفارسية.
و قال البعض : إنّ أصلها يوناني «3».
وقال آخرون : السندس : قماش من الحرير يستعمل في نسجه خيوط من الذهب.
وأمّا «استبرق» على قول أرباب اللغة والمفسرين (ما غلظ من الملابس الحريرية ولا يراد به الغلظة في الخيوط إنّما يراد به المتانة في النسيج).
وقيل : إنّ (الاستبرق) فارسي معرب اصله «استبر» أو (ستبر) والذي يعني السميك، وقيل هو الديباج المنسوج بالذهب، وقيل السندس : الديباج الرقيق الفاخر الحسن، والاستبرق :
الديباج الغليظ الذي له بريق. وهذا يدل على أنّ ثياب أهل الجنّة من الحرير الخالص وبأشكال مختلفة.
ويمكن الإشارة هنا إلى أنّ الحرير وبسبب نعومته ولطافته وقبوله لألوان مختلفة يعتبر من أفضل الأقمشة وأفخرها.
وبما أنّ الناس لم يعرفوا لباساً أغلى وأفخر من الحرير لذا استعملت هذه الكلمة في توصيف لباس أهل الجنّة، وإلّا فكل شيء في الجنّة فوق حد التصور.
والجدير بالذكر أنّ الآيات الكريمة تحدثت عن اللون الأخضر، ولعل السبب في ذلك هو أنّ هذا اللون أجمل الألوان في عالم الطبيعة والخلق، فهو لون يبعث على البهجة والارتياح في النفس، فالنباتات بشكل عام خضراء، والبحار والمياه تبدو أحياناً زرقاء وأحياناً اخرى خضراء، ولهذا فإنّ هذا اللون يبعث في الروح الإنسانية البهجة والطمأنينة والارتياح.
ويعتقد بعض العلماء بأنّ اللون الأخضر لون مهدئ ومسكن، ونقرأ في أحد الكتب مقالة تحت عنوان : (الصحة واللباس) : «إنّ اللون الأخضر له أثر كبير في علاج الأمراض العصبية والنفسية والهستريا والارهاق العصبي، وكذلك له الأثر في زيادة قوة الإدراك والتحمل ويبعث الأمل والاعتدال، كذلك له الأثر في ازالة حالات الأرق وتخفيف ضغط الدم، وتسكين أوجاع الأعصاب، ويلاحظ أنّ أغلب الذين ينتخبون اللون الأخضر في الوهلة الاولى رحماء واقعيون، ويتمتعون بتعادل روحي ونفسي.
ولقد اجريت تجربة على ثلاث مجاميع من العمال.. المجموعة الاولى عهد إليها حمل صناديق خضراء اللون، والثانية، صناديق سوداء اللون والثالثة، بنية اللون، فلوحظ أنّ أغلب المراجعين للمستشفى هم من المجموعة الثانية والثالثة وكانوا يشكون من آلام في الظهر وآلام اخرى.
يذكر أنّه كان في لندن جسر أسود اللون وكان الكثير من الناس ينتحرون بإلقاء أنفسهم من فوقه، ولما غيروا لونه إلى الأخضر لوحظ انخفاض نسبة الانتحار بشكل كبير» «4».
وعرف منذ القدم هذا القول : (ثلاث يذهبن الحزن : الماء والخضراء والوجه الحسن).
ونختم هذا الموضوع بما نقله أحد المفسرين : «لو بسط ثوب من أثواب الجنّة في الدنيا لاندهش أهلها جميعاً» «5».
_________________________
(1). «عاليهم» من مادة «علوّ» أي من فوقهم. وقيل : في اعرابها احتمالان، الأول : أنّها «ظرف» لأنّها تحمل معنى «فوق»، والآخر : «حال» للضمير «هم» الذي جاء في الآيات السابقة.
(2). التحقيق في كلمات القرآن الكريم.
(3). معجم اللغة ل (دهخدا).
(4). الجامعة الاولى والنبي الخاتم، المرحوم الشهيد الدكتور پاك نجاد، ج 18، ص 133- 134.
(5). روح المعاني، ج 15، ص 249.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|